احتضن المركز الجامعي بتندوف، نهاية الأسبوع الفارط، ندوة وطنية تحت عنوان "جامعة الدول العربية ووحدة الصفّ العربي، تحديات راهنة ورؤية مستقبلية"، نشطها أكاديميون من مختلف مناطق الوطن، شرّحوا فيها الواقع العربي على عديد المستويات، مؤكدين على ضرورة وحدة الصفّ لمواجهة تحديات الراهن والمستقبل. ورفع المشاركون توصيات كان من بينها اتخاذ إجراءات حمائية للمنتوجات الإعلامية داخل الحيز العربي، وتشجيع المبادرات الإعلامية المشتركة. تضمّنت الندوة الوطنية "جامعة الدول العربية ووحدة الصفّ العربي، تحديات راهنة ورؤية مستقبلية"، التي احتضنها المركز الجامعي "علي كافي" بتندوف، بحر الأسبوع الماضي، مداخلات في الشق الإعلامي والاتصالي، الاقتصادي، السياسي وحتى الاستراتيجي. وتحدث د.الطاهر أجغيم (جامعة قسنطينة) عن "دور الجامعة العربية في تحقيق التكامل الاقتصادي والسياسي والإعلامي في العالم العربي (مقاربة سوسيو اقتصادية في التحديات والآفاق)"، فيما تطرق ياسين جامعي (المركز الجامعي تندوف) إلى "الإستراتيجية السياسية الجزائرية وتأثيرها على استقبال قمة جامعة الدول العربية"، أما د.نزيه لحسن (المركز الجامعي تندوف) فركز على "جهود الجزائر الرامية لتوحيد الصفّ العربي (إعلان الجزائر لإنهاء الانقسام الفلسطيني أنموذجا)". وفي الشقّ الإعلامي، قدم البروفيسور العربي بوعمامة العربي مداخلة تحت عنوان "أهمية الإعلام في تعزيز قيم الاندماج الوطني والعمل المشترك بين الشعوب"، تناول فيها دور الإعلام في توعية الرأي العام ودفع عجلة التنمية، خاصة في ظل التطور التكنولوجي لوسائل الإعلام، كما أشار إلى المكانة التي بات الإعلام يحتلها، خاصة بمعالجته لأهم المحاور والقضايا المحورية في عالم هو أشبه اليوم بقرية رقمية صغيرة. وأكد بوعمامة على ضرورة تفكيك الإعلام العربي للوقوف على أهم تأثيرات هذه المؤسسات الإعلامية على فئات المجتمع العربي، وتحدث عن مفهوم الاندماجية لوسائل الإعلام، ودورها في توحيد الصفّ العربي، وكمثال عن ذلك ذكر بوعمامة تغطية المناسبات الدينية. كما شدّد على ضرورة وصول الوطن العربي إلى وضع نظرة استشرافية مستقبلية مبنية على تطوير الوسائل أولا وعلى مصداقية المعلومة الرقمية الحديثة، إضافة إلى ضرورة إنشاء فضاءات رقمية مشتركة في الوطن العربي مع تقييم دورها ودراسة فعاليتها في تحقيق وظيفتها الاندماجية على المستوى العربي. وخلص بوعمامة إلى "ضرورة الاتجاه إلى الإعلام الرقمي غير المكلف"، مثمّنا دور اتحاد الإذاعات العربية في خلق تعاون وتشارك عربي، حيث اعتبره "قاطرة وقدوة لمؤسسات إعلامية مشابهة في المستقبل". وخلصت الندوة الوطنية إلى توصيات، نذكر منها: التأكيد على تثمين دور الجزائر في السعي إلى توحيد الصف العربي، والدعوة إلى ضرورة المصالحة الفعلية بين الدول العربية بإعادة رسم العلاقات العربية، واعتماد خطة إصلاح شاملة لجامعة الدول العربية تلائم الأوضاع والرهانات الاقتصادية، السياسية، الأمنية والإعلامية، واعتماد أسلوب الدبلوماسية الجماعية والتشاركية وإنشاء محكمة عدل عربية للنظر في المنازعات العربية. كما دعا المشاركون إلى إنشاء شبكة تواصل بين جامعة الدول العربية والمجتمع المدني العربي ومؤسساته مثل ما قامت به الجزائر، مؤخرا، وإحياء الأمن القومي العربي من خلال إنشاء مجلس أمن قومي عربي يكون قادرا على التعامل مع التحديات الجديدة الراهنة عربيا وإقليميا ودوليا، ومواصلة عقد الندوات والملتقيات الفكرية تزامنا مع كل حدث وطني إقليمي أو دولي، كما تمت الدعوة إلى رفع رسالة إلى القمة العربية المقبلة في الجزائر للرفع من مستوى الخطاب الذي يؤدي لتقوية الصفّ العربي. وعلى المستويين الإعلامي والاتصالي، أوصى المشاركون باتخاذ إجراءات حمائية للمنتوجات الإعلامية داخل الحيز العربي، والعمل على توحيد الرسالة الإعلامية وتشجيع المبادرات الإعلامية المشتركة، والتخطيط وتحديد احتياجات الجمهور العربي من المنتجات الإعلامية، واستثمار النجاحات الموجودة في الواقع خاصة المشاريع التي لها أثر مثل اتحاد الإذاعات العربية، وجعل مخرجات ندوة تندوف أرضية لورشات وفعاليات أخرى تؤسس لندوة دورية بتندوف تهتم بالعمل العربي.