كان القاريء الوهراني على موعد مع الكتاب الذي تحمله قافلة القراءة التي حطت الرحال اليوم الخميس بالحديقة العمومية بحي "المدينة الجديدة" الشعبي. وقد كان اختيار الشغوفين بالمطالعة للكتب التي تنقلها خزانات هذه القافلة متنوعا حيث مال الكثير منهم إلى الروايات ودواوين الشعر والكتب التاريخية والتراثية بمختلف اللغات حسب المشرفين على هذه العملية المنظمة من قبل وزارة الثقافة. وكانت متعة الأطفال والمراهقين كبيرة حيث مكنتهم هذه القافلة التي تحمل بين رفوفها 2.500عنوانا في شتى الاختصاصات من الاسترخاء بالقرب من البحيرة الاصطناعية للحديقة بعد فصل من الدراسة و التحصيل العلمي و الفروض و الامتحانات و البحث عن معارف جديدة و تبعدهم عن فأرة الكوبيوتر. كما استقطبت المبادرة التي أقيمت ليوم واحد تحت شعار "طريقنا إلى المعرفة" المترددين على هذه الحديقة التي تشكل فضاء مفتوحا ومحفزا للقراءة منهم المتقاعدين الذي أبوا إلا الجلوس على الكراسي المخصصة لهذا الغرض ومطالعة بعض الكتب الأدبية. وفي هذا الشأن يقول ناصر أحمد متقاعد الذي وضع الجريدة الذي كان يتأبطها على يمينه أنها "مبادرة حميدة للاستبدال ساعات الملل القاتل بالمتعة المعرفية ... انها رحلة إلى عالم الإبداع عبر صفحات الكتب لعلها تنسينا للحظات متاعب الحياة و أوجاع الأمراض و انتظار موعد دفع المعاشات". وتسمح هذه القافلة الرامية إلى تقريب الكتاب من القارئ بالاطلاع على الإصدارات الجديدة والجهود التي تبذلها وزارة الثقافة في مجال ترقية الكتاب ونشر حب المطالعة لدى الصغار واستقطاب الشباب إلى المكتبات كون للكتاب أهمية كبيرة في تربية النشئ مهما كان تطور الوسائط التكنولوجية وفق مديرة الثقافة لوهران موساوي ربيعة. وبالموازاة مع هذه القافلة التى ستجوب كافة ولايات الوطن تم تنظيم أنشطة ترفيهية من أداء الاخوين بلعلق لاستقطاب أكبر عدد كبير من الشباب والاطفال وتشجيعهم على حب المطالعة. وستكون ولاية عين تموشنت المحطة المقبلة للفوج الثاني لقافلة القراءة الخاصة بغرب الوطن ثم سيدي بلعباس وتلمسان و النعامة وبشار فيما ستمكث ثلاثة أيام بتندوف حسب عمر نواصرية من وزارة الثقافة. وجاءت هذه القافلة التي انطلقت أمس بالجزائر العاصمة تزامنا مع العطلة المدرسية الشتوية حيث تتكون من 12 مكتبة متنقلة وستجوب 48 ولاية وفق ذات المصدر.