الجزائر تؤكد أن القضاء على الفقر في إفريقيا يمر عبر تعزيز أمن و استقرار القارة رافع الوزير الأول عبد المالك سلال أمس السبت، من أجل حلم إفريقي أخضر وسط بيئة نظيفة، مؤيدا بذلك موقف الرئيس الشرفي لمنظمة «أر 20» أرنولد شوارتزنغر الذي رافع بدوره عن برنامجه الذي حققه في كاليفورنيا الأمريكية، و قال سلال «في إفريقيا نستطيع فعلها وتحقيق الحلم الإفريقي في تنمية مستدامة». وحملت الكلمة التي اختتم بها الوزير الأول عبد المالك سلال، حفل افتتاح أشغال الندوة الإفريقية حول الاقتصاد الأخضر، رسالة صريحة للدول المتقدمة التي تحتكر معاني مفاهيم الاقتصاد الأخضر، حيث أكد أنه يمكن للدول الإفريقية أن ترفع التحديات التي تفرضها المعطيات العالمية للوصول لتجسيد تنمية مستدامة، مشيرا إلى أن الدول الإفريقية لم تتمكن من ذلك بسبب الأزمات الإقتصادية التي عاشتها الدول الغربية، كونها الممول الرئيسي لبرامج التنمية في هذه الدول، مدافعا عن مقاربة الجزائر لجعل الاقتصاد في البلدان الإفريقية قائما على الابتكار وتنويع الإنتاج لخلق القيمة المضافة وتقليص التبعية وخلق مناصب شغل. وقال سلال أن الجزائر تلعب دور الريادة في هذا المجال وستدافع عن مواقفها في الملتقيات الدولية المقبلة خاصة قمة باريس في 2015، مشيرا إلى أن الاقتصاد الأخضر له إسقاطات اقتصادية وسياسية على الجزائر التي استعادت مكانتها الريادية إفريقيا، ضاربا مثالا عن دور الشرطة الجزائرية في تفعيل وخلق منظمة شرطية إفريقية «أفريبول». من جانبه، أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة خلال الندوة الصحفية التي أعقبت افتتاح الندوة الإفريقية، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة هو عضو في اللجنة الإفريقية للبيئة المنبثقة عن الإتحاد الإفريقي والتي ترأسها تانزانيا، وهو كما أشار أحسن دليل على جهود الجزائر الإفريقية للمرور للاقتصاد الأخضر. وأضاف أنه يجب على الدول الإفريقية أن تستغل كل الإمكانيات التي تزخر بها القارة لمستقبل الأجيال القادمة دون المراهنة بالحاضر. وأكد لعمامرة أن قادة الدول الإفريقية واعون بأن استرجاع الأمن واستقرار المنطقة ضروري وأساس التنمية والقضاء على الفقر، موضحا أنه تم مؤخرا إنشاء 5 فرق عسكرية تتوزع عبر عدة مناطق إفريقية و تتكون من 25ألف عسكري يقومون بضمان عودة الأمن و الاستقرار لتلك المناطق، و قال «لا يجب أن تبقى إفريقيا حقلا لتجارب الأسلحة الجديدة». من جهتها أكدت وزيرة البيئة وتهيئة الإقليم دليلة بوجمعة، أن أهم توصية سيخرج بها المشاركون في هذه الندوة هي ضرورة الحفاظ على خصوصيات الدول الإفريقية وسيادتها كأساس لرفاهية شعوبها، لأن البرامج التي تأتي من الغرب لا تتطابق دائما مع المضمون الاجتماعي والاقتصادي لهذه البلدان الإفريقية، و أوضحت أن « الاقتصاد الأخضر في الغرب يعني التقليص من الغازات والانبعاث الاشعاعي، أما في إفريقيا فهو تحقيق التنمية والقضاء على الفقر وتوفير مناصب شغل». وأضافت الوزيرة من خلال تدخلاتها التي كانت تعقب كلمات المتدخلين الأفارقة، أن الجزائر بصدد اتخاذ إجراءات هامة جدا في مجال البيئة والاقتصاد الأخضر. وهو ما أوضحه أيضا وزير الطاقة يوسف يوسفي، الذي أعلن عن برنامج لتوفير 30 مركزا للطاقة الشمسية عبر ولايات الوطن قبل نهاية السنة الجارية، وهذا بعد دخول مركز حاسي رمل الخدمة وإنشاء مركزين في أدرار و غرداية سيدخلان الخدمة الأسبوع المقبل،حيث سيختص مركز غرداية بالطاقة الحرارية والرملية، نافيا تخلي الجزائر عن الطاقات التقليدية أي الغاز والبترول، و أكد قائلا «استثمارنا سيكون موجها للطاقات البديلة، ولكن لن نوقف استثمارات الغاز والبترول». كما أعلن يوسفي عن تجسيد مصنع اللوحات الشمسية قريبا. للتذكير، نوه جميع المتدخلين في جلسة الافتتاح بالدور الذي تلعبه الجزائر من أجل تحقيق اقتصاد أخضر لكل القارة الإفريقية، مثمنين جهود رئيس الجمهورية في إعطاء دفع لهذه المساعي. هوارية. ب