افتتحت يوم الأربعاء بمدينة بوسعادة (المسيلة) فعاليات معرض الفلاحة السهبية والصحراوية الذي يهدف إلى إبراز مقومات الفلاحية بهذه الولاية و كذا تلك المجاورة لها. وأوضح مدير المصالح الفلاحية لولاية المسيلة حريزي امعمر في تصريح لوأج على هامش افتتاح هذه التظاهرة التي يحتضنها معهد الفندقة و السياحة ببوسعادة على مدار ثلاثة أيام بأن المناطق السهبية من بينها ولاية المسيلة تعد وسطا طبيعيا خاصا يتوفر على مقومات فلاحيه "هامة تشجع على تنويع الإنتاج ودعمه" خصوصا في مجال إنتاج الأعلاف باعتبار المنطقة ذات طابع رعوي . وأضاف ذات المسؤول أن من بين مقومات المناطق السهبية توفرها على أراضي فلاحية خصبة وقابلة للاستصلاح في مناطق تعرف بالسيول ما يؤهلها لأن تكون –كما قال- مواقع تصلح لإنجاز منشآت صغيرة ومتوسطة للري مع تزويدها بأنظمة السقي المقتصدة للمياه ما يمكن –حسبه- من توسيع المساحات الزراعية المسقية من 40 ألف هكتار حاليا إلى 80 ألف هكتار في المستقبل. وقال المتحدث أنه بالنظر لخصوصيتها كمواقع لتربية الماشية والفلاحة فإن جزءا هاما من المناطق السهبية "مؤهلة لأن تكون مواقع لإنتاج وتنويع الأعلاف الخضراء والجافة" مبرزا أن تجارب المحافظة السامية لتطوير السهوب في مجال الغراسة الرعوية "دليل قاطع على إمكانية تطوير زراعة الأعلاف بالمنطقة". وبالنظر لتوفرها كذلك على مقومات ترقية الزراعة و إنتاج الخضروات والفواكه فإن المناطق السهبية تعد وسطا طبيعيا "يمكن من تنمية الشعب الفلاحية العديدة من بينها إنتاج الحليب والعسل والصوف وجعلها نشاطا مكملا للفلاحة" كما تعد مواقع للإنتاج في مجال الصناعة التقليدية على غرار الزرابي والأفرشة المصنوعة من الحلفاء والتي شكلت في سبعينيات القرن الماضي نشاطا هاما يسهم في دعم الميزانية العائلية حسبما ذكره السيد حريزي . وأضاف أن المناطق السهبية كشفت خلال العشرين سنة الأخيرة على أنها قطبا للإنتاج الفلاحي بامتياز خصوصا في مجال الزراعات المحمية حيث مكن ما يزيد عن 2000 بيت بلاستيكي بمنطقة المسيلة من رفع الإنتاج الفلاحي بما لا يقل عن 100 ألف قنطار عام 2000 إلى ما يزيد عن 2 مليون قنطار حاليا . وقد تحولت ولاية المسيلة كمنطقة سهبية إلى موقع للاستثمار الفلاحي في مجال إنتاج الخضروات غير الموسمية والفواكه إذ تحتل الولاية المراتب الأولى وطنيا من حيث إنتاج الجزر و المشمش بما يزيد عن 600 ألف قنطار سنويا بالنسبة للخضروات و500 ألف قنطار للفواكه وفقا لنفس المسؤول . وشهد إنتاج الزيتون بالمنطقة السهبية بالمسيلة تطورا كبيرا من حيث توسع المساحات المزروعة التي تفوق ال10 آلاف هكتار وبإنتاج يصل إلى أزيد من 300 ألف قنطار فيما وصل إنتاج زيت الزيتون إلى 1 مليون لتر وفق السيد حريزي الذي أوضح أن الهدف من تنظيم هذا المعرض بولاية المسيلة يتمثل أساسا في الكشف عن مقومات الفلاحة والدعوة كذلك للاستثمار خصوصا من طرف الشباب في هذا القطاع . من جهته أفاد بن علي موسى عز الدين مدير المؤسسة الخاصة التي بادرت لتنظيم هذا المعرض بعد أن كانت عشر دورات منه قد نظمت بولاية بسكرة أن الهدف يتمثل في دعوة الشباب على الخصوص للاستثمار في المجال الفلاحي من خلال إقامة مؤسسات للصناعات الغذائية أو إنشاء مستثمرات فلاحية وهو ما يتاح حاليا من خلال توفر أدوات تكنولوجية حديثة تسهم في تقليل الجهد وتسمح برفع الإنتاج. ويسعى منظمو هذه التظاهرة أيضا إلى دعم التكوين الفلاحي بما يسمح باستغلال المساحات السهبية في المجال الفلاحي استغلالا علميا . و يتضمن معرض الفلاحة السهبية والصحراوية ثلاثة محاور يتعلق الأول بالميكنة والمعدات الفلاحية الحديثة و ذلك تزامنا مع الإرشاد الفلاحي الذي تقوم به عدة مؤسسات متخصصة في هذا المجال بينها مركز البحث العلمي لتطوير المناطق الجافة وشبه الجافة لبسكرة و المحافظة الجهوية للفلاحة الصحراوية بذات الولاية. كما يحضر المعرض للاستفادة شباب مركز التكوين المهني والتمهين المتخصص في الفلاحة لبلدية الخبانة بولاية المسيلة . ويشمل المحور الثاني إلقاء محاضرات تتعلق بالتصديق و منهجية الجودة والتوسيم وهي معايير يجب توفرها في أي منتوج فلاحي ليتم إدماجه في السوق الدولية من خلال التصدير وفق ما أبرزه السيد بن علي موسى الذي أضاف بأن المحور الثالث من هذه التظاهرة يتضمن تنظيم نشاطات ذات الصلة بولاية المسيلة كمنطقة سهبية من بينها الأطباق التقليدية وكذا مسابقة "سؤال وجواب" موجهة للفلاحين تتناول تجارب ناجحة في المجال الفلاحي . ويتضمن المعرض فضلا عن ذلك مسابقة "أحسن مستثمرة" تنشط في الشعب التي تتفوق فيها ولاية المسيلة عن باقي الولايات وفقا للمنظمين الذين أشاروا إلى أن المصالح الفلاحية المحلية تسعى حاليا لترسيم إقامة الدورات المقبلة من هذا المعرض بولاية المسيلة.