عرض عدد من الناشرين الإفريقيين المشاركين في الندوة الفكرية بعنوان ''النشر في إفريقيا''، على هامش الصالون للدولي للكتاب، المعوقات والمشاكل التي تعترضهم في بلدانهم في مجال النشر، فقد أكد الكثير منهم أن القدرة الشرائية والمشاكل الاجتماعية التي تعيشها دول إفريقيا الوسطى خاصة، والدول الإفريقية بشكل عام، من بين الأسباب التي تجعل القارئ يولي وجهه عن الكتاب والقراءة، حيث أكد المكلف بالكتاب في وزارة الثقافة الطوغولية إيمانويل كوكو آزوتي، أن واقع الكتاب في بلده يعيش في الحضيض، فلا يتعدى عدد الناشرين في الطوغو عدد أصابع اليد الواحدة· وتعود الأسباب -حسب المتحدث- إلى غلاء المعيشة وابتعاد الفرد البسيط من الكتاب وتوجهه إلى المشاكل اليومية التي يعيشها، ويكتفي بالقراءة في المكتبات العمومية التي تنشأها بعض الدول الأوربية من خلال بعض مشاريع الشراكة· دولة مالي لا تبتعد كثيرا عما هو عليه في الطوغو، حسب ما ذكره الكاتب ابراهيم آيا، حيث غلاء المعيشة وضعف القدرة الشرائية في البلاد تبعد الفرد عن القراءة والنشر، فعدد الناشرين 16 ناشرا في البلد كاملا، منهم ناشرين يمكن أن نقول إنهم يحتكرون السوق بأكملها· أما المكتبات، فقد أكد أنها أيضا قليلة مقارنة بدول شمال إفريقيا· الناشر الفرنسي المقيم بالكاميرون، ميشال كادونس، كان أكثر حظا من رفقائه فيما يخص الطبع بالكاميرون بفضل علاقاته بدور نشر وشخصيات فرنسية، مضيفا أن المشكل الوحيد الذي لازال يؤرقه هو غلاء الأسعار التي تتكفل شركات خاصة فرنسية بتوزيعه أيضا، فهي أقرب طريق لتوزيع الكتب في القارة السمراء، كما قال· و بعيدا عن ذلك، أضاف أن الكثير من الإفريقيين مايزالون يوزعون الكتب بالطريقة التقليدية من خلال الطرود أو النقل الشخصي في الأمتعة للتهرب من الضرائب والرسوم الجمركية، مضيفا أن دور النشر الفرنسية تستغل دائما الفرص التي تتاح لها، حيث تتعاقد مع الكتاب الجاهزين والمميزين الذين تتولى دور النشر الصغيرة والتقليدية تقديمهم إلى المشهد الثقافي، مضيفا أن هؤلاء الناشرين، وهو من بينهم، لا يجنون الكثير من الأرباح من خلال هؤلاء الكتاب، فبمجرد أن يحققوا صدى في إفريقيا تتسارع دور النشر الأجنبية إلى التعاقد معهم، الشيء الذي لا يرفضه أبدا الكاتب، مضيفا أن دول الساحل وشمال إفريقيا عامة يمكن لها أن تحل مثل هذا المشكل من خلال تفعيل التعاون مع الدول المجاورة لتقليص الأتعاب وتفعيل الثقافة الإفريقية من طرف الإفريقيين أنفسهم·