ما زال حماري يتابع كل ما يبث ويكتب عن الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد دون كلل، ومع أن كل ما هو موجود مجرد تخمينات وتحليلات إلا أنه لم يسأم. قلت له... أصبحت تهتم بكل الأمور فعلا أنت حمار مثقف ولست مثلي أنا نموذج للمواطن المتكاسل والمتساهل في كل ما يخص أمور البلد. نهق عاليا وقال... وهل ما هو موجود يشفي غليلنا ويجعلنا نفهم ما حدث؟ قلت... دعك من هذا يا حماري ولا تتعب نفسك، هل فهمت ما تعيشه الآن حتى تريد أن تفهم ما سبقك؟ قال... ما أعيشه الآن يمكن أن أفهم قليله وليس كله كما يدعي البعض، ومع ذلك سأبحث، ربما أجد بعض المعطيات. قلت... كل من أعرفهم قالوا إن عهد الشاذلي يذكرهم بالبنان والفرماج والفريجيدار والناسطاس وأنت تريد أن تعرف أشياء أكبر من هذه؟ قال ساخرا... وهل عهدة أي رئيس تقاس بالبنان حتى أكتفي بما تقول؟ قلت... يا حماري التعيس لا تتعب نفسك في البحث لأنك لن تجد شيئا. قال... سأبحث عن الأحزاب والديموقراطية والإعلام وغيرها وأركب كل ذلك وحتما سأخرج بنتيجة. ضحكت من كلامه وقلت... عجيب أمرك يا حماري ستفعل أنت ما عجز عنه غيرك، دع الرجل يرقد بسلام في قبره وقل كما نقول جميعنا.. اللي فات مات. قال... هكذا ببساطة؟ قلت... نعم ببساطة وسهولة يمكنك أن تتخلى عن كل ما تفكر فيه، لأنك ستتعب دون جدوى. قال... كلهم يموتون ويأخذون أسرارهم للقبر. قلت... لأنهم يعرفون أنهم لو نطقوا سيفسدون علينا الحياة ويجعلوننا نعيد حساباتنا ونفتح ملفات لا تقدم ولا تؤخر. نهق نهيقا مخيفا وقال... فعلا اللي فات مات هذه أحسن عبارة نتشبث بها إلى فرج قريب.