أظهر التلفزيون الجزائري في النشرة الرئيسية، أول أمس، رئيس الجمهورية وهو يقف على رجليه بشكل عادي، لأول مرة منذ إصابته بالنوبة الاقفارية، لدى استقباله للمبعوث الأممي والعربي لسوريا الأخضر الإبراهيمي، وهي الخرجة التي يُفهم منها أن الرئيس أصبح مستعدا بدنيا للعهدة الرابعة. تُوّجت الحملة التي قادتها أحزاب معارضة بضرورة إظهار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة واقفا على رجليه، برد واضح من الأخير، في وقت يتأكد بشكل رسمي على لسان مسؤولين سامين بأن الرئيس سيترشح لعهدة رابعة. وأظهر التلفزيون الجزائري الرئيس بوتفليقة واقفا على رجليه لأول مرة منذ إعلان إصابته بالنوبة الإقفارية في 27 أفريل الماضي على لسان الوزير الأول عبد المالك سلال خلال الزيارة التي كان يقوم بها لولاية بجاية. كما أن ظهور الرئيس واقفا من خلال التلفزيون الرسمي في أهم موعد إخباري، كان له رسالة هادفة، مضمونها أن الرئيس يرغب في البرهنة على أنه استعاد عافيته البدنية، وكان ذلك واضحا عندما انتقى التلفزيون مقطع الرئيس وهو يستقبل الأخضر الإبراهيمي واقفا على رجليه، ليُعود إلى الجلوس ثانية بعد تلقيه التحية منه. وما يدل على أن الهدف من ظهور الرئيس، ليس التغطية الإعلامية لمضمون اللقاء مع الإبراهيمي، هو خروج الاجتماع عن طابعه البروتوكولي، حيث التحق بالقاعة طفلان من عائلة الرئيس لكسر الأجواء الرسمية، على الأرجح يكونان ابنيْ شقيق من شقيقيه المقيمين بالجزائر. بالإضافة إلى ذلك يُقرأ في ظهور الرئيس في تلك الأجواء، أنه لقاء يشبه كثيرا اللقاء الذي جمعه بالنجم العالمي لكرة القدم زين الدين زيدان، في مارس 2010 في أعقاب انتشار إشاعة عبر كامل الوطن تفيد بأنه توفي، ما اضطره لنفي تلك الإشاعات بطريقة مثيرة، حيث لم يلتق مع زيدان بمفرده بل مع أفراد عائلته وصرح الرئيس يومها بأنه لقاء خاص وعائلي. وتختلف خرجة الرئيس الأخيرة عن نظيرتها السابقة مع زيدان، خاصة من حيث السياق السياسي، إذ كان في المرة السابقة، لم يمض على فوزه بالعهدة الثالثة أقل من سنة ولم يكن النقاش عن العهدة الرابعة قد فُتح، أما الخرجة الأخيرة فتأتي في خضم الجدل حول قدرة الرئيس على مواصلة مهامه بسبب ظروفه الصحية. لكن الرئيس شرع في الردود الضمنية على أنصار خروجه من الحكم من خلال الصور التلفزيونية، إلى غاية شروعه رسميا في استقبال المسؤولين الدوليين وهو في البدلة الرسمية لرئيس الجمهورية، ودشنها لأول مرة مع استقباله لمسؤول إماراتي قبل أسبوع، ولكن دون أن يُخمد اللقاء التساؤل حول قدرة الرئيس على المشي أو الوقوف على رجليه إلى غاية، أول أمس، حيث يُبرهن بوضوح أنه لم يستعد فقط نشاطه الرسمي بل عافيته البدنية وبالوقوف على رجليه، في انتظار صور أخرى يظهر فيها راجلا، ليكون بوتفليقة قد أغلق نهائيا الباب على خصومه السياسيين الذين يريدون اعتراض الرابعة بسبب وضعه الصحي.