أشرف، أمس، وزير الاتصال جمال كعوان على الاحتفالات الرسمية لرأس السنة الأمازيغية «يناير» بالبويرة، حيث زار عدة معارض تجسد الهوية الجزائرية الأصيلة وكذا العادات التي تعود إلى الأزمنة الغابرة وتجسد احتفال الأمازيغ بهذا اليوم منذ 2969 سنة مما يبين امتداد التاريخ إلى العصور ما قبل الميلاد.. أكد الوزير أن يناير أصبح عيدا وطنيا يوحد كل الجزائريين، والذي جاء بعد أن تم ترسيم اللغة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية، وذلك بفضل قرارات رئيس الجمهورية، حيث أصبح الجزائريون يحتفلون به ويتقاسمون أفراحه بكل حرية، مجسدا بذلك المصالحة مع الذات والتاريخ النابع من فلسفة الدولة الجزائرية التي ترمي إلى العيش معا بسلام وهي رؤية عبرت عنها الإرادة السياسية والشعب احتضن الفكرة وتجسدت في أرض الواقع. ونوه كعوان بدور قطاع الاتصال في ترقية الهوية الأمازيغية بكل مشتقاتها وبعدها اللغوي والثقافي والفني كعنصر أساس للكينونة الوطنية الجزائرية، حيث تم تجنيد كل الإمكانيات المادية والبشرية لتنفيذ القرارات التاريخية التي اتخذها رئيس الجمهورية، وتم تعزيز وجود الأمازيغية في الفضاء الإعلامي حيث تم توسيع مجال استعمال اللغة الأمازيغية في البرامج الإذاعية الجهوية على مستوى 25 إذاعة. في هذا الإطار ثمن الوزير ما تقوم به وكالة الأنباء الجزائرية، كما أشاد بالدور الذي تقوم به جريدة «الشعب» في ترقية اللغة الأمازيغية وذلك بتخصيص صفحة كاملة للغة الأمازيغية وبصفة دورية يتم فيها طرح العديد من المواضيع التي تهم المواطن في شتى المجالات، وتحاكي الموروث الثقافي والحضاري لتضعه بين قرائها. وأشار كعوان أن المكون الأمازيغي مجسد في المجال التلفزيوني الذي يبث عبر العالم وإنشاء القناة الرابعة التي تبث برامج بكل مكونات اللغة الأمازيغية، مثمنا العمل الجبار الذي تقوم به كل وسائل الإعلام العمومية والخاصة التي تخصص فضاء لهذه اللغة وإبراز ثقافتنا الأمازيغية وتجسد عمقها التاريخي والحضاري ما كرّس الوحدة الوطنية خاصة بعد إنشاء أكاديمية اللغة الأمازيغية. كما تطرق الوزير إلى الجرائد الإلكترونية وتنظيمها، حيث أكد أن هناك بنودا في التشريع الجزائري تنظم المجال لكن القضية ليس في التشريع بل في النظام الاقتصادي وكيفية تمويله، مؤكدا على وجود تفكير في كيفية مرافقة هذه الجرائد من طرف السلطات العمومية لتكون الصحافة الوطنية قوية. في المقابل أقر المسؤول الأول عن القطاع أن المواقع الاجتماعية أصبحت تنافس الصحافة بكل مكوناتها سواء الورقية أو الالكترونية لذا يجب فتح نقاش واسع مع المحترفين لوضع خارطة طريق لمواكبة العصر، ذلك أن الصحافة المكتوبة قد فشلت في مهمتها لذا يجب إعادتها إلى السكة الصحيحة مثل ما يحدث في العالم على غرار واشنطن بوست الذي أنشأ الأمازون الذي له دخل في البورصة يفوق دخل فرنسا.