مصابون بالسيدا يواسون بعضهم في العالم الافتراضي لجأ عدد من المرضى المصابين بداء نقص المناعة المكتسبة (الأيدز) في الجزائر إلى العالم الافتراضي بحثا عن المواساة بين من يعانون في صمت مثلهم، و لم يجدوا في محيطهم من يصغي إلى آلامهم و آهاتهم دون محاسبتهم أو نبذهم كما يحدث مع الكثيرين ممن تحوّلوا إلى مجرّد أرقام ضمن قائمة المصابين بما يعرف بكابوس العصر، تنتظر في قلق موعد شطبها. و قد نشر عدد من المبحرين المرضى عبر صفحات المواقع الاجتماعية و مدوناتهم الخاصة دعوات للانضمام إلى دردشات حول داء نقص المناعة المكتسبة و البوح بآلامهم بكل حرية، دون قيود أو حرج بهدف التضامن فيما بينهم بعيدا عن نظرات الشفقة حينا و النبذ تارة أخرى، حيث كتب أحدهم أهلا بكل المبحرين اليوم بمدونتي و شكرا على شهاداتكم الشجاعة التي خففت عني معترفا بأنه مصاب جديد، اكتشف عدوته بفيروس نقص المناعة في ديسمبر 2011 آسرا بأن حياته اضطربت يوم اطلاعه على نتائج التحاليل المشخصة لحقيقة أعراضه المرضي، لأنه لم يجد الجرأة على البوح بإصابته لعائلته و لا لأصدقائه، كما إسودت الحياة أكثر في عينيه لأنه لم يجد من يأخذ بيده و يتكفل به نفسيا و طبيا في إشارة حسبه إلى الواقع المزري الذي يتخبط فيه قطاع الصحة، مسترسلا بأنه لا يكف عن سؤال نفسه كم بقي من عمره، لانعدام المعلومات بهذا الشأن، و أضاف معلّقا»لحسن الحظ أنه لدي أصدقاء تعرّفت عليهم عبر مواقع الانترنت و الذين يعانون من نفس الإصابة و يتفهمون وضعي و يخبرونني بجديد المتابعة العلاجية»يقول «كريم دي زاد» الذي انتقد الوضع الكارثي لواقع التكفل الصحي بمرضى الايدز. و قد أثارت رسالة المريض كريم ردود فعل كثيرة من داخل و خارج الوطن تضمن بعضها عبارات المواساة و بعضها الآخر شهادات و بوح بالإصابة بالداء و طريقة الأسباب الحقيقية لانتقال العدوى و نصائح و اقتراحات لتجريب علاجات تقليدية و تبادل آخر الأخبار و جديد الاكتشافات و الأبحاث الطبية في مجال مكافحة و علاج داء نقص المناعة، حيث أشاد أحد المبحرين الذي اختار لنفسه لقب «بونسي+» (تفكير إيجابي) بشجاعة كريم لتمكنه من تجاوز عقبة الخوف من مواجهة المرض و البوح به في محيط أقل ما يقال عنه أنه غير مشجع على حد وصفه. و في صفحة «السيدا في الجزائر:الصمت القاتل»عبر الفايس بوك كتب صاحب الصفحة مقدمة لدعوة الانضمام للدردشة الجماعية بأنه لا أحد يتجرأ على كشف الأرقام الحقيقية، إنهم يتبنون سياسة النعامة كلما تم التطرّق للموضوع، لكن ذلك لا يمكنه إخفاء حقيقة أن الجزائر أكثر تعرضا لفيروس السيدا و غيره من الأمراض المتنقلة عبر الجنس، مستعرضا أرقاما مستقاة عن المعهد الوطني للصحة العمومية حسبه عن عدد الإصابات بالسيدا و التي قال أنها تزيد عن 730حالة مقابل 7500حالة حاملة لفيروسHIV. المعلومات المنشورة في هذه الصفحة لم تعرف ردودا بجرأة التعليقات التي عرفتها مدوّنة المريض كريم لكنها، سجلت رسائل طلب أصحابها أرقام هواتف أشخاص قادرين على مساعدتهم.و تنوعت عناوين الصفحات الداعية لمكافحة السيدا أو مواجهة المرض بشجاعة التحدث عنه و البحث عن علاج و طرق التخلص من اليأس و مد يد المساعدة للضحايا أخطاء الآباء ...و غيرها من الدعوات التي عرفت زيارات و مشاركات محتشمة تطبعها المشاركة بأسماء مستعارة، و هو ما يعكس استمرار عدم تمكن الكثير من المصابين من كسر حاجز الصمت حتى في العالم الافتراضي تماما كما في الواقع أين لا زال المرضى يخفون مرضهم و يرفضون المشاركة في حملات التحسيس و الأيام طبية الخاصة باليوم العالمي للسيدا خوفا من نظرات الآخرين.