لم يفوت مجمع سونطراك ذكرى إعتداءات تڤنتورين الإرهابي، حيث نظم وقفة عرفان وتقدير للضحايا الذين سقطوا سواء جزائريين أو أجانب، رافعا مجددا التحدي لمواصلة ترقية الإنتاج والاستمرار في المحافظة على شراكته الأجنبية لتحويل التكنولوجيا والخبرات، حيث قفز إنتاج هذا المجمع الغازي الإستراتيجي في عام 2017 إلى نحو 8.8 مليار متر مكعب أي بمعدل ما بين 22 و23 مليون متر مكعب من الغاز يوميا، ويتطلع اليوم لمواصلة الاستثمارات مع شركاء أجانب بعزيمة ورؤية إستراتجية، من شأنها أن تطور الإنتاج وتستغل طاقات معظم الكفاءات. تمر 5 سنوات كاملة على الاعتداءات الإرهابية المروعة التي مست أحد أهم المركبات الغازية التي تتموقع بالجنوب الجزائري، حيث سقط فيها ما لا يقل عن 40 ضحية ينتمون إلى 10 بلدان ويعملون ب9 شركات أجنبية، وتم تشييد نصب تذكاري يخلد أسماء الضحايا بتاريخ 24 فيفري 2013، أي بعد أيام قليلة من وقوع الإعتداء الإرهابي الذي استهدف الأبرياء، وخطفت إطارات كانوا يساهمون في تطوير الإنتاج في مجال الغاز. وقفة عرفان وتقدير وبالفعل جاءت الذكرى للعرفان والتقدير حيث وضع الرئيس المدير العام لمجمع سونطراك عبد المؤمن ولد قدور إكليلا من الورود على النصب التذكاري، الذي تمت فيه كتابة أسماء 40 ضحية، واغتنم المسؤول الأول عن مجمع سونطراك الفرصة للتأكيد على حرصهم على تنظيم هذه الوقفة الرمزية من أجل تكريم الضحايا، وبعد أن أثنى على تضحياته اعتبر أن الجزائر واقفة و العالم يتألف من عدة بلدان منفتحة مع بعضها وتتعاون و هناك من ضحى مازال ومازال مع الجزائر لم ينسحب رافعا عبارات الشكر للمؤسسات التي شاركت في إنجاح مركب تيڤنتورين وتتعاون بالشراكة مع الجزائر. واعترف الرئيس المدير العام بانه في الخمس سنوات الوضع الامني تحسن كثيرا والجهود تبذل أكثر متطلعا من أجل توسيع العمل مع الشركاء. وقام بإلقاء كلمة تخلد ذكرى الضحايا النرويجي «أنجبجورن رفسدال» نائب رئيس شركة «ستاتويل»، حيث اعتبر أنه قد مرت خمس سنوات كاملة على ما صطلح عليه عالميا «حادثة تڤنتورين»، ومازالت الذكرى عالقة لكل من عاش ذلك اليوم المروع، وبالموازاة مع ذلك أضاف مؤكدا أن الكثيرين يتذكرون ما حدث في ذلك اليوم المؤلم، مشيرا إلى أن النصب التذكاري الذي شيدته الجزائر يحمل أسماء نحو 40 ممن أطلق عليهم صفة زملاء حضروا من 10 بلدان وينتمون إلى 9 شركات، سقطوا إثر ذلك العمل الإرهابي، لكنهم لن ينسوا ولا يمكن تعويضهم، ويبقى حسب تقديره «تڤنتورين» يحمل الذكرى الأليمة لأنه أضاف يقول في سياق متصل رغم اختفاء الألم الجسدي والخسائر المادية لكن سيبقى الأثر النفسي، ولكن رغم ذلك يرفع تحدي الإنتاج الذي سيبقى مستمرا، وخلص إلى القول أنهم يقفوا جميعا تكريما وتشريفا بل واحتراما وتقديرا لجميع الضحايا وقلوبهم مازالت مع أسرهم التي افتقدتهم. تجاوز آثار الاعتداءات الهمجية وخلال إجابته عن أسئلة الصحافيين على هامش وقفة العرفان التي نظمت للضحايا، أكد عبد المؤمن ولد قدور الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك أنه منذ 5 سنوات شهدت «تڤنتورين» إعتداء مريعا، وأن الجميع يتذكر الهجوم المميت الذي أسفر عن فقدان 40 ضحية من الشركاء الذين حضروا من أجل المساهمة في بناء الجزائر لكنهم ماتوا، لكن مع كل ما مر من هنا، غير أن الجزائر مازالت واقفة، لكن في الحقيقة قبل 8 أشهر من اليوم آثار الحادثة كان مازال عالقا على المنشآت بعد أن تهدمت لكن اليوم المصنع عملياتي ويضخ الإنتاج ولا يمكن إخفاء ذلك. ويرى ولد قدور أنه تتوفر جميع الإمكانيات للنهوض وترقية الأداء بخلاف النظرات السلبية، حيث تجاوزت القدرات ما كان متوقعا، والجهود مازالت تبذل والعمل جاري والشركاء مازالوا متواجدين في تقنتورين ولم يعتريهم الخوف من الحضور والبقاء مع الجزائر لتطوير القدرات، وخلص إلى القول في هذا المقام أن سونطراك مازالت متواجدة والجزائر واقفة، مشددا في نفس الوقت على ضرورة تعاون الجزائريين لبناء بلدهم، مقدرا فترة بناء الدول بقرون وليس عشريات كون الجزائر لديها أقل من ستون عاما على استقلالها. استراتجية 2030 توشك على الانتهاء وفي رده على سؤال يتعلق بارتفاع أسعار البترول إلى سقف ال70دولار منذ نهاية الأسبوع الماضي، وقف ولد قدور على أهمية المحافظة على مصلحة الوطن، ولم يخف في نفس المقام وجود الإمكانيات خاصة الكفاءات وأشار إلى أنه هناك أفكار للتطوير وفي ظل وفرة البترول والغاز كموارد باطنية. وكشف الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك أنه من المقرر خلال الشهر المقبل توفير موارد للري بتمنراست وجانت، كون دور المجمع يكمن في التطوير المحلي والوطني، معلنا بأن التفاوض الجاري مع 3 مجمعات أجنبية ينتظر أن تتوج بالتوقيع على اتفاقيتين في مجال الشراكة في البتروكيمياء خلال عام 2018. وتحدث ولد قدور عن التحضير الجاري لإستراتجية «SH» 2030، التي يعكف على إنهائها ومن ثم عرضها بشكل مفصل، وفيما يتعلق بالجهود المبذولة للتقليص من فاتورة الوقود التي تجاوزت حدود 2 مليار دولار، تم إطلاق مناقصات، ووقعت سوناطراك مع شريك أجنبي تموله بالمادة الخام ثم يحولها إلى مصنعه «المصفاة»، لينتج منها الوقود حيث ستتقلص فاتورة اقتنائه بهذه الطريقة، ومن بين المشاريع التي تستقطب سوناطراك في الخارج أوضح ولد قدور بأن العراق تتطلع إلى تنويع صناعتها البترولية، ويرتقب أن تجمعها مع الجزائر عدة مشاريع، وتبحث سوناطراك العديد من فرص الشراكة في الخارج من بينها بئر في النيجر، مبديا استعداده في استقبال الإطارات والكفاءات التي ترغب في العودة والمساهمة في تطوير الأداء على مستوى مجمع سونطراك. 930 عامل بمركب تڤنتورين الجدير بالإشارة فإنه بعد الهجوم الإرهابي الذي مس حقل إنتاج الغاز بتقنتورين بتاريخ 16 جانفي 2013، تأثر الإنتاج كثيرا في الفترة الممتدة ما بين عام 2013 وإلى غاية عام 2016، وعقب انطلاق خدمات القطار الثالث بتاريخ 27 جويلية 2016، وكذا انطلاق مشروع يعزز الإنتاج «بوستينغ» في شهر جانفي 2017، فإن الإنتاج تحسن كثيرا حيث قفز إلى مستواه المطلوب لأنه تجاوز سقف ال8 ملايير متر مكعب في عام 2017، ويعد العام الماضي أحسن سنة من حيث الإنتاج منذ 2010، وينتظر أن يحافظ على هذا السقف العالي من الإنتاج خلال السنوات المقبلة. ومن جهته جطو فريد إطار بمركب تڤنتورين أوضح أن هذا المركب الذي تعرض إلى الهجمة الإرهابية، صار اليوم في وضعية جيدة، والدليل على ذلك تسجيل ارتفاع في طاقته الإنتاجية التي ارتفعت يوميا إلى حدود 22 و23 مليون متر مكعب في عام 2017، أي ناهزت سنويا 8.8 مليار متر مكعب، علما أنه يراهن عليه كثيرا في آفاق عام 2030و2040. وتحدث عن وجود العديد من المشاريع الاستثمارية المرتقب تجسيدها في «تڤنتورين» قريبا. يذكر أن عدد عمال المركب الغازي «تڤنتورين» يقدر بنحو 930 عامل من بينهم 630عامل ينتمون إلى مجمع سوناطراك، وبعد مرور 5 سنوات كاملة على اعتداء همجي مروع راح ضحيته عمال وإطارات جزائريين وأجانب أبرياء، لكن هذا المركب الذي تجولنا عبر مختلف منشآته مازال بنبض بالحياة، حيث لم تستطع الأيادي الهمجية النيل من عزيمة العمال والإطارات الجزائرية كما الأجنبية على حد سواء، والدليل على ذلك الارتفاع الكبير في قدرة ضخه للإنتاج من أجل تلبية طلبات الزبائن في داخل وخارج الوطن، وغادرنا الموقع تاركين شعلة المركب تضيء في صحرائنا الشاسعة وفاء لذكرى من سقطوا قبل 5 أعوام من اليوم.