كنت في جلسة مع العائلة وقلت عن شخص كلمة تُعدّ غيبة، ولكن في تلك اللحظة لم أكن أقصد الغيبة، ولم أكن واعيًا أن ما أقوله يُعدّ غيبة أو شيئًا محرّمًا. ولو كنت أعلم أنها غيبة لما كنت لأقولها أبدًا. فهل عليّ إثم في هذه الحالة، رغم أني لم أتعمد الغيبة، ولم أكن واعيًا بما أقول؟ الإجابة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد :فالراجح عندنا؛ أنّ التوبة من الغيبة يكفي فيها الندم والاستغفار، ولا يلزم فيها إخبار المغتاب، ولا استحلاله منها. وعليه؛ فإن كان المقصود بقولك: "لم أكن واعيًا" سبق لسانك إلى هذه الكلمة دون إرادة؛ فلا شيء عليك في هذه الحال؛ لأنّ الإثم مرفوع عن الناسي، والمخطئ، والمكره، ففي سنن ابن ماجه، وصحيح ابن حبان عن ابن عباس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله وضع عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه. وأمّا إذا كنت تقصد أنّك تلفظت بالغيبة قاصدًا اللفظ، لكن غير منتبه لتحريم الغيبة؛ فالظاهر أنّك مؤاخذ بذلك، وعليك التوبة والاستغفار. والخلاصة: أنّ الأحوط أن تستغفر الله تعالى مما وقع منك، وتحرص بعد ذلك على ضبط لسانك، والانتباه لما تتلفظ به. والله أعلم.