وقع الإعلامي والروائي المتميز، الخير شوار، أول أمس، بمنشورات الاختلاف، روايته الجديدة التي رشحته إلى جائزة ''بوكر 2009''، وهي قصة تسرد محنة ''الزواوي'' عبر العصور· تعتبر رواية ''حروف الضباب'' للكاتب الخير شوار، أول عمل مشترك بين منشورات الاختلاف والدار العربية للعلوم من جهة، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في دبي، من جهة أخرى· ''حروف الضباب'' عنوان ثان تراثي وهو ''قول الراوي في محنة الزواوي''، كتبت بأسلوب بسيط واعتمدت فيه طريقة السرد المستمدة من عالم ''ألف ليلة وليلة'' وكتب السير الشعبية المعروفة، لكنها اقتربت أكثر من اللغة العربية الفصحى بحثا عن قارئ عربي في مختلف أنحاء العالم، وابتعدت عن الأساليب المكررة في كتابة الرواية النمطية في العالم العربي· رغم تعدد شخصيات الرواية وامتداد زمنها إلى مئات السنين، تعرف الرواية تكرر اسم ''الزواوي'' الذي ينسب إلى بعض القبائل الأمازيغية في الجزائر، ولا يوجد زواوي واحد في الرواية، بل هناك أكثر من ثلاثة أشخاص من أزمنة مختلفة يحملون الاسم نفسه، وهم مجانين عشق نساء يحملن نفس الاسم وهو ''الياقوت''· ومع اختلاف الأزمنة، فإن الذي يجمعهم هو المكان الواحد، ومن هنا تنشأ المفارقة التي تجعل الزمن يمتد إلى المئات من السنين دون أن ينقطع ذكر الزواوي وحكايته مع المعشوقة الياقوت· بدأت أحداث الرواية في أيامنا هذه انطلاقا من قرية صغيرة تحمل اسم ''عين المعقال'' حيث يختفي شاب اسمه الزواوي في ظروف غامضة، سرعان ما يتولى الراوي الكلمة وهو شخص غير معروف كأنه جاء من كتب السيّر الشعبية المعروفة التي كانت تقول ''قال الراوي يا سادة يا كرام''، وحتى يجيب على سؤال الطفل ''النوري'' لأبيه: ''لماذا سميت قريتنا عين المعقال؟''، يعيد الحكاية إلى بدايتها الأولى وتنتقل بين العصور وبين الشخصيات التي يربطها رابط واحد هو العشق العذري في أجمل تجلياتها ومحنة الفراق· وعلى طريقة سرد ألف ليلة وليلة يمكن أن تقسم الرواية إلى عدد من الحكايات كل واحدة منها تحيل إلى الأخرى، وما إن ننغمس في حكاية جديدة حتى نكاد ننسى الحكاية التي سبقتها لكنها مرتبطة بها أشد الارتباط وسرعان ما نستعيد الحكاية الأولى، التي انطلقت من سؤال الطفل البريء الذي أحال على الكثير من الأحداث والتفاصيل غير البريئة بالضرورة، ومجموع الحكايات في النهاية يشكل الحكاية الواحدة التي تجمع كل الخيوط تلك، وتنتهي الرواية باختفاء الفتى الزواوي المعاصر الذي غاب في عتمة الضباب·