واصلت قوات الاحتلال الصهيوني, يوم الأربعاء, عدوانها على مدينة "طولكرم" ومخيمها لليوم ال94 على التوالي, فيما دخل يومه ال81 على مخيم "نور شمس", في ظل تصعيد ميداني مستمر, وحملة متواصلة من المداهمات والاعتقالات, حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). وأفادت الوكالة نقلا عن مصادر محلية وشهود عيان, بأن المدينة شهدت الليلة الماضية تحركات نشطة لآليات الاحتلال وفرق المشاة وهي تجوب الشوارع الرئيسية والفرعية, وتعرقل تنقل المواطنين ومركباتهم وتحديدا في شارع باريس ومحيط دوار الشهيد "ثابت ثابت" وميدان "جمال عبد الناصر" ووسط سوق الخضار, واحتجزت عددا من الشبان وحققت معهم ميدانيا. واقتحمت دوريات الاحتلال الراجلة في ساعة متأخرة من الليل, ضاحية ذنابة شرق المدينة, وكثفت من انتشارها في محيط مناطق منصات العطار والمدرسة الشرعية ومدرسة حليمة خريشة, وأوقفت المركبات وفتشتها ودققت في هويات ركابها. وأفاد شهود عيان, بأن جنود الاحتلال داهموا مقهى في الضاحية وقاموا بتفتيشه وإخضاع الشبان للاستجواب الميداني, إضافة إلى منازل في المنطقة, واعتقلت ثلاثة شبان بعد الاعتداء عليهم بالضرب. من جهة أخرى, انتشرت قوات الاحتلال بشكل مكثف في جبل النصر في مخيم نور شمس, وهي تطلق القنابل الضوئية في المنطقة, مترافقا مع سماع إطلاق الرصاص الحي والقنابل الصوتية بكثافة. ويشهد مخيما طولكرم ونور شمس ومحيطهما, انتشارا مكثفا لقوات الاحتلال وسط إطلاقها للأعيرة النارية وقنابل الصوت مع سماع دوي انفجارات بين الفينة والأخرى, تزامنا مع حصارها المشدد عليهما وإغلاق مداخلهما بالسواتر الترابية, وما يرافقه من مداهمات للمنازل وتخريبها, وإجبار من بقي من السكان على إخلاء منازلهم تحت تهديد السلاح. وتواصل قوات الاحتلال على مدار الساعة الدفع بتعزيزات عسكرية من الآليات وفرق المشاة, إلى المدينة ومخيميها وضواحيها, يتخللها إطلاق للرصاص الحي والقنابل الصوتية, ومداهمة المنازل والمحلات التجارية وتفتيشها, وتخريب محتوياتها وإخضاع من يتواجد فيها للاستجواب والتنكيل والاعتقال. كما يواصل الاحتلال الاستيلاء على منازل ومبان سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المحاذي له, وتحويلها لثكنات عسكرية بعد إجبار سكانه على إخلائها قسرا, مع تمركز آلياتها وجرافاتها في محيطها. وأسفر العدوان الصهيوني وتصعيده المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 مواطنا, بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن, بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات. كما تسبب في نزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس, تضم أكثر من 25 ألف مواطن, إلى جانب مئات المواطنين من الحي الشمالي والحي الشرقي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية. وألحق العدوان دمارا شاملا في البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة, حيث دمرت 396 منزل بشكل كامل و2573 بشكل جزئي في مخيمي طولكرم ونور شمس إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.