صفحات إألكترونية جزائرية تشجع النساء على الحديث عن مشاكلهن الحرجة وجدت الكثير من النساء باختلاف أعمارهن فرصة للفضفضة بكل حرية في صفحات أنشأتها مبحرات جزائريات بمواقع التواصل الاجتماعي و بشكل خاص فايسبوك، جعلن منها منبرا لطرح القضايا النسائية التي لا زالت تصنّف في خانة التابوهات، حيث تشهد عديد المنتديات الخاصة اعترافات و طلب نصح في أمور حساسة كالاغتصاب و لعب دور العشيقة و الخيانة... و غيرها من المواضيع التي تحتاج الكثير من الجرأة لطرحها في الواقع. فتيات يطلبن النصح لمغامراتهن العاطفية و متزوجات يبحثن عن الحلول لمشاكلهن الزوجية و أخريات يعترفن بأمور حساسة من الصعب على الكثير منهن فعل ذلك دون الأسماء المستعارة و الوهمية التي يظهرن بها على مثل هذه الصفحات و التي تتيح لهن التحدث بكل صراحة و بحرية مطلقة و دون قيود أو خطوط حمراء. و إن كانت معظم هذه الصفحات تظهر في شكلها كمواقع للموضة و تدابير الجمال و البيت، فإنها ضمنيا تحتوي على الكثير من القصص التي تبوح بها المبحرات لبعضهن البعض أملا في إيجاد حلول أو بحثا عن المواساة من خلال تجارب مشابهة لتلك التي عشنها. و من الصفحات الأكثر تسجيلا لمشاركات الراغبات في الاعتراف و المتفاعلات معهن صفحة"آلجيريان دي ليكس"التي تحمل الكثير من الشهادات و الاعترافات المثيرة للفضول و أحيانا للدهشة نشرتها بعض المشاركات، نذكر منها على سبيل المثال قضية العنف الزوجي، الخيانة...و غيرها بالإضافة إلى طلب رأي الآخرين في علاقات و مغامرات عاطفية، مثلما هو الشأن في منتدى "اعترافات جزائريات" أين يشيد الزوار بالفرصة التي منحت لهم فرصة البوح دون تشهير أو خوف من نظرات و انتقادات الآخرين. و في منتديات مشابهة ذكرت بعض المغردات بأنهن تمكن أخيرا من مناقشة مواضيع مهمة بكل جرأة و دون حواجز أو خوف من التعدي على خطوط الحمراء المعتادة سواء تعلقت بالعرف أو التقاليد و ذلك عبر الكثير من المنتديات و مواقع التواصل الاجتماعي مثلما كتبت "بوتي سوزي"العاصمية التي طلبت من المشاركات إفادتها بعناوين المختصين في الأمراض المعدية بعد أن انتابها شك في إصابتها بأعراض مرض تناسلي معد لم تذكر نوعه. و تسجل مثل هذه الفضاءات نسبة متابعة معتبرة كثيرا ما يحتدم فيها النقاش بين المشاركين و تبادل الاتهامات و الانتقادات و حتى الشتم الذي سريعا ما يقوم صاحب الصفحة بإلغائه و تذكير المبحرين بضرورة احترام رأي الآخر دون تجريح. و فضلت بعض المنتديات ك"آفي ألجريان" فتح المجال للمرضى المصابين بالأمراض الخطيرة و الباحثين عن مواساة للتخفيف من آلامهم من خلال التحدث بحرية عن معاناتهم. و من القصص المنشورة عبر هذه الصفحة و التي عرفت تفاعلا كبيرا من المغردين ، قصة ما أطلق على نفسه اسم "في دو ديابل"التي يعترف من خلالها إصابته بفيروس السيدا خلال انتقاله للعمل بالجنوب و اضطر لتطليق زوجته دون أن يعترف لها بأن مرضه الخطير و خوفه من انتقال العدوى إليها وراء قرار انفصاله عنها. و ثمة قصص و قضايا مختلفة لا يمكن حصرها في هذا المقال و التي تعكس حاجة الكثيرين إلى الفضفضة تحت اسم مستعار لأنهم يعجزون عن فعل ذلك في الواقع أو حتى أمام مختصين نفسانيين.