ألعاب الخفة أصبحت صناعة عالمية و لا علاقة لها بالسحر بالرغم من أنه أستاذ متخصص ومدير مدرسة لألعاب الخفة بكندا يتخرج منها حوالي 50 مهتما بهذا المجال كل سنة، إلا أن الأستاذ يانيك لاكروا فضل خلال فعاليات الأيام الدولية لألعاب الخفة التي نظمها مؤخرا الديوان الوطني للثقافة و الإعلام ،الاهتمام بالجانب التقني لكافة العروض التي قدمها زملاؤه سواء بقاعة الموقار أو الأطلس بالعاصمة أو بولاية سطيف،فأبهرت تلك العروض مئات الحضور خاصة من شريحة الأطفال. و يأتي اهتمام هذا المبدع بالجانب التقني لإضفاء نوع من الفرجة على تلك العروض بالاستعمال الجيد للصوت و الإضاءة المرافقين للعروض، لما لهما من إضافة جمالية ،و قد لمسنا ذلك خلال متابعتنا لكل ما بذله من جهد لكي تكون العروض على مستوى كبير من المتعة و الفرجة. و في هذا الحوار الذي خص به النصر اكتشفنا الوجه الآخر لهذا الأستاذ المتخصص في ألعاب الخفة. النصر : لو أردنا منك أن تعرف بيانيك لاكروا ماذا تقول؟. يانيك لاكروا :كلنا كنا أطفالا في يوم ما .. و تلك أهم مرحلة في حياتك أنت و أنا و الآخرين طبعا ، و عليه فإن كل ما هو نابع من شخصية كل واحد منا يبنى أساسا على معطيات تشكلت في هذه المرحلة التي يمكن أن تكون سببا في فشلنا أو نجاحنا. أنا و منذ الصغر كنت مولعا بكل الألعاب التي اشتهرت في تلك الفترة من حياتي و كل ما كنت أشاهده من رسوم متحركة و غيرها أثرت في. الكثير من الجوانب بمستقبلي المهني تأثرت بما أوليته من اهتمام منذ تلك الفترة لمثل هذه الهوايات الطفولية التي كانت تشدني أكثر من الدراسة رغم أنني كنت متفوقا دون أن أبذل الجهد الذي كان يبذله أترابي من أجل المرور من فصل إلى آخر. و بدأت فعلا في سن مبكرة أجسد الكثير من الألعاب التي كنت أشد بها انتباه الآخرين حتى أنهم قالوا عني أنني الساحر المخيف وهو ما زاد في تعلقي بهذه الهواية. .هل أنت ساحر بالمعنى و المفهوم المتداول ؟ طبعا لا لست ساحرا و لن أكون في يوم من الأيام ساحرا ، لأن عالم السحر شيء آخر تماما و ما أقوم به و يقوم به زملائي لا علاقة له بالسحر لا من قريب و لا من بعيد. فقط العملية تبدو كذلك بصريا غير أنها عملية إبداعية تتطلب الكثير من الخفة و الذكاء في تقديم الفقرة، حتى يخيل للبعض أنها من السحر و لهذا أعيد و أكرر أنني لست ساحرا و إنما مبدعا في مجال ألعاب الخفة التي تتطلب الكثير من الاشتغال على المستوى الذهني و قدرة كبيرة على التركيز حتى تستطيع إيهام الآخر بأنك تقوم بشيء خارق للعادة و الحقيقة أن ما أقوم به في متناول أي إنسان المهم أن تتوفر فيه بعض الشروط الخاصة. . هل يمكن القول بأن ألعاب الخفة أصبحت بحكم الاهتمام الكبير للهواة و المحترفين ، صناعة قائمة بحد ذاتها ما دامت دول مثل آسيا و أوروبا بدأت تصنع الكثير من الأدوات و الوسائل لممارستها فاتحة بذلك المجال لنوع جديد من التجارة العالمية ؟ فعلا .. الآن لا تخلو الكثير من دول أوروبا و آسيا من محلات لبيع اكسسوارات و أدوات خاصة بألعاب الخفة وهذا راجع لعدة عوامل و أسباب أهمها الاهتمام الكبير الذي تحظى به ألعاب الخفة على المستوى الدولي بعد أن تم تصنيفها من بين أهم العروض التي تستهوي عامة الناس مما استدعى ظهور مختصين و مبدعين لأن صناعة هذه الاكسسوارات التي ازدهرت بفعل الاهتمام المتزايد دائما سواء من الممارسين أو من المتابعين .إلى جانب ما تعرضه القنوات التلفزيونية يوميا تقريبا من عروض على مستوى كبير من الفرجة و الدهشة. هذا دليل على المكانة و الأهمية التي أصبحت تحتلها ألعاب الخفة على المستوى العالمي، مما فتح لها الباب لتصبح تجارة بكل المقاييس التجارية، و أكبر دليل هو وجود الآن خاصة على المستوى الآسيوي مصانع ،بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مختصة في صناعة و تسويق مثل هذه المعدات لمختلف أنحاء العالم و لكن تبقى بعض العمليات الخاصة جدا على مستوى كبير من السرية، نظرا لاحتفاظ صاحب الابتكار بسرها. . لكن بوجود مدارس مثل المدرسة التي تديرها يا أستاذ ، يمكن أن نقول بأن العملية أخذت في السنوات الأخيرة أبعادا أخرى على المدى المتوسط و البعيد ؟ يجب أن نعترف وأن نقر بأن العملية فنية بحتة و لكل ممارسة فنية ضوابط و قواعد و أسس مما استوجب بالضرورة وجود أساتذة مختصين في المجال، و قبل أن أصبح مدير مدرسة لألعاب الخفة كنت أستاذا أعلم مبادئ الممارسة و طرق العمل وفق منهجية علمية و فنية على مستوى كبير من المعرفة وهذا من أجل الفصل بين مرحلة الهواية و الاحتراف، وأيضا من أجل تحقيق شروط الممارسة الفعلية لألعاب الخفة التي أصبحت رائجة جدا بفضل ما وصلت إليه و حققته من فرجة و متعة . و كل ذلك يعود طبعا لاجتهاد ممارسي هذا النوع من النشاط الذين يعملون دائما على تجديد أدواتهم و ألعابهم، من أجل إظهار قدراتهم على التميز و الإبداع و الإبهار. من جهة أخرى فإن المنافسة الشريفة بين الممارسين هي التي أعطت لنا الكثير من العروض التي تبقى علامة مميزة في هذا المجال ومن أجل تحقيق كل هذا يجب دون شك المرور على مراحل معينة من أجل تكوين سليم و صحيح و هو ما نقوم به في هذه المدرسة. .هل الطلبة هم بالضرورة من كندا أو من جنسيات مختلفة ؟ طلبتنا من كل دول العالم من بينهم جزائريين فلغتنا الأكثر استعمالا في المدرسة هي الإشارة و الحركة و قليلا ما نعتمد على اللغة الشفوية لتوصيل المعلومة، لأن العملية أصلا فكرية و ذهنية أكثر منها أي شيء آخر . لهذا فإن طلبة المدرسة من جهات مختلفة من العالم ،حيث نقدم لهم كل ما هو جديد و ندفعهم للابتكار و هذا على مدى أربع سنوات كاملة من التكوين المتواصل. كما أننا يمكن وهذا حسب إمكانيات الطالب أن نقلص المدة إلى سنة. الأمر يتعلق بإرادة كل واحد ومدى اهتمامه المستقبلي بممارسة هذه الألعاب. . هل لديك فكرة عن ألعاب الخفة بالجزائر؟ نعم و لكن ليس بالقدر الكافي،حيث سمحت لي الزيارات المتتالية للجزائر، دائما في إطار فعاليات الأيام الدولية لألعاب الخفة ، اكتشاف بعض المواهب التي تبقى كما سبق وأن قلت بحاجة للجانب المعرفي الذي أصبح ضرورة حتمية ،نظرا للتطور الكبير الذي شهدته هذه الممارسة على المستوى الدولي و عروض هذا المهرجان دليل كبير على ما أقول. . يانيك لاكروا ...أستاذ و مدير مدرسة ألعاب الخفة، لكنك أشرفت على اخراج عروض التظاهرة الدولية أي على الجانب التقني منها دون أن تقدم عروضا خاصة بك، ما تعليقك على ذلك؟ نعم هذا صحيح، مادمت أستاذا فأنا أطمح دائما لتقديم الأفضل و الأجمل من ألعاب الخفة . لكن مادام كل المشاركين في هذا المهرجان أصدقائي و قمت معهم بالعديد من الجولات إلى دول عربية و أوروبية، و لأن الصوت و الإضاءة أصبحا في المدة الأخيرة من المكونات الأساسية لعروض ألعاب الخفة، فأنا أسعى بهذا التوجه الجديد لتقديم إضافة على هذا المستوى من أجل إبراز بعض الجوانب من العروض بالاستعانة خاصة بالإضاءة التي تعطيها بعدا جماليا و فرجويا كبيرا.