الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الاتحاد
الأمة العربية
الأيام الجزائرية
البلاد أون لاين
الجزائر الجديدة
الجزائر نيوز
الجلفة إنفو
الجمهورية
الحصاد
الحوار
الحياة العربية
الخبر
الخبر الرياضي
الراية
السلام اليوم
الشباك
الشروق اليومي
الشعب
الطارف انفو
الفجر
المساء
المسار العربي
المستقبل
المستقبل العربي
المشوار السياسي
المواطن
النصر
النهار الجديد
الهداف
الوطني
اليوم
أخبار اليوم
ألجيريا برس أونلاين
آخر ساعة
بوابة الونشريس
سطايف نت
صوت الأحرار
صوت الجلفة
ماتش
وكالة الأنباء الجزائرية
موضوع
كاتب
منطقة
Djazairess
تنصيب رئيسة جديدة لمجلس قضاء بومرداس والنائب العام الجديد في إطار الحركة القضائية الأخيرة
رئيس الجمهورية يستقبل سفير لبنان بمناسبة انتهاء مهامه بالجزائر
استزراع 20 ألف وحدة من صغار سمك البلطي الأحمر بمزرعة وادي تليلات في وهران
عين تموشنت..محطة شط الهلال ببني صاف تتجاوز حاجز المليار متر مكعب من المياه المحلاة منذ 2009
زيتوني يعاين تحضيرات معرض التجارة البينية الإفريقية IATF 2025 بالصنوبر البحري
الجزائر ونيجيريا تبحثان تعزيز التعاون الثنائي والتنسيق الإقليمي
الحماية المدنية: 3682 تدخل خلال 24 ساعة بمعدل تدخل كل 23 ثانية
تمديد عطلة الأمومة إلى 150 يوماً مدفوعة الأجر بنسبة 100% في إطار قانون جديد للتأمينات الاجتماعية
الألعاب الإفريقية المدرسية /الجزائر2025/: الجزائر تعزز مركزها الثاني في جدول الميداليات بعد منافسات اليوم الرابع
الألعاب الإفريقية المدرسية /الجزائر2025/: المنتخب الوطني للملاكمة (إناث)، من اجل خطف أكبر عدد من الألقاب
تنصيب رئيس المجلس والنائب العام ورئيس المحكمة الإدارية لتبسة ومحافظ الدولة لدى المحكمة الإدارية للمسيلة
هاتف نقال: ارتفاع استثمارات "أوريدو الجزائر" الى 6ر8 مليار دج في السداسي الأول
السويد تطالب الاتحاد الأوروبي بتجميد الشق التجاري من اتفاقية شراكته مع الكيان الصهيوني
الصحراء الغربية: الإعلام الدولي يواصل تسليط الضوء على تداعيات تصوير فيلم سينمائي في الداخلة المحتلة
تواصل موجة الحر بجنوب الوطن وارتفاع الامواج بعدد من الولايات الساحلية وأمطار في أخرى
فلسطين: ارتفاع حصيلة ضحايا مجزرة الاحتلال بحق منتظري المساعدات شمال غزة إلى 51 شهيدا
البطولة الإفريقية للمحليين-2024 (المؤجلة الى 2025) /تحضيرات: المنتخب الوطني ينهزم أمام شبيبة الساورة (0-1)
زيتوني يشدد على ضرورة تعزيز آليات التوزيع
الدرك يفتح الباب للشباب
ناصري يبرز جهود الجزائر لتكريس نظام دولي عادل
استذكار مواقف أيقونة النضال والتحرر
رئيس لجنة تنسيق اللجان يشيد بالتنظيم المحكم
افتتاح صالون دعم الاستثمار
الموانئ المغربية في خدمة آلة الإبادة الصهيونية
زعلاني يرافع لقانون مكافحة الاتجار بالبشر
الجزائر لن تتراجع عن دعم فلسطين
بللو يؤكّد الدور الاستراتيجي لمركزي البحث
رافد استراتيجي لصون التراث الثقافي الجزائري والإفريقي
ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني
البليدة : وضع حد لنشاط عصابة أشرار
بن ناصر يغير وكيل أعماله
المرحلة الأولى نجحت ولا يجب التهاون وقدمنا اقتراحات لحفل الاختتام
أسوأ سيناريو للمجاعة يحدث في غزّة
9 مراكز لتجميع الحبوب عبر البلديات
تحسين شروط الاستقبال والتواصل مع المواطن
مليون مسجّل في "عدل 3" اطّلعوا على نتائج دراسة ملفّاتهم
الأمين العام لوزارة الدفاع يستقبل سفيرة كندا في الجزائر
5 جرحى في انحراف وانقلاب سيارة
"نصف دلاعة" لا يزال يغري المستهلك الجزائري
مشروب المونجو يغزو تندوف
القضية الفلسطينية أخذت حصة الأسد من النّقاش مع الرئيس
آيت نوري يعود للتدريبات مع مانشستر سيتي
إيقاعات بلا حدود في قلب الجزائر
بين عبق التراث ورهانات المعاصرة
تساؤلات وفرضيات حول خفايا موقعين أثريين
راجع ملحوظ في معدل انتشار العدوى بالوسط الاستشفائي في الجزائر
فتاوى : الترغيب في الوفاء بالوعد، وأحكام إخلافه
من أسماء الله الحسنى.. الخالق، الخلاق
الطبعة الثامنة للمهرجان الثقافي الدولي "الصيف الموسيقي" من 7 إلى 14 أغسطس بالعاصمة
تيسير المعاني باختيار الألفاظ ليس إهانة لها بل وفاء لجوهرها
غزوة الأحزاب .. النصر الكبير
بوجدرة يفتح النار على مُمجّدي الاستعمار
جعل ولاية تمنراست قطبا طبيا بامتياز
تنصيب نبيلة بن يغزر رئيسة مديرة عامة لمجمّع "صيدال"
تمنراست: سيشرع في الأيام القادمة في الإجراءات المتعلقة بفتح مصالح المستشفى الجديد بسعة 240 سرير
السيدة نبيلة بن يغزر رئيسة مديرة عامة لمجمع "صيدال"
الابتلاء.. رفعةٌ للدرجات وتبوُّؤ لمنازل الجنات
رموز الاستجابة السريعة ب58 ولاية لجمع الزكاة عبر "بريدي موب"
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
وَعَادَتْ مَرْيَمُ..إِلَى بَيْتِهَا..!!
محمد الصغير داسه
نشر في
الجلفة إنفو
يوم 25 - 06 - 2014
01- في غَمْرَةِ اللَّيلِ وسُكونِه يَهْتفُ البَرْقُ، وَيَتَدَثرَ الكوْنُ فِي أسْمَالِهِ؛ تعزِفُ الريَّاح العَاتيّة ألْحَانَهَا عَلَى أمْوَاجِ الغُبَارِ، فتزْرَعُ الأتربةُ بسَاتِينَ فِي المَحَاجِر؛ وتَنْثُرُ الْكَآبة فِي الأرْوَاحِ؛ تَتَهَافَتُ الآهَاتُ؛ تَمْتَدُّ الأَعْنَاقُ مُشْرئِبَّة مُتلهِّفة إلى الأوْطان؛ وَيَمُوج ُ الحَنينُ، أخْلو بِنَفْسِي ضَارِعَةً أسَائلُهَا؟ انْتَعِلُ الشَّوْقَ لَهِيبًا يَحْرَقُنِي، اسْتَقْرِئُ نجُومَ السَّمَاءِ، أعُدُّ حُصَيَّات الرَّمْل أبَعْثِرُهَا، أرْسِلُ آهَاتٍ كالزَّفرَاتِ، اصْرخُ فِي وَجْهِ الظلاَمِ، أنَادِي بِأعْلى صَوْتِي، بِكل جوَارِحِي، الأسْئِلَة تتَهَاطلُ كالدُّمُوع، وتَنْزِلُ أسْفَار الأحْزَانِ قِطعًا مُظلمَةً؛ أرَاذِل القوْمِ يَتَطاوَلَونَ..؟يمْتلئُون أبَّهَةً وخُيَلاَء وَعُنفُوَانا؛ مِنْ أيِّ طِينَة هُم؟: أهؤُلاَءْ مُسْلمُونَ؟! أنَا لا أصدِّقُ..! وَهَلْ المُسْلمُ يَسْتَبِيح أعْرَاضَ المُسْلمِين؟ يَهدِمُ ما بَناهُ الخَالق وَشَكَّلَهُ فِي الأرْحَام؟ يَا للعَجَب يَدَّعِون أنَّهُم على حَق فِي خَطفِ بَناتِ المُسْلمِين! وسَفكْ دِمَاء الأبريَّاء؟ وتَخريبِ المَآذِن والقِبَاب والتُّحَفِ العِمَرَانيَّة،أيُّ مَنْطِقٍ هَذَا؟ مَنْ أعَطَاهُم هَذا الحَق؟يا إلهِي.. لم تسْلم حتَّى القُبُور من أيْدِيهِم القذِرَة، ويُحْزنُنِي أنَّهُ.. لم يَفْعل هَذا النَّصارَى ولاَ اليَهودُ ولا المَجُوس..! لم تَتعَرَّض نِسْوتهُم للسَبْيِ..لم تنْتَهِك حُرمَاتُهُم..وا خَيْبَتَاهُ..!! قِصَصُنَا بَاتَتْ مَدْفُونَةً فِي الصَّمْتِ ! أجْلسُ مَعَ الصُّحَيْبَات هُنَا .. نَتَنَقلُ هُنَاك، الشَّمْسُ تسْكبُ أشعَّتهَا الحَارَّة عَلَى الرُّؤُوسِ، تُوشَكُ أنْ تَكُونَ ضُرامًا. الدُّمُوعُ لا تبَارِحُ مَعَاقِبنَا، حِكَايَتُنَا صَارَتْ جُرحًا، ما كُنتُ أدْرِي أنَّ الدَّهْرَ يَنْسَانَا، دُمُوعُ الفتيَات الماليات تَتَدَفَّقُ بسَخَاءٍ..أجَل..الحُزنُ كالظِل يُرافقُنا، أفجَعَنَا ..أوْجَعَ غُرْبَتَنَا، فيَا لَهْفِي كَمْ طَالَ السَّفَرُ..! لقدْ ضَاقَتْ بنا الصَّحْرَاءُ بِمَا رَحُبتْ، كأنَّ الرِّمَالَ سِهَامٌ صوَّبَتْ نحْوَ القُلوبِ ترْشقُهَا، يَا وَيْحِي تَنَاثَرَت عَلَى الرُّؤوسِ السِّهَام، نادَيْتُ أهْلِي حَتىَّ صَار النِّدَاءُ عَوِيلاً، يا حَرْب كَفْكفي دُمُوعَنَا..!ومُعْتَصَمَاه..! الفؤَادُ صَارَ عَليلاً..أذْكُرُ تلِك الليْلةَ التِي تَسرَّبَت إِلى مَدِينتنا جَمَاعَةٌ مِنَ الأوْغَادِ، تحْتَ جُنح اللَّيل أخَذَونا سَبَايَا، وَ حُزْنَاه..! عِشْنا يوْمَئِذ مَرَارَةَ شَظفِ العَيْش وَسُوء المُعَامَلةِ، تَنْهَلُ عَليْنَا ألوَانٌ مِن العَذابُ، وحُوشٌ ضَاريَّة ليْسَ لهُمْ أخْلاقٌ ولا ذَرَّة من الإنْسَانِيَّة .
02- رحَلُوا بِنَا ونَحْن مُكبَّلينَ بالأغْلاَل، مَعْصُوبِي العُيُون إلى أدْغَال الصَّحْراء، سَكنُوا بنَا الكُهُوف مَع الأفَاعِي والعَقارِب، خِيَّم نحْتشِدُ تحْتَ أسْتارهَا، صَعَالِيك يفْترشُونَ العَاصِفَة وينتَحِرُ ون، الماليَّات البَائِسَات أكثرَ عَذابًا مناَّ وأشدَّ لوْعَة، كَانوا يُجْلدُون بالسيَّاطِ لأتْفهِ الأسبَاب، هنَّ حَاسِرَات الرُّؤوس، حَافيَّات الأقدَام، يتألمْنَ..يَكْتمْن أوجَاعُهنَّ.. كُنتُ اعزِفُ عَلى الصَّمت.. أتَابعُ تنَهُدَات الرِّيح.. أغطي هَلعِي وأخْفِي ثوْرَتِي، ذَاكرة المَكان تجْمَعُ بين شَفتيْهَا أسْمَاءَ تلاشتْ، وسَكتَ فيهَا المعلوم، اسْتلِمُ للنَّوم بَعْد أرَقٍ طويلٍ، استفِيقُ عَلى جَلبَة وشَقشقة أقدَام تترَاكَضُ، أسْرَى مُنهَكِينَ يَسْتغِيثُون..يتودَّدُون وآسَفَاه يُذبَحُون، الأيَّام تتدَافعُ في مُرورِهَا.
وجَاءَ مَن يُنقِذُنا ..يَا فَرْحتَاه..! وأخْجَل أنْ أقُولَ إنَّهُم غَيرُ مُسْلمِينَ، وشَتَّانَ بَين مُعَامَلة هُؤُلاءِ وأولئِك الأجْلاَف! البَوْنُ شَاسِعٌ، لم نَعْرِفْ سَبِيلاً لِلرِّعَاع الْغَادِرِين مُذ أنْ بدَأ غَزوُ الْفرَنْسِيين،القَصْفُ مُتَوَاصِلٌ، صارُوا كالأرَانب يَتقَافزُون؛ يَدْخُلونَ الجُحُور يَختَفُون، ترَكُوا جَرْحَاهم يَنزِفُون، بَقِينا فِي العَرَاءِ، نَتحَرَّكُ كالسَّلاحِف بِبْطءٍ، تأوِينَا خيَّم مُلتصِقَة بالأرْضِ، لا تَصْمُد أمَامَ غَضَبِ الطبِيعَة، الأرْضُ تَهتزُّ من حَوْلنَا ومن تحْتِنَا فِي كُل حِينٍ، وجَدنا أنفسَنا بَينَ اختيَاريْن: إمَّا أنْ نَبْقَى فنمُوتُ جُوعًا وعَطشًا، وإمَّا أن نَخْرجَ في رِحْلة مَجْهُولَة المَصِير، قطَعنَا المَسَافَات، وسَط أفوَاجٍ من الأفارِقَة الفارِّين من شَبَحَين: الجَمَاعَات المُسلحَّة والجُوعُ، وكَانتْ الحَرْبُ مُدمِّرة مُهْلكَة قذِرَةً، مَذَابِح تَتْرَى في الطرِيقِ، مَقابرَ في العَرَاءِ تَتْلو قِصَصًا مُرعِبَة، أجْسَاداً مُبَعْثرةً، قتلى يتسَاقطون بِوضْعِيَّات مُخْتلفة، الرَوَائح الَكرِيهَة المُقزِّزَة تنبَعِثُ مِن كل مَكَان، الِغرْبان تتهَافتُ على لُحُوم الأطفَال تلتَهِمُها، ما أبْشَعَهَا من مَناظرَ! ومَا أشدَّ قبْحَها! لم نجِدْ شَيْئًا في الطرِيق نقْتَاتُ مِنه، أو نَهُشُّ به على أشبَاحِ خَوْفِنَا، عَدَا كُثبَان الرِّمَال تِلكَ التِي أمْسَتْ أمْوَاجُهَا تنْتَحِرُ، الهَائمُون أفواجًا مُتلاحِقة، توَارَثُوا على أسْلافِهِم فعْل الترْحَال والرَّحِيل، كائِنَات بشَرِيَّة طوَاهَا النِّسْيَان فِي هَذِه الْقِفَار؛ تقِفُ كالأشبَاح عَلى قَارِعَة الطرِيق،تَسْتَغيثُ وقدْ دبَغَ الشَّقَاءُ عُيونَهُم، يمدُّون أيْدِيهم مُتذَلِلين؛ الذِّئابُ تَحْلمُ، الغِربانُ تَنْتَشِي بِالخَرَابِ؛ أحُسُّ بالنأيِ؛ بدَوَرَان الأرْضِ، في انتظار هُجُوم الرِّيح؛ الأحْلام مَقتولةٌ،النَّائحَاتُ في هَلعِ الكَارِثة؛ وَحُلم النَّجَاة عَصِيُّ .
3- كَانتْ وجْهَتنا الجَزَائر، نِسَاءٌ نحَيفاتٌ عَاريَّاتٌ كاسِحَاتُ الرُّؤوس، غَير آبِهَاتٍ بِصُرَاخ الْجَلادِين، أطفَالٌ يرْكضُونَ خَلف أمَّهَاتهِم، أقدَامُهم تَنزِفُ دمًا، يلتصِقُ الْجِلد الدَّامِي بالأحْجَارِ المُسَنَّنَة؛ يَتمزَّقُ اللحْمُ، جُلودُهمْ عَاريَّة، بُطونُهُم ضَامِرَة، هُم جِيَّاع غَزَا عُيونَهُم الذُّبَابُ، يا لِلبرَاءَة هُم يمْرحُون ويَلعَبُونَ، عِندَ المعْبَرِ وجَدْنا أنفُسنا في حَشدٍ رَهِيبٍ من البَشر، يَفترِشُون تربَة المَكَان، يلتَحِفُون نجُومَ السَّمَاء، هِيَّ ذِي الحُدُودُ الجَزائريَّة، هَبَّت ريَّاحٌ الحُريَّة، تَنفَّسْنا هوَاءَ الوَطن، وشربْنا مَاء زُلاَلاً، أزَحْنا هُمُوم الغُربَة، تَلاشَتْ ظلمَةُ الليْل، ولاحَتْ الأنوَارُ من مَدِينة أحْببتها {تامنغاست} ،انخَرَطتُ في كوْكبَة مِن الفَتيات التائِهَات، هنَّ يَتَلطفْن..يُصافِحْن الوُجُوه بِخَجَل وَخَوْفٍ كأنهُنَّ رَاهِبَات؛ تقْتَاتُ أنفَاسُهنَّ السَّابِحَة في لجَّة العَرَقِ، يَسْتجدين طعَامَا {صدَكَة}.يَطلبْنَ مَاءَ، انتَظمْنا في مَجمُوعَاتٍ، أخَذتنا حَافِلات إلى مَرَاكزَ الإيوَاء، لم تَكن لدَينا أورَاقٌ ثبُوتِيَّة، ولم نَمْلِك شَيْئًا سِوَى آهَاتٍ مُتقطعة وَأنينٍ وخَوفٍ رَهيبٍ.
وَمَا إنْ دَلفْتُ الحَافِلَة لاَهِثةً مُضْطَرِبَة حَتىَ دَاهَمَتْنِي هَمَسَاتٌ، كوِمِيضِ خَاطِفٍ: من تكُونِينَ؟! أجَبْتُ:..أنا مَرْيَم مِن قَبَائِل التَو َارِق الأحْرَار ..!وَانفَجَرَتُ أبْكِي بِصَوْتٍ عَالٍ، و حَسْرَتَاه..!أيُّ طريقٍ أسلكُ كيْ أصِلَ إلَى بَيْتي.. وَبيْتِي غَيرُ مَوْجُودَةِ؟الظلمُ نسَفَ جُسورَ الْمَحَبَّة، بدَّدَ أحْلاَمَ المُسْلِمِينَ؛ فِي هَذا الرُّبوع من السَّاحِل، وبَاتَتْ الأَسْئِلة حَزِينَة كالأَنِين؛ كَلِمَاتٌ تُمْطرُ السَّمعَ بمَوْج حَنِينِهَا، فَمَاذَا نقول للتاريخ؟ وماذا يقول التاريخ؟ عَادَتْ مَرْيَم إلى بَيْتها كَزَهْرَة ذَابِلَة تتَوَارَى، تُلمْلِم شَعَثَ غُرْبَتَهَا، تُوَزِّع رَذَاذ دُمُوعَ الفَرْحَة عَلَى العِيَّالِ، والآهَاتُ تَتَطايرُ كَالْجَمْر لتحْفَرَ مَجْرَى عَمِيقًا فِي الْجَسَدِ المَنْهُوكِ.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
زهور أفريقا: مصطفى الماطر
زهور أفريقا: مصطفى الماطر
حلم .. من جوف الحكاية..
أجنحةٌ لتمثالِ السيّاب
أماه: عبد القدر يعقوبي
أبلغ عن إشهار غير لائق