لا تزال إشكالية تقليدية استغلال أكثر من 312 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية في 28 بلدية بتبسة مطروحة، حيث قيّدت الأساليب التقليدية في الاستغلال معدل إنتاج الحبوب ومختلف المنتوجات الفلاحية والتي لم تتجاوز ال 25 بالمائة كمعدل ولائي. تحصي ولاية تبسة بحسب وتيرة إحصاء أراضي العرش أكثر من 44 ألف فلاح في قرابة 250 ألف هكتار صالحة للزراعة، غير أنها تبقى شبه منعدمة الأنتاج مقارنة بولايات أخرى بسبب تقليدية الأستغلال من ضعف التجهيزات وبيروقراطية الحصول عليها، إضافة إلى تسجيل مساحة 13500 هكتار مسقية فقط من الإجمالي العام للأراضي المملكة أو المستغلة من دون سند وإحجام تام عن إستعمال أسمدة العمق الفوسفات أو الأزوتية بسبب الأرتفاع الرهيب للأسعار . فكل هكتار من الحبوب يستلزم استعمال قنطارين من أسمدة الفوسفات بسعر 10 ألاف دينار للقنطار الواحد وقنطارين من الأسمدة الأزوتية بسعر 6 ألاف دينار وهو ما يعني 26 ألف دينار من الأسمدة للهكتار الواحد في أدنى الحالات. وخلال إشرافه على افتتاح فعاليات اليوم الوطني للإرشاد الفلاحي، والمنظم تحت شعار»التعاونيات الفلاحية.. دعائم التنمية الفلاحية والأمن الغذائي لبلادنا»، دعا والي ولاية تبسة «محمد البركة داحاج»، الفلاحين إلى الاهتمام بالجودة وتطوير الآليات التسويقية، والعمل على تكثيف الفلاحة المسقية للرفع من القدرات الإنتاجية والبحث في الطرق الكفيلة بتطوير أساليب العمل والإنتاج وترقية سبل الشراكة والمساهمة في تطوير الصناعات الغذائية التحويلية والترويج للمنتجات الزراعية وفتح آفاق للتسويق. ودعا رجال المال والأعمال إلى الاستثمار في الحقل الفلاحي لأهميته الإستراتيجية في تنويع مصادر الدخل وتحقيق الاكتفاء الذاتي المحلي ملتزما بالدعم والمرافقة، في مقابل ضرورة تهيئة مناخ الاستثمار ووضع نظرة استشرافية لتطوير هذا القطاع الاستراتيجي وتوخي رؤية جديدة للنهوض به وترقية قدراته وجعله مواكبا للراهن بما يضمن توفير الأمن الغذائي، بالإضافة الى الاهتمام و إعطاء الأولوية للجانب التكويني والمكانة التي يستحقها لما للأمر من أهمية بالغة في تحسين الإنتاج والمردوية. وفي ذات الصدد، تمّ بفضاء التعاونية الفلاحية لتربية النحل ببلدية «الحمامات»، على افتتاح الطبعة الثامنة والعشرين «28»لليوم الوطني للإرشاد الفلاحي، الذي ترعى تنظيمه سنويا مديرية المصالح الفلاحية بالولاية بالتنسيق مع الغرفة الفلاحية. وأشرفت السلطات الولائية على إعطاء إشارة الانطلاق لموسم الحرث والبذر للموسم الفلاحي «2021 / 2022»، وانطلاق حملة المفتشية البيطرية لتلقيح المواشي ضد طاعون المجترات الصغيرة. وقد شكّلت أجنحة معارض المنتوجات والشعب الفلاحية المقامة بالمناسبة فرصة لمهنيي قطاع الفلاحة وأصحاب المستثمرات الفلاحية للتعريف بالمنتج الفلاحي المحلي وفضاء للتواصل وتبادل الخبرات. وكان إلقاء مع الفلاحين والعارضين فرصة لطرح انشغالاتهم بخصوص طلب إعادة النظر في أسعار بعض المواد الأولية، وإمكانية إنشاء سوق للجملة للفلاحين بمدينة تبسة يمكن من عرض منتوجهم الزراعي مباشرة للمستهلك، التدعيم بالكهرباء الريفية، الترخيص بحفر الآبار، وتوفير الدعم وخلق فضاءات لتسويق المنتوج. في المقابل حرص الفلاحين على تغطية الأسواق المحلية بمختلف المنتوجات الزراعية واسعة الاستهلاك، وعلى هامش المعرض تمّ تكريم عدد من الفلاحين الذين حققوا مردودا فلاحيا عاليا خلال الموسم الفلاحي المنقضي، وتكريم المشاركين في التظاهرة، كما قامت بالمناسبة مختلف الوكالات التابعة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بالتنسيق مع بنك التنمية الريفية وأجهزة الدعم والتشغيل، عملية تحسيس واسعة في أوساط الفلاحين لشرح التدابير الاستثنائية التي تم إقرارها لفائدة المستخدمين المنتسبين لدى صناديق الضمان الاجتماعي، المتعلقة بإلغاء العقوبات الناجمة عن التأخر في تسديد اشتراكات الضمان الاجتماعي.