المعتقلون الأوروبيون السياسيون بالجلفة دعا اليوم السبت والي ولاية الجلفة، السيد عبد القادر جلاوي، كلا من مدير المجاهدين ومسؤولي المنظمات الثورية والشركاء التنفيذيين الى احصاء المواقع التاريخية عبر اقليم ولاية الجلفة من أجل "ترميمها وتهيئتها" كونها تشكل "عامل توحيد بين أجيال اليوم والأمس التي ضحت من أجل استرجاع الحرية"، وهذا بمناسبة تدشين معلم تاريخي بغابة "تقرسان" ببلدية تعظميت. وأعاب الوالي على المدراء التنفيذيين، نقلا عن وكالة الأنباء الجزائرية، عدم توجيه زيارات للشباب والتلاميذ نحو هذه المعالم التاريخية موجها دعوة الى المعنيين من أجل تنسيق الجهود حتى يتعرف جيل اليوم على التضحيات الجسام التي قدمها سلفهم. معالم تاريخية مهملة بعدة بلديات بولاية الجلفة ... ويفتح تصريج والي الولاية الباب واسعا حول حال المعالم التاريخية بعاصمة السهوب. حيث نجد الكثير من المواقع التاريخية المهملة المنتشرة عبر اقليم ولاية الجلفة. ففي تراب بلدية الجلفة نجد المطحنة العسكرية "Moulin Militaire" بمنطقة الزينة. وتحصي ذاكرة مدينة عين وسارة معتقل "بول كازال" التاريخي. كما نجد أيضا الفرع الإداري الخاص "La SAS" لبلونيس والذي كان يُستخدم للتعذيب ببلدية دار الشيوخ، معتقل تعظميت، مركز الإتصال "le poste optique" بواد الصدر، ببلدية عين الإبل وأيضا حامية عين الإبل "Fort d'Ain El Ibil" التي كانت تعرف باسم مرتع القوافل "Caravane serail" والمبنية سنة 1854 وهي الآن عبارة عن مبنى فارغ ومهمل. بينما يوجد بعاصمة الولاية معتقل "روس لعيون". وهذه المعالم التاريخية كلها شبه مهملة واحيانا قد طالها التخريب والتشويه رغم أنها محمية بموجب القانون بل وصارت عرضة لأطماع جهات معينة مثلما هو الأمر بوسط مدينة حاسي بحبح أين يوجد مقر "الفرقة المظلية 38" التي كانت تعذّب المجاهدين وفيها استشهد المجاهد "قاسمي الحاج" الذي عذب في هذا المحتشد سنة 1957 - 1958. حيث نددت الأسرة الثورية هناك بالأطراف التي تريد الإستيلاء على هذا العقار. الكنيسة وقف للشؤون الدينية ... فبأي سند قانوني تسيرها البلدية؟ ودائما بعاصمة الولاية، نلاحظ استغلال المواقع التاريخية في غير محلها كتراث يجب تثمينه وحمايته. وعلى سبيل المثال "حامية كافاريلي –متوسطة بن عياد سابقا" التي صارت حظيرة للبلدية، "دار البارود" التي تم جعلها مقرّا للمكتب الولائي لمتقاعدي الجيش، مبنى الكنيسة التي صارت تضم مقر جمعيتين (ضحايا الإرهاب، قدامى محاربي الشرق الأوسط) وكذلك تخزين حاويات القمامة. وبالنسبة لمبنى الكنيسة فبلدية الجلفة لا تحوز أي سند قانوني يسمح لها باستغلالها. وهذا لأن الدفتر العقاري الخاص بها صادر باسم "مديرية الشؤون الدينية والأوقاف" طبقا للمرسوم التشريعي رقم 62/157 المؤرخ في 31/12/1962 وكذا للقانون 91-10 المتعلق بالأوقاف المعدل والمتمم سنة 2001. وكان الأحرى استغلاله في نشاط ثقافي يخدم مدينة الجلفة لا سيما وأنها ذات موقع استراتيجي. معتقل "عين الأسرار" و"حامية كافاريلي" ... الإهمال المبكي !! في يوم 08 نوفمبر 2014 أعلن رئيس بلدية الجلفة، السيد عبد الباقي حرفوش، عن تبني البلدية لمشروعين لترميم وحماية المعلمين التاريخيين "معتقل عين اسرار" و"الحجرة المباصية" وهذا ردّا على سؤال ل "الجلفة إنفو" على هامش احتفالية أحيتها أوركسترا دار الثقافة "ابن رشد" بالجلفة آنذاك. والى غاية اليوم مازالت بقايا المعتقل مجرد مكب للنفايات على الرغم من أن هذا المكان كان يشكل نقطة مهمة في تاريخ أوروبا الحديث لأنه مر عليه معتقلون سياسيون عالميون منهم الصحفيون والكتّاب والفلاسفة والمناضلون والنقابيون من شتى أصقاع أوروبا وصنعوا لاحقا التاريخ المعاصر لقارة أمريكا اللاتينية. "حصن كافاريللي" ومعتقل "عين الأسرار" احتضنا معتقلين جمهوريين من 26 جنسية وسيقت اليه 09 قوافل من المعتقلين على الأقل ... فكان عدد المعتقلين الجمهوريين بمدينة الجلفة 495 معتقلا في آفريل 1941 ثم 919 معتقلا في ماي 1941 ثم 1088 معتقلا في ماي 1942 ثم 767 معتقلا في آفريل 1943 ... بل وهناك معتقلون كانوا برفقة زوجاتهم بالجلفة مثلما هو الأمر مع المعتقل "روبرت فيرار شالر" وزوجته الذين وُلد لهما بمدينة الجلفة "روبرت فيرار ساليس" سنة 1947 المقيم حاليا بالأرجنتين والذي أسس فيها "جمعية أبناء المعتقلين الجمهوريين الإسبانيين" سنة 2008. و قد مرّت على معتقل "عين الأسرار" شخصيات عالمية بكل ما تحمل الكلمة من معنى خصوصا الإسبان اضافة الى معتقلين آخرين بالمئات من فرنسا وبولونيا وروسيا والنمسا وتشيكوسلوفاكيا. وكان من بين أولئك المعتقلين الشاعر العالمي "ماكس أوب" والفيلسوف روجي غارودي الذي اكتشف في الجلفة الطريق الى الإسلام والرسام العالمي هيليوس غوميز. وكذلك الصحفي الفرنسي اليهودي "بيرنار لوكاش" الذي واصل ترؤسه ل "الرابطة العالمية لمحاربة معاداة السامية" التي أسسها سنة 1927. ولكن رغم ذلك فقد كان من المشككين في الصهيونية ومنتقديها ومن الداعين الى عودة اليهود الى بلدانهم. ونجد أيضا النقابي الجمهوري البرتغالي الصحفي "جيرمينال دوسوسا" الذي ترأس لفترة قصيرة جريدة "تييرا إي ليبرتا" الإسبانية (تأسست سنة 1902). وكان يمكن استثمار كل هذا الزخم التاريخي في ترميم "حامية كافاريللي – متوسطة بن عياد سابقا" وتحويلها الى متحف يحفظ ذاكرة أولئك الثائرين الأوروبيين. بل وان هناك جالية تتوزع في أمريكا اللاتينية لها ارتباط وجداني بمدينة الجلفة التي ألهمت الشاعر العالمي ماكس أوب فكتب قصة "مقبرة الجلفة El cementerio de Djelfa-" وديوان الشعر "يوميات الجلفة-Diario de Djelfa" ... وبالتالي فإنه كان يمكن أن تشكل الجلفة محجا للسياح اللاتينيين واستثمار ذلك في انعاش الاقتصاد المحلي. مخطط هندسي وصور لحامية كافاريللي "متوسطة بن عياد سابقا"،الجلفة مخططات هندسية لمعتقل عين الأسرار التاريخي بمدينة الجلفة
خيمة المعتقلين كانت تسمى "خيمة المرابط tente-Marabout" "الرائد كابوش" بمعتقل عين اسرار ... الضابط الفرنسي الذي تعرفه كل معتقلات فرنسا !! الشاعر المكسيكي "ماكس أوب" يصنع نعلا بمعتقل عين اسرار بالجلفة ديوان الشاعر ماكس أوب لوحة للرسام الإسباني هيليوس غوميز ... الذي كان معتقلا بالجلفة بطاقة اخلاء سبيل للطبيب النمساوي "هانس لاندسبرغ" 1912-1992