أكد الصحفي الفلسطيني "وسام أبوزيد " مراسل التلفزيون الجزائري من غزة أن مسألة الإختلاف بين الصحفيين الفلسطنيين يشكل عبئا على القضية الفلسطينية من زاوية أن الإحتلال الإسرائيلي يحاول اللعب على هذا الوتر للتأثير على مسار القضية ودعمها ، فهناك اختلاف طبيعي بين مراسلي مختلف وسائل الإعلام من الفلسطينيين أنفسهم فكل يرى الأحداث من زاوية معينة مثلما هناك منهم "من يصطاد في المياه العكرة " على حد تعبير المتحدث ، الذي أضاف أنه يتمنى أن تزول هذه الإنقسامات لأنها قطعا ستكون في صالح الإحتلال الإسرائيلي .. وقال " وسام أبو زيد " لدى استضافته أمس بفضاء جمعية "الكلمة للثقافة والإعلام " بالعاصمة إننا لانريد أن تكون الحرب وحدها سببا لمعالجة القضية الفلسطينية إعلاميا ، فمنذ زمن نحاول إقناع العالم بأن هذه الأرض أرضنا ولابد للإعلام العربي والدولي أن يقف وقفة جادة تجاه القضية ، ونحن هنا يقول المتحدث نحاول إيصال رسالتنا بالشكل الصحيح فالإحتلال الإسرائيلي يضغط بشتى الطرق على الصحفيين الفلسطنيين ويمنع خروجهم إلى المنتديات الإعلامية والثقافية ويمنع حتى الإعلام الجواري المحلي ، والمطلوب من إخواننا الصحفيين من مختلف وسائل الإعلام مساعدتنا على نقل رسالتنا الى المجتمع الدولي بالشكل الصحيح ، وفي هذا السياق قال المتحدث أن هناك تجاوبا عربيا كما أن هناك تواجد صحفيين أجانب لا نعتمد عليه كثيرا ولكن وجوده مهم . وتحدث " أبو مفيد " (نسبة إلى ولده مفيد) المتوج بجائزة أفضل فيلم تسجيلي عام 2011 عن فيلمه " العزف على الأسلاك الشائكة " عن مشقة عمله الصحفي في ظل الحرب والحصار الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني ، فصعوبة الأمانة كما سماها تجعلنا نستمر في العمل رغم العراقيل الكبيرة ومن ذلك قال أبو زيد أن استشهاد زميله "باسل فرج" كان اللحظة الوحيدة التي بكى فيها بحرقة ولم يستطع اكمال التغطية إلا أن ذلك كما يقول لم يكن سببا لأتوقف عن العمل بل واصلنا تغطية الحرب لمدة 22 يوما أخرى .ويواصل المتحدث كلامه متوجها إلى كل الأحرار في العالم " ... إننا لا ندعوكم إلى نصرة قضية غير عادلة ..بل ندعوكم للوقوف إلى جانب شعب لا يريد إلا أرضه المغتصبة .... إن قضيتنا هي أعدل قضايا العالم فقد آن للحصار أن ينتهي وآن لأحرار العالم أن يتحملوا مسؤوليتهم وآن لكل العالم أن يحاسب نفسه على المدة التي قضاها الشعب الفلسطيني تحت وطأة الإحتلال والدمار والحصار ..." وعن فيلمه " العزف على الأسلاك الشائكة" قال المتحدث أن آلاف الأفلام لا تكفي لنقل معاناة وآلام الشعب الفلسطيني ، ولكننا حاولنا التركيز على جانب الحصار الثقافي حيث يروي الفيلم قصة فرقة فلسطينية تحاول الوصول إلى العالمية لكن قوات الإحتلال دمرت المكان الذي يتدرب فيه أعضاء هاته الفرقة إلا أنهم أتموا نشاطهم فوق الركام في أروع صورة من صور التحدي ، فنحن نحاول إيصال صورة صحيحة مخالفة لكل المغالطات على حد تعبيره ، كما أعرب المتحدث عن حبه الشديد لمهنته في سياق حديثه عن تجربته في العمل الإذاعي والصحافة المكتوبة قبل أن يكون صحفيا بالتلفزيون فالإذاعة كما يقول المتحدث تنمي فيك الصوت وتعلمك كيفية التغلب على بعض الصعوبات التي قد تواجه الصحفي في البث المباشر ، كما ان الصحافة المكتوبة نتعلم منها وضع الكلمات في مكانها الصحيح واختيارها بدقة . وذكر ضيف جمعية "الكلمة" مجيبا على سؤال أحد الحاضرين أن أقل شيء استفاده الشعب الفلسطيني من هيئة الأممالمتحدة خلال كفاحه إمكانية المشاركة في الندوات العالمية بصفة دولة فلسطينية ، فعلى الأقل يقول المتحدث هناك إحساس بشيء من النصر . يذكر أن اللقاء اختتم بتكريم جمعية "الكلمة " للصحفي " وسام أبو زيد" اعترافا بشجاعته في أداء مهمته ووفائه للجزائر التي درس بها وتخرج من كلية الإعلام بالعاصمة ، كما ان اللقاء تخللته قراءات شعرية للشاعرة الفلسطينية السورية فاطمة طيب .