تسجل شعبة إنتاج التفاح تطورا ملحوظا بولايتي باتنة و خنشلة اللتين تشتهران بإنتاج أجود أنواع هذه الفاكهة لتصبحا رائدتين على المستوى الوطني في مجال الاستثمار في هذا النوع من الأشجار المثمرة بفضل استعمال التقنيات الحديثة و توسيع المساحات المغروسة بهذه الفاكهة. فبباتنة, تفيد توقعات مديرية المصالح الفلاحية بأن إنتاج التفاح للموسم الفلاحي 2024-2025 سيقارب 2 مليون قنطار من التفاح. وأكد مدير المصالح الفلاحية, أحمد سبكي, لوأج بأن ولاية باتنة تشهد هذا الموسم زيادة "محسوسة" في الإنتاج مقارنة بالكمية المسجلة السنة الماضية والتي بلغت 1 مليون و600 ألف قنطار. وأشار السيد سبكي الى أن المساحة الإجمالية المغروسة بأشجار التفاح بهذه الولاية تصل حاليا إلى 5878 هكتارا منها 4937 هكتارا منتجة فيما تتمثل أقطاب هذه الشعبة في كل من إيشمول و"مريال" ببلدية عيون العصافير بالإضافة إلى بلديتي وادي الطاقة و حيدوسة . ويعد نوع "غولدن ديلسيوز" في مقدمة الأصناف المغروسة عبر هذه الولاية يليها "ستاركريمسون" ثم "روايال غالا" و "الهانا" وهو صنف مبكر يتمركز إنتاجه بالناحية الجنوبية للولاية المنتدبة بريكة التي انطلقت فيها عملية جني المحصول في أغسطس المنصرم. كما أكد من جهتهم العديد من فلاحي هذه الشعبة عبر الولاية أن الموسم الجاري يتميز بإنتاج وفير وذي جودة عالية من بينهم السيدة نوارة خليفي التي اقتحمت هذا الميدان منذ سنوات بمنطقة "الرحاوات" ببلدية حيدوسة الجبلية حيث أبرزت التحسن المسجل هذا الموسم في منتوج التفاح محليا من حيث الكم والجودة. وذكرت المتحدثة بأن الإعتماد على أحواض السقي البلاستيكية ساعدها كثيرا في توسيع المساحات المخصصة لهذه الفاكهة الأمر الذي شجعها على إدخال أصناف جديدة على الرغم من صعوبة تضاريس المنطقة . و تبقى بذلك شعبة غراسة أشجار التفاح تسجل بهذه الولاية توسعا لافتا منذ سنوات بفضل الدعم الذي خصصته الدولة لهذه الشعبة التي لم تعد تقتصر على المناطق الجبلية بل امتدت إلى غاية الجهة الجنوبية بالولاية المنتدبة بريكة المعروفة بصنف "الهانا" المبكر. سوق جملة ومنطقة نشاطات مخصصة للصناعات التحويلية للتفاح بخنشلة و بولاية خنشلة, حققت شعبة إنتاج التفاح في السنوات الأخيرة نتائج مشجعة ترجمها ارتفاع مؤشر النمو لهذه الشعبة الاستراتيجية ذات الآفاق الواعدة . وتوقع مدير المصالح الفلاحية بالولاية, السعيد تامن, تحقيق إنتاج ب 1 مليون و750 ألف قنطار من هذه الفاكهة برسم الموسم الفلاحي الجاري, أي بزيادة تقدر ب 100 ألف قنطار مقارنة بالموسم الفلاحي الفارط. و أبرز ذات المسؤول بأن شعبة زراعة التفاح قد حققت في السنوات الأخيرة نتائج مشجعة ترجمها ارتفاع إنتاج هذه الفاكهة من 1,3 مليون قنطار سنة 2020 إلى 1,75 مليون قنطار هذه السنة وفقا للتوقعات التي أعلن عنها, أي بنسبة زيادة في الإنتاج تقدر ب 35 المائة. و لفت ذات المتحدث إلى أن الموسم الفلاحي الجاري تميز بدخول حيز الخدمة لسوق الجملة للتفاح ببلدية بوحمامة بداية أغسطس الفارط وهو السوق الذي يتربع على أزيد من 3 هكتارات و تطلب إنجازه ضمن البرنامج التكميلي للتنمية الذي استفادت منه الولاية غلافا ماليا ب 690 مليون دج. كما تتجه مساعي الدولة في هذا المجال إلى المساهمة في إنجاز غرف للحفظ والتبريد لتفادي كساد منتوج التفاح حيث أكد ياسين كنزاري, رئيس الغرفة الفلاحية لولاية خنشلة, أن مصالح الغرفة دعت الفلاحين الراغبين في الاستفادة من القرض الاستثماري "تبريد" إلى التقرب منها للحصول على معلومات وافية عن هذا القرض الموجه لإنجاز غرف تبريد بسعة تتراوح ما بين 300 و 5 آلاف متر مكعب بمبلغ مسقف لا يتجاوز 150مليون دج بنسبة فائدة مدعمة 100 بالمائة طيلة مدة القرض التي لا تتجاوز 10سنوات. وفي سياق التسهيلات الممنوحة لفلاحي شعبة التفاح, سيتم "عما قريب" استحداث منطقة نشاطات مخصصة للصناعات التحويلية بإقليم بلدية بوحمامة على مساحة 10هكتارات سيستفيد منها 20 مستثمرا راغبا في تحويل فاكهة التفاح إلى مربى أو إلى مختلف عصائر و مشروبات, ما يمكن من فتح مناصب شغل لشباب المنطقة وإحياء الحركة التجارية بها.