نظّمت جامعة تلمسان، خلال الأسبوع الجاري، في إطار الجهود الحثيثة الرامية إلى تعزيز الوعي بأهمية حماية الملكية الفكرية ودورها الجوهري في دعم الاقتصاد الوطني، وترسيخ تنافسية المؤسسات، تحت شعار "التقليد مساس بحق الملكية الفكرية وخطر على صحة وسلامة المواطن للحد من مخاطرها"، يوما دراسيا حول حماية الملكية الفكرية، من أجل الحفاظ على الإنتاج الوطني، وتنافسية المؤسسات الاقتصادية، بالتنسيق مع المديرية الجهوية للجمارك بتلمسان. وشدّد الأستاذ علي حمزة شريف، نائب مدير الجامعة المكلف بالعلاقات الخارجية والتعاون والتنشيط والاتصال والتظاهرات العلمية، في مداخلته، على الدور المركزي الذي تضطلع به الجامعة في ترسيخ ثقافة احترام الملكية الفكرية، مؤكدا أن حماية هذه الحقوق تعدّ ركيزة أساسية في دعم الابتكار وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. ومن جهته، سلط المدير الجهوي لمديرية الجمارك بتلمسان، نوفل لعجيلات، الضوء على التزام الجمارك بمحاربة التقليد وتطبيق القوانين المتعلقة بحماية الحقوق الفكرية، مشيرا إلى التعاون المثمر مع المؤسسات الأكاديمية في هذا المجال، مؤكدا في نفس السياق، أن حماية الملكية الفكرية تساهم مباشرة في تحسين مناخ الاستثمار ودفع عجلة الاقتصاد الوطني. وقد تضمن البرنامج العلمي لهذا اليوم الدراسي، سلسلة من المداخلات الثرية التي قدّمها نخبة من الخبراء والمختصين، استعرض خلالها الأستاذ زكرياء صاري حسون، مدير مركز الطالب المراحل الأساسية لإنشاء المؤسسات الناشئة، في حين تناولت الدكتورة فتيحة برك، موضوع حماية الملكية الفكرية والصناعية وتسجيل العلامات التجارية. وبدوره قدّم المفتش العميد حميد هلال، عرضا تفصيليا حول دور الجمارك المحوري في مكافحة عمليات التقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية، كما أثرى اللقاء مشاركة مسير مؤسسة (بوبلنزة) للصناعات التحويلية الغذائية، وهي ثاني أكبر مؤسسة جزائرية ناشطة في قطاع الصناعة التحويلية الغذائية، وأوّل مصدّر للمنتجات الفلاحية الغابية "الخروب" في الجزائر والثانية عالميا، حيث قدم تجربته العملية في مجال حماية العلامة التجارية والتحديات التي واجهها في السوق المحلية. واختتم هذا اليوم الدراسي، بمداخلة لبن عيسى محمد رضا، المتخرج من جامعة تلمسان دفعة 2017 تخصص هندسة البرمجيات وهو صاحب مؤسسة ناشئة، قدم رؤيته وتجربته في مجال حماية الملكية الفكرية في سياق المؤسسات الناشئة، لتتاح بعد ذلك فترة المناقشة العامة كفرصة قيمة للتفاعل المباشر مع المتدخلين، وتبادل الأفكار والتحاور حول مختلف الجوانب المتعلقة بحماية الملكية الفكرية والتحديات التي تواجه تطبيقها. للإشارة، تم مؤخرا، توقيع اتفاقية تعاون رسمية بين جامعة تلمسان والمديرية الجهوية للجمارك، ترمي إلى تعزيز التكوين المتخصص وتبادل المعلومات والخبرات وتنظيم نشاطات مشتركة. ويعد هذا الحدث، خطوة مهمة نحو ترسيخ ثقافة احترام الملكية الفكرية وحمايتها، وتعزيز التعاون بين مختلف المؤسسات، من أجل بناء بيئة حاضنة للابتكار والإبداع، وحماية الحقوق الفكرية في الجزائر. في ملتقى وطني للتطبيقات الميكانيكية دعوة لدعم البحث التطبيقي بالمؤسسات الصناعية أسدل الستار بقاعة المؤتمرات للمركز الجامعي بمغنية، أول أمس، على فعاليات أشغال الملتقى الوطني للتطبيقات الميكانيكية CNAM 202، المنظّم من معهد العلوم والتكنولوجيا بالمركز الجامعي مغنية، والذي دام يومين من النقاش العلمي والتبادل المعرفي حول أحدث المستجدات في ميادين الميكانيك، الطاقة وهندسة المواد. وتميز اليوم الثاني والأخير من أشغال الملتقى، بقراءة التوصيات النهائية التي ركزت على ضرورة دعم البحث التطبيقي، وربط الجامعة بالمؤسسات الصناعية، وتكثيف التكوين في مجالات الهندسة الميكانيكية والطاقات المتجددة. كما تم تنظيم حفل تكريم على شرف المشاركين من أساتذة، باحثين وطلبة، اعترافًا بمساهماتهم القيّمة في إنجاح هذا الملتقى الوطني، وكذا تكريم البروفيسور الراحل مراد نعوم، نظير ما قدّمه من جهود مخلصة في خدمة المركز الجامعي، ومساهمته الفعّالة في تطوير معهد العلوم والتكنولوجيا ورفع مستواه الأكاديمي والعلمي. وعرف برنامج الملتقى، الذي حضرته نخبة من الأساتذة والباحثين من مختلف الجامعات الوطنية، تقديم عدة مداخلات، منها مداخلة للأستاذ وداد وحيد من جامعة عين تموشنت خلالها إشكاليات التشققات في المنشآت الصناعية وطرق معالجتها الحديثة، إلى جانب أخرى متميزة قدمها الدكتور درفوف محمد الأمين، تناول من خلالها فرص الابتكار وريادة الأعمال في قطاع الطاقات المتجددة ذات العلاقة بالصناعات الميكانيكية، مبرزًا التحديات والآفاق المستقبلية لهذا المجال الحيوي، إضافة إلى مداخلات أخرى وعروض بحثية على شكل ملصقات، قدّمها أساتذة وباحثون من جامعات مختلفة من الوطن. وركّزت المداخلة، على مواضيع متعلقة بالصناعات الميكانيكية، هندسة المواد، والطاقة، مواد الهندسة، تقنيات التصنيع، والطاقات البديلة. كما كانت الفرصة للتعرف عن قرب على أعمال ومشاريع طلبة النادي العلمي المنتمي لشعبة الميكانيك AEROCLUB ، الذين ينشطون تحت إشراف الأستاذ فضيل محمد أمين، في حين شهدت الفترة المسائية من اليوم الأخير، تنظيم جلسة مخصصة للأبحاث في مجال الصناعات الميكانيكية والمواد، تميزت بتبادل مثمر للأفكار والنقاشات العلمية الهادفة.