افتُتح يوم الإثنين بقصر رؤساء البحر (حصن 23) معرض الصور الفوتوغرافية "تراثنا في صورة"، للفنان ندير جامة، في تظاهرة تحتفي بسحر التراث الجزائري ودقّة تفاصيله، ضمن فعاليات شهر التراث الممتد من 18 أبريل إلى 18 مايو. وينظم المعرض من قبل المتحف العمومي الوطني للفن الحديث والمعاصر بالتعاون مع مركز الفنون والثقافة لقصر رؤساء البحر، حيث يأخذ الزوار في رحلة بصرية عبر نحو 100 صورة فوتوغرافية، تجمع بين الألوان الكثيفة وسحر الأبيض والأسود، لتعكس ثراء التراث الجزائري وعراقته. ويسافر الزائر عبر عدسة جامة إلى معالم تاريخية وطبيعية متنوعة من مختلف ربوع الوطن، مرورا بالأزياء التقليدية، والأطباق الشعبية، وفنون الصيد والفروسية، وأزقة القصبة العتيقة، إلى غروب الشمس المذهل في تمنراست والكثبان الذهبية في تاغيت، وجسور قسنطينة المعلقة. ويبرز المعرض أيضا جماليات الأزياء والحلي التقليدية لمناطق الجزائر المختلفة، من الحايك العاصمي إلى الكاراكو التلمساني، ومن القفطان القسنطيني إلى البرنوس القبائلي، بالإضافة إلى صور تسلط الضوء على الفنون الشعبية مثل الفنتازيا وصناعة الفخار وطقوس "الديوان". ويخصص المعرض جناحًا خاصًا للمأكولات التقليدية الجزائرية، مثل البقلاوة والمقروط والمحنشة، إلى جانب مساحة تعرض صورًا للمهارات اليدوية الأصيلة، مثل فنون الطرز التقليدي والمشغولات اليدوية التي تميز كل منطقة من البلاد. وفي كلمة له خلال حفل الافتتاح، أوضح الفنان ندير جامة أن هذا المعرض يهدف إلى "التعريف بالتراث الجزائري المادي واللامادي"، مشيرًا إلى أن صوره هي ثمرة عمل استمر على مدار 40 سنة، التقط خلالها ملامح الهوية الثقافية الجزائرية، إيمانًا منه بضرورة نقل هذا الموروث للأجيال الجديدة للحفاظ على الذاكرة الجماعية. يذكر أن ندير جامة، المولود في بجاية سنة 1953، قد شغف بعالم التصوير الفوتوغرافي منذ صغره، وواصل تعليمه الجامعي في الفيزياء بالتوازي مع دراسته لفن التصوير في أوروبا، وشارك خلال مسيرته في العديد من المعارض داخل الجزائر وخارجها. ويستمر معرض "تراثنا في صورة" إلى غاية 18 مايو المقبل، فاتحًا أبوابه أمام الجمهور لاكتشاف تنوع التراث الجزائري وفرادته بعدسة فنية مبدعة.