لما تحقق حلم صعود نادي "شباب عين وسارة" إلى حظيرة بطولة الرابطة الثانية، في صائفة 2020، كانت آمال رياضيي الولاية هي رفع التحدي من أجل الصعود إلى الرابطة المحترفة أو على الأقل الحفاظ على المكسب الحالي ... غير أن ما حدث هو خيبة الأمل الكبيرة في مديرية الشباب والرياضة والولاية لسببين رئيسيين وهو انعدام الملعب وانعدام الدعم المالي لنادي يلعب في مع الكبار وبعيدا عن الديار حتى عندما يستقبل منافسيه ... قضية الدعم المالي لشباب عين وسارة ... ما تزال قضية الدعم المالي لنوادي ولاية الجلفة هي التعبير الأمثل عن "الحقرة" و"الإزدواجية" التي تتعامل بها الشركات الوطنية الكبرى رغم أنها تدرّ الملايير من السنتيمات في عاصمة السهوب. ورغم أن السبونسور يقابله اعفاء ضريبي بموجب قانون الضرائب وإشهار للنادي على أقمصة اللاعبين والملعب ووسط الجمهور ... وينطبق هذا القول على متعاملي الهاتف النقال "جيزي-موبيليس-أوريدو" الذين لديهم مجتمعين ما يفوق 990 مشترك سنة 2017 أي أن تعداد زبائنهم يفوق مليون مشترك في سنة 2021 ... ورغم ذلك فلا نجد من متعاملي الهاتف النقال أي دعم نوعي للنوادي الرياضية بولاية الجلفة وعلى رأسها نادي شباب عين وسارة الذي يمثل الولاية المليونية في الرابطة الثانية. وعلى غرار متعاملي الهاتف النقال نجد شركة "اتصالات الجزائر" هي الأخرى لا تقدم دعما للرياضة بعاصمة السهوب رغم أنها تحوز أكثر من 70 ألف مشترك في الهاتف الثابت والأنترنت وهي الخدمات التي تدر عليها أموالا طائلة. ولطالما تساءل أبناء ولاية الجلفة عبر شتى المنابر الإعلامية عن مدى استفادة نوادي وجمعيات الولاية والجامعة من الدعم وعقود السبونسورينغ لشتى الشركات الكبرى الناشطة بإقليمها. وعلى سبيل المثال أغنى شركة في الجزائر هي "سوناطراك" ولكنها تدعم نوادي الشمال بينما ولاية الجلفة لا تستفيد منها رغم وجود مقر فرع "شركة النقل بالقنوات" بالمنطقة الصناعية ببلدية الجلفة ووجود خطوط نقل الغاز بالأنابيب في بلديات الولاية. كما أن شركة "مدبغة الهضاب العليا" لا تدعم هي الأخرى الرياضة بعاصمة السهوب التي تنشط فيها بل وتلوثها بمياه الصرف الصناعي بشهادة أبحاث جامعية منشورة في مجلات دولية محكمة ... وعلى سبيل المثال فإن نظيرتها "مدبغة جيجل" تدعم نادي كرة اليد بجيجل !! سونلغاز تقترح دعما شحيحا ... الملاحظ هو أن شركة سونلغاز هي الراعي الرسمي لنادي اتحاد العاصمة ورغم أن لديها مداخيل ضخمة بعاصمة السهوب إلا أنها لم تقدم الدعم النوعي للنادي الوحيد لعاصمة السهوب في الرابطة الثانية لكرة القدم. وحسب مصادر "الجلفة إنفو" فإن سونلغاز تكون قد اقترحت مبلغ 200 مليون كدعم للنادي وهو المبلغ الذي لا يغطي التربصات وأجور طاقم التدريب والطاقم الطبي وأجور اللاعبين وتكاليف الإيواء والإطعام ومصاريف النقل لمسافة تفوق 880 كم خلال شهر فيفري و2660 كم في شهر مارس و900 كم خلال شهر آفريل ... فما بالك أن يفكر النادي الوسّاري في انتداب لاعبين كبار لتشريف كرة القدم الجلفاوية أو حتى تطوير الأصناف الصغرى للنادي!! ويجدر التذكير أن مجمع سونلغاز لديه 08 فروع على الأقل تنشط بالولاية ومنها مديرية التوزيع بالجلفة وشركة نقل الغاز GRTG وشركة الأمن والوقاية SPAS. في حين أن "محطة توليد الكهرباء بعين وسارة" تساهم فيها شركة إنتاج الكهرباء وشركة انجاز المنشآت الأساسية (INERZA) وشركة التركيب الصناعي ETTERKIB وشركة النقل والشحن الإستثنائي للتجهيزات الصناعية والكهربائية. وعلى الموقع الإلكتروني الرسمي لشركة سونلغاز نجدها تصرح "مجمع سونلغاز يلتزم كلّ سنة بالمساهمة في تطوير الرياضة بالجزائر وهو الراعي التاريخي لاتحاد العاصمة ويدعم نوادي الدرجة الثانية لكرة القدم" ... فمتى تلتفت شركة سونلغاز إلى الرياضة بولاية الجلفة وتقدم لها الدعم اللائق بها على غرار نادي شباب عين وسارة؟ ومن أجل فهم حقيقة "الحقرة" التي تعرض لها نادي عين وسارة من طرف شركة سونلغاز نذكر أن فرعها "Hyenco" قد قدم مبلغ 500 مليون سنتيم لنادي "جمعية الإتحاد الرياضي لكرة اليد لبوفاريك"!! المجلس البلدي والمجلس الولائي ليسا في مستوى النادي !! الأغرب في قصة نادي عين وسارة هي أن المجلسين المنتخبين البلدي والولائي لم يكونا في مستوى المصاريف والظروف القاهرة التي يرزح تحتها النادي الوساري. وكان من المفروض أن يشكل المنتخبون قوة ضغط لإنهاء الوضع الكارثي الذي يوجد عليه ملعب عين وسارة ومساءلة الوالي ومدير الشباب والرياضة عن حال الملعب ولكن ... وفي المقابل يبقى المطلوب أن تكون إعانات بلدية عين وسارة والمجلس الشعبي الولائي في حجم ما قدمه النادي وفي مستوى طموحاته كي يذهب بعيدا في تشريف الولاية خلال الموسم الحالي والمواسم القادمة. ويبقى القول أن نادي "الشباب الرياضي لعين وسارة" هو الفريق الوحيد الذي يلعب في الرابطة الثانية ... بميزانية ضعيفة ... وبديون تثقل كاهله ... ويستقبل خارج الديار ... ويُحرم من جمهوره بسبب تسيير مديرية الشباب والرياضة لولاية الجلفة لصفقات ملعب عين وسارة ... الوضع الذي يوجد عليه نادي السيارباو هو العار الذي يحيق بكل المسؤولين التنفيذيين والمنتخبين قضية ملعب عين وسارة ... أكبر فضيحة لمديرية الشباب والرياضة بولاية الجلفة ومعها سائر السلطات التنفيذية والمنتخبة هي أنها لم تبادر بالإسراع في إصلاح وضعية ملعب عين وسارة ... ورغم أن النادي قد ضمن الصعود في جويلية 2020 إلا أن مديرية الشباب والرياضة لولاية الجلفة لم تعلن عن صفقات ملعب عين وسارة سوى يوم 08 نوفمبر 2020 أي 03 أشهر بعد تحقيق الصعود ... ولكن مهلا فالمديرية قد أدخلت النادي في نفق مظلم؟ فبتاريخ 04 فيفري 2021 أعلنت مديرية الشباب والرياضة عن إلغاء المنح المؤقت لصفقتي "أشغال التغطية بالعشب الإصطناعي +الإنارة لملعب عين وسارة" و"أشغال تهيئة غرفة تغيير الملابس +خزان الماء بملعب عين وسارة" ... لتعلن في نفس اليوم عن المنح المؤقت لصفقة "أشغال تهيئة غرفة تغيير الملابس +خزان الماء بملعب عين وسارة" فقط دون صفقة التغطية بالعشب الإصطناعي والإنارة حسبما نشره الموقع الرسمي للولاية !! وهكذا يبقى الوساريون مجبرين على الإنتظار 03 أشهر لإنجاز غرفة تغيير الملابس وخزان الماء أي إلى غاية نهاية الموسم الرياضي الحالي ... في حين يبقى مصير العشب الإصطناعي والإنارة مجهولا إلى أن يظهر أي جديد من مديرية الشباب والرياضة !! وما يزيد من الضغط على النادي بسبب قضية الملعب هو أن اللاعبين سيلعبون تحت ضغط أجندة مكتظة بمعدل مباراتين خلال أقل من أسبوع في الجولتين السادسة والسابعة (الثلاثاء 16 مارس في وهران - السبت 20 مارس في بوسعادة) أي أنهم سيسافرون مسافة 950 كم ما بين عين وسارة وبوسعادةووهران مباشرة بعد الجولة الخامسة ... ونفس الأمر خلال الجولتين التاسعة والعاشرة (الثلاثاء 30 مارس في عين تيموشنت – السبت 03 آفريل في واد سلي) في مرحلة الذهاب ... أي السفر لمسافة جوالي 1100 كم خلال فترة أسبوع ... فهل سيخجل المسؤولون بولاية الجلفة أمام هذه التضحيات الجسام لنادي عين وسارة؟ وهل ستدرك شركة سونلغاز فعلا أن مبلغ 200 مليون سنتيم لا يمثل شيئا أمام عظمة ما يبذله أبطال عين وسارة؟ وهكذا يطرح سؤال عن مدى جدية مديرية الشباب والرياضة في تعاملها مع أهم نادي لكرة القدم يلعب في حظيرة الكبار ... فكان من المفترض أن يكون هناك تعامل مع صفقات ملعب عين وسارة وليس نشرها في إعلان يتضمن 08 حصص لإعادة الاعتبار للمنشآت الرياضية عبر الولاية ... ليكون الضحية نادي شباب عين وسارة الذي يستقبل خارج الديار مع ما يكلفهم من مصاريف وتعب ولعب بعيدا عن أرضهم وخسارة وجود جمهورهم ... رغم كل ذلك بعث لاعبو عين وسارة برسالة عن عزيمة تحذوهم بتسجيل هدفين في مرمى الخصم في الجولة الأولى لمرحلة الذهاب وهي رسالة تحرج كل مسؤول ومنتخب لكي يستدرك تقصيره تجاه هذا النادي!! ختاما ... هل يدرك المسؤولون أن عين وسارة تلعب في نفس الرابطة والمستوى مع نوادي عريقة مثل رائد القبة واتحاد البليدة ومولودية قسنطينة وشباب بني ثور(حامل كاس الجمهورية سنة 1999) واتحاد عنابة وهلال شلغوم العيد ومولودية بجاية وجمعية وهران واتحاد الشاوية ومولودية سعيدة واتحاد الحراش؟ ... هل يدرك هؤلاء أن السيارباو أقدم تأسيسا من كثير من النوادي إذ يعود تأسيسه إلى سنة 1947 أي في مثل عمر مولودية وهران وشبيبة القبايل وأولمبي الشلف بل إن السيارباو أقدم من عدة نوادي في القسم الأول المحترف مثل وفاق سطيف وشبيبة الساورة ونجم مقرة ووداد تلمسان ونادي بارادو حيدرة وشباب بلوزداد!! برنامج المباريات لمرحلة الذهاب (11 جولة من 22 جولة) لموسم 2021: (لا فرق بين اللعب داخل أو خارج الديار ... كلها أسفار) شباب عين وسارة - اتحاد الكرمة يوم 12 فيفري 2021 (لُعبت بملعب بوسعادة وعاد الوساريون بنقطة التعادل) صفاء الخميس - شباب عين وسارة / يومي 19/20 فيفري 2021 (سفر إلى الخميس 400 كم) شباب عين وسارة - شباب واد رهيو / يومي 26/27 فيفري 2021 (سفر إلى بوسعادة 240 كم) شبيبة تيارت- شباب عين وسارة / يومي 05/06 مارس 2021 (سفر إلى تيارت 340 كم) شباب عين وسارة - اتحاد الرمشي / يوم 11 مارس 2021 (سفر إلى بوسعادة 240 كم) جمعية وهران- شباب عين وسارة / يوم 16 مارس 2021 (سفر إلى وهران 740 كم) شباب عين وسارة – جيل عين الدفلى / يوم 20 مارس 2021 (سفر إلى بوسعادة 240 كم ذهابا وإيابا، أو المكوث بها إلى الجولة القادمة مع تحمل تكاليف المبيت والإطعام والنقل لمدة أسبوع) شباب عين وسارة - أولمبي آرزيو / يوم 26 مارس 2021 (سفر إلى بوسعادة 240 كم) شباب عين تيموشنت - شباب عين وسارة / يوم 30 مارس 2021 (سفر إلى عين تيموشنت 1100 كم) شباب عين وسارة - مولودية واد سلي يوم 03 آفريل 2021 (سفر إلى بوسعادة 240 كم) مولودية سعيدة - شباب عين وسارة / يومي 09/ 10 آفريل 2021 (سفر إلى سعيدة 660 كم)