أحصي ما لا يقل عن 2.252 من الطيور المائية المعششة في الفترة الممتدة ما بين شهري مايو المنصرم ويونيو الجاري من قبل مختصين في علم الطيور بمختلف المناطق الرطبة لولاية غرداية التي أصبحت مواقع لتعشش الطيور المهاجرة، حسبما علم اليوم الخميس لدى محافظة الغابات بالولاية. و استهدف هذا التعداد الوطني للطيور المائية المعششة الذي يندرج في إطار أنشطة الشبكة الوطنية لملاحظي الطيور الجزائريين بمناسبة إحياء اليوم العالمي للطيور المهاجرة واليوم العالمي للتنوع البيئي، مختلف المناطق الرطبة الطبيعية منها و الإصطناعية العشر المنتشرة بالولاية، مثلما أوضح محافظ الغابات، محمد صالح لفضل. و تحولت تلك المسطحات المائية إلى مواقع لتعشيش أسراب الطيور المهاجرة التي تنتقل عبر محور الهجرة إفريقيا وأوروبا سيما المنطقة الرطبة الإصطناعية "كاف الدخان" (غرداية)، يضيف نفس المصدر. و يهدف هذا الإحصاء الذي أجري ما بين 17 مايو و 5 يونيو الجاري إلى إعداد قاعدة معطيات ومتابعة لهذه المناطق الرطبة والتعرف على تعداد الطيور المائية المعششة وكثافتها بالمنطقة، كما أوضح محافظ الغابات. و مكن هذا الإحصاء من تصنيف أربعة وعشرون (24) نوعا من الطيور المائية المعششة ومن بينها الأصناف المعروفة على غرار النحام الوردي وسحنون دجاج الماء و الطوالة البيضاء وتادورن كاساركا و مرمونيت الرخامي واللقلق الأبيض وأصناف أخرى، مثلما أشير إليه. و شمل هذا التعداد مختلف المناطق الرطبة غير المصنفة "ضاية أم السويد" و"المحفورة" ببلدية المنصورة (جنوبغرداية) و المناطق الرطبة الإصطناعية غير المصنفة التي استحدثت ضمن برنامج معالجة المياه المستعملة وحماية البيئة والموارد المائية، والتي تشكلت أساسا من محطات تصفية المياه المستعملة بكاف الدخان (المصب النهائي لوادي ميزاب) ببلدية العطف وأخرى ببريان والقرارة وكذلك مصبي متليلي وزلفانة ووادي نشو و منطقة العلوم بولاية غرداية، مثلما أضاف محافظ الغابات. و تتوفر تلك المناطق الرطبة على تنوع بيئي هام وتحتضن أصنافا متنوعة من الطيور المهاجرة من بينها أنواع مدرجة ضمن قائمة الطيور المهددة التي أعدها الاتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة. و قد أصبحت تلك المواقع المائية سيما الإصطناعية منها نقاط لتوطين وتكاثر الطيور المائية المهاجرة وذلك بفضل خضوعها للحراسة وبعدها عن المناطق الحضرية. كما أنها تحتضن قدرات "هامة" لتنمية السياحة الإيكولوجية ويمكن تحويلها أيضا إلى مخبر حقيقي مفتوح على الهواء للعلماء والمختصين في علوم البيولوجيا. و سجل مختصو الشبكة الوطنية لملاحظي الطيور الجزائريين خلال السنة الجارية انخفاضا "محسوسا " للطيور المعششة في المسطحات المائية الطبيعية و الإصطناعية بغرداية. و يعود هذا الوضع إلى التغييرات المناخية والجفاف وجفاف عديد المسطحات المائية وكذلك الأنشطة البشرية التي لها تأثير كبير على النظام البيئي والثروة الحيوانية والنباتية، حسب رئيس فريق الشبكة بغرداية و هو أيضا رئيس مكتب حماية النباتات والحيوانات بمحافظة الغابات. و يعتبر تواجد تلك الطيور بالمنطقة مؤشرا جيدا لوضعية التنوع البيئي محليا وهذا بالرغم من الحرارة والزوابع الرملية التي شهدتها ولاية غرداية خلال شهري مايو المنقضي و يونيو الحالي، كما تمت الإشارة إليه.