تواصل قوات الاحتلال الصهيوني يوم الأربعاء حصارها المطبق على مخيمي طولكرم ونور شمس, مع سماع دوي إطلاق نار وانفجارات, وذلك مع دخول العدوان يومه ال115, ولليوم ال102 على مخيم نورشمس, وسط تصعيد ميداني وتعزيزات عسكرية مكثفة. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) نقلا عن مسؤولين محليين تصريحهم أن الاحتلال يواصل تصعيده الميداني عبر اقتحامات متكررة للمدينة والمخيمين, وإقامة حواجز مفاجئة خصوصا في وسط المدينة, وشارع نابلس ودوار شويكة في الحي الشمالي. وفي ساعات الفجر, اقتحمت فرقة من جنود المشاة ضاحية ذنابة شرق المدينة قادمة من مخيم نور شمس, وجابت الشوارع الرئيسية, وسط أعمال تمشيط وتفتيش واسعة, واعتقلت شابا من منزله في حي الرشيد في ذات المنطقة. من جهة أخرى, يواصل الاحتلال فرض حصار خانق على مخيمي طولكرم ونور شمس, مترافقا مع سماع دوي إطلاق نار وانفجارات, بين الفينة والأخرى. وفي السياق ذاته, ذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال أجبرت يوم أمس عددا من العائلات في جبل الصالحين بمخيم نور شمس على إخلاء منازلها. وشهد مخيم نور شمس خلال الأيام الأخيرة حملة هدم طالت أكثر من 20 مبنى سكنيا في حاراته الرئيسية, وتضررت بفعلها مبان مجاورة, وذلك في سياق تنفيذ مخطط الاحتلال لهدم 106 مبان في مخيمي طولكرم ونور شمس, لفتح شوارع وطرقات وتغيير معالمهما الجغرافية. وتواصل قوات الاحتلال أيضا الاستيلاء على منازل ومبان سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المجاور, بعد إخلاء سكانها بالقوة, وتحويلها إلى ثكنات عسكرية, وبعضها تحت الاحتلال منذ أكثر من شهرين. وخلف العدوان المستمر حتى الآن استشهاد 13 مواطنا, بينهم طفل وامرأتان إحداهما كانت حاملا في شهرها الثامن, إلى جانب عشرات الجرحى والمعتقلين, إضافة إلى دمار واسع طال البنية التحتية, والمنازل والمحلات التجارية والمركبات, إثر عمليات هدم وحرق ونهب. وقد أدى هذا التصعيد إلى تهجير أكثر من 4200 عائلة من المخيمين, أي ما يزيد عن 25 ألف مواطن, وتدمير أكثر من 400 منزل كليا, و2573 منزلا بشكل جزئي, فضلا عن إغلاق مداخل وأزقة المخيمين بالسواتر الترابية, وتحويلهما إلى مناطق معزولة تكاد تخلو من مظاهر الحياة.