أجمع عدد من الأخصائيين في أمراض الطفل اليوم الثلاثاء في لقاء ببومرداس أن مرض التوحد لدي الأطفال "لم يصبح معروفا في الجزائر خاصة لدي الأولياء إلا في السنوات العشرة الأخيرة". وأوضح الدكتور " بترون محمد" متخصص في أمراض الطفل في مداخلته في اليوم الدراسي حول التوحد المنظم بدار الثقافة لمدينة بومرداس بمناسبة اليوم العالمي لهذا الداء بأن هذا المرض "كان مجهولا في أوساط المجتمع "نظرا ل "صعوبة اكتشاف أعراضه و تحليلها و بالتالي تحديد المرض ". وأضاف الدكتور أن اكتشاف هذا المرض "لم يكن ممكنا إلا في السنوات العشرة الأخيرة" بفضل التقدم وانتشار الوعي الصحي في أوساط العائلات و توفر المعدات الطبية الضرورية المساعدة على الكشف و التحاليل. ويبقى مع ذلك استنادا إلى نفس المختص اكتشاف هذا المرض من طرف الأولياء"في سن ليست بالمبكرة " حيث أنه يكون في معظم الحالات "بعد سنتين و نصف من عمر الطفل إلى ثلاثة سنوات ". وأكد الدكتور أعراب إبراهيم المتخصص في أمراض الطفل العقلية في مداخلته بأنه رغم وصول الطفل إلى 3 سنوات و هو مصاب بهذا الداء "يمكن علاجه عن طريق التكفل التام". وأرجع الأخصائيون أسباب انتشار هذا المرض إلى فرضيات تتمثل أبرزها في التلقيح بسبب ما يحتويه من جراثيم تنشط في الأمعاء أو بالوراثة و كذلك إلى التغيرات البيئية والتطور التكنولوجي. و تتمثل أعراض هذا المرض في عدم لعب المصاب مع الأطفال الآخرين وعدم التواصل اجتماعيا و القيام بحركات كإدخال أشياء في الفم و لا يتبادلون الضحك و المزاح مع الآخرين و لا يستطيعون النظر العين في العين. ويتراوح عدد الأطفال المصابين بمرض التوحد عبر الوطن ما بين 7 ألاف و 8 ألاف طفل (بمعدل طفلة مصابة مقابل كل 5 أطفال) تتراوح أعمارهم ما بين سنتين و ثلاثة سنوات حسب عدد من المختصين في المرض. والهدف من تنظيم هذا اللقاء الذي عرف حضور عدد من الأخصائيين وأولياء الأطفال المصابين بهذا الداء إستنادا إلى السيدة غرناوط صليحة رئيسة جمعية ما بين الولايات " بستان الأمل " المشرفة على التنظيم "تحسيس و إعلام و توجيه الأولياء حول هذا المرض" . وتضمن هذا اليوم الدراسي إلقاء عدة مداخلات حول الموضوع من طرف أخصائيين متبوعة بنقاش وسيتبع هذا النشاط بتنظيم يوم السبت القادم رحلة ترفيهية للأطفال المصابين بمرض التوحد إلى مركب الخيل بزموري البحري .