اُختتمت بمسرح الهواء الطلق صايم لخضر بسيدي بلعباس، أمس، الأيام الثقافية للأغنية المحلية، وذلك بمشاركة أبرز الفنانين المحليين بالولاية على غرار شيخ النعام وشاب ياسين وشيخ ميمون والمطرب زرهوني، وقد تزامنت الأيام مع الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، حيث أدى معظم المشاركين الأغاني الممجدة للاستقلال. أكد الفنان محمد العباسي عضو رئيسي للأيام الثقافية المحلية، أن هذه المبادرة تسعى إلى إبراز المواهب الشابة التي تؤدي طابع الأغنية المحلية بالولاية على غرار طابع الراي البدوي والنهاري. إلى جانب ذلك، فإن هذه الأيام تعمل أيضا على بعث الأصوات القديمة في قالب جديد وكذا تقريبها أكثر للجمهور من الجيل الجديد، وهذا حتى لا يموت أعمدة الفن والثقافة في غياهب النسيان. وقد شارك حفل الاختتام نخبة من الفنانين الشباب على غرار الشاب داني وشاب قويدر وحمياني وبوسماحة الذين فضلوا أداء أغاني للمرحوم زرقي، الأب الروحي لأغنية الراي بالمدينة، حيث تجاوب الحضور مع الفنانين على ركح مسرح الهواء الطلق وتفاعل مع جل الأغاني التي لا تزال خالدة في الذاكرة الجماعية المحلية. كما عبّر شيخ محمد العباسي عن شغفه الكبير لاحتضان مدينة سيدي بلعباس لهذه التظاهرة الثقافية بالتنسيق مع جمعية الوتر العربي. وأوضح المتحدث أن الهدف من هذه التظاهرة بعث التراث الفني للمدينة في قالب أنيق وفاخر إلى جانب ترسيخ أعلام وأعمدة الفن المحلي الأصيل في ذاكرة الأجيال، ناهيك عن تنشيط وتفعيل الحركة الثقافية بوسط مدينة سيدي بلعباس، خاصة وأنها المدينة التي أنجبت الفن والراي، حسب قول المتحدث. وعلى غرار ذلك، ثمّن محمد العباسي التظاهرة المحلية التي تسعى إلى النهوض بالأغنية العباسية من خلال إعطائها مكانتها المستحقة في الساحة الثقافية الفنية الوطنية، وبهذا الصدد فإنه يطالب كعضو فعال بالأيام الثقافية للأغنية المحلية على ترسيخ هذه المبادرة وإعطائها صبغة وطنية من خلال ترسميها في إطار مهرجان يمتلك مقاييس ومواصفات عالية. وفي السياق ذاته، أكد العباسي أنه واقف على قدم وساق رفقة زملائه من الفنانين للحفاظ على الأغنية المحلية العباسية، حيث قال “بما أننا فنانون الأصليون للمدينة فإننا نسعى دوما إلى أن تبقى الأغنية المحلية العباسية تتصدر الواجهة الفنية دون منازع، وذلك لمحاربة كل دخيل يحاول تشويهها أو ينزع أصالتها، إلى جانب ذلك فإن الفنانين القدامى لسيدي بلعباس على غرار شيخ النعام وشيخ ميمون، لا يزالون يمثلون المدارس العتيقة للطابع المحلي، حيث أنهم لا يبخلوا على الفنانين الجدد بنصائحهم وإرشاداتهم من أجل النهوض بالأغنية المحلية".