تواصل الولاياتالمتحدةالامريكية تكثيف الضغط على رئيس فنزويلا المنتخب نيكولاس مادورو لإجباره على التنحي و تسليم السلطة لزعيم المعارضة خوان غوايدو , عبر فرضها مزيدا من العقوبات الاقتصادية على كراكاس , فيما تبحث أطراف و منظمات دولية سبل ايجاد تفاهم ينهي الازمة السياسية في فنزويلا و يجنبها تدخلا عسكريا , طالما لوحت به واشنطن لإنهاء حكم مادورو. وفي سعيها للتضيق على الرئيس المنتخب مادورو , الذي تعتبره واشنطن الى جانب المعارضة بأنه "غير شرعي " بالرغم من اعادة اختياره رئيسا للبلاد في انتخابات نظمت في مايو الماضي , ووصفتها عديد من العواصم و المنظمات الدولية بأنها كانت "نزيهة و شفافة" , فرضت الولاياتالمتحدة أمس الثلاثاء عقوبات اقتصادية جديدة على فنزويلا , طالت هذه المرة شركة "ماينرفين" للتعدين التابعة للحكومة ورئيس الشركة أدريان بيردومو. و برر وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوتشين في بيان هذا الاجراء الجديد بقوله ان " نظام مادورو غير الشرعي , ينهب ثروة فنزويلا في الوقت الذي يعرض فيه حياة السكان الأصليين للخطر بالتعدي على مناطق محمية , والتسبب في إزالة غابات وفقدان البيئة الملائمة لحياتهم" بحسبه. ومن جهته , يسعى زعيم المعاضة -الذي فَعّل بندا في الدستور لإعلان نفسه "رئيسا مؤقتا" للبلاد بعدم ا اعتبر أن "إعادة انتخاب مادورو كانت باطلة"- لوقف مبيعات الذهب التي تقودها الحكومة , بدعوى أن "مادورو يستغل عوائدها في الوفاء بالمتطلبات المالية اللازمة لاستمراره في الحكم". ومن جهته أعلن البيت الأبيض مساء أمس أن الرئيس ترامب سيناقش الأزمة الفنزويلية مع قادة العديد من بلدان الكاريبي - جزر البهاماس وجمهورية الدومينيكان وهايتي وجامايكا وسانت لوسيا – بعد غد الجمعة في مقر إقامته الخاص في مارالاغو بفلوريدا. و من جهته جدد الاتحاد الأوروبي دعوته إلى تفادي التدخل العسكري في فنزويلا . وذكّرت متحدثة باسم منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي فريدريكا موغيريني بأن الاتحاد الأوروبي يطالب "بحلّ سلمي وديمقراطي في فنزويلا ويستبعد بالتأكيد اللجوء إلى القوة"، مضيفةً أن الاتحاد يعمل على ذلك داخل مجموعة الاتصال الدولية بشأن فنزويلا . وكانت موغيريني صرحت في وقت سابق بقولها "لقد استبعدنا بصورة قاطعة أي تأييد من جانب الاتحاد الأوروبي أو موافقة منه على تصعيد عسكري في فنزويلا". وتقول مجموعة الاتصال التي تستعد للاجتماع يوم 28 مارس الجاري بكيتو عاصمة الاكوادور لبحث الازمة الفنزويلية , إن هدفها هو إيجاد "عملية سياسية وسلمية" يحدد خلالها الفنزويليون مستقبلهم "عبر انتخابات حرة تتسم بالشفافية والمصداقية". و يرى المراقبون للمشهد في فنزويلا "المرشح لكل الاحتمالات" بحسبهم , أن الرئيس مادورو الذي يحظى بدعم المؤسسة العسكرية و روسيا و الصين و دول أخرى , "استطاع استنهاض قوى شعبية داعمة له آخذة في التزايد بعد أن أحسن توظيف التسرع الدولي في الاعتراف بغريمه لحسابه الشخصي" في انتظار ما ستأتي به تطورات الازمة.