اسمحولي أن أقلب الفيستة اليوم وارفع القبعة للسلطة بمخامخها وخلاطيها وكل من يدور في فلكها عن كل هذا الدهاء السياسي الذي تتمتع به والذي أفرغ كلمة البولتيك من معناها الحقيقي وصار كل التركيز على شخص بوتفليقة وحده. السلطة أصبحت محترفة جدا لدرجة أنها ميّعت المشهد السياسي وتجبرت حتى جعلت من المعارضة الفنطوشية مجرد فزاعات مضحكة تهزها الرياح كما شاءت. سمعت البارحة نورية حفصي تبندر "نحن مع بوتفليقة" وبعده ليس هناك حياة، وقبلها التسونامي سعيداني والغول وغيرهم من الذي يسيرجو صباط السلطة بأفواههم يطلقون النار على كل من يحاول الاقتراب من حومة المرادية. هذه النماذج التي تطرحها لنا السلطة حتى تضعها "بوكلي" في وجه زعمة من يعارضونها أليست مسلية جدا لدرجة أنها أصبحت موضوع نكت عائلية، إلى درجة أن أبي البارحة قال لي في حديثنا إن سعيداني يجب أن يكون نموذجا لتدريس معنى صحانية الوجه والبخص السياسي. قلت لأبي الله يبقي قُلّة العسل بيننا وبين سلطتنا المحتالة لأنها أعطتنا نماذج بشرية وكائنات سياسية لا توجد حتى في كتب مكيافيلي في صراعها على لعق حذاء السلطة المليء بالوحل والطين وباقي الأشياء المتعفنة. على كل حال أقر وأعترف أنا اللي ما يعجبني والو في سياسة هذه البلاد أنني وأخيرا أرفع الشابو لك أيتها السلطة لأنك فعلا برهنت أنك قادرة على صناعة العجب عندما تريدين ذلك وقادرة على أنك "تطفي الضوء" متى أردت أيضا. وأنا أظن أن سلطة بهذا الدهاء وهذه القوة ليس بوسعها سوى الاستمرار في التفكير في أنها هي من سيستمر في قيادة البلاد حتى لو كان ذلك على ظهر دابة مصابة بالحول والعمى والعمش. بصحتكم الدزاير وبصحتنا شطيطحة سعيداني التي قيل أنه يتقنها جيدا خاصة شطحة هز البطن، لكن بالاك يهبط التبن اللي فيها.