ودّعت 1484 عائلة تقطن في مشتتي أولاد هابل ببلدية سفيان والقرنيني ببلدية عزيل عبد القادر النائية، بولاية باتنة، مُعاناتها مع غياب الغاز الطبيعي بدخول هذه الطاقة الحيوية حيز الخدمة لمنازلها مُؤخرا، بعد انتظار دام عُقودا من الزمن أنهته السلطات، استجابة لانشغالات السكان الذين ثمّنوا هذه العملية التنموية الحيوية، مُعبرين عن سعادتهم الكبيرة بهذا الإنجاز. البداية كانت بأبعد نقطة بالولاية وهي بلدية عزيل عبد القادر جنوبباتنة، التي شهدت وضع حيز الخدمة لتزويد منطقة القرنيني بخدمة بالكهرباء على طول 345 كلم والربط بالغاز الطبيعي على طول 210 كلم لفائدة 1400عائلة، وهو مشروع تنمية ضخم سيرفع من نسبة التغطية بالغاز الطبيعي ولائيا، كما أنّه جاء استجابة لمطالب السكان الذين ناشدوا منذ سنوات طويلة المسؤولين لوضع حدّ لمعاناتهم جراء غياب هذه الطاقة الحيوية، إذ يعتبر قطاع الطاقة من القطاعات الحيوية التي يُراهن عليها المسؤول الأول عن الهيئة التنفيذية لتفعيل التنمية المحلية وضمان التغطية الواسعة لطاقتي الغاز والكهرباء. وبالنسبة للمشروع الثاني الذي كان حلما بمنطقة أولاد هابل، فقد تأخر لسنوات طويلة بسبب رفض المسؤولين المُتعاقبين محليا وولائيا تحمل تكلفته المادية الكبيرة، التي قرّر والي باتنة محمد بن مالك التكفل بها لرفع الغين عن هذه العائلات، وإطلاق المُشروع الذي أنجز في ظرف قياسي يقدر ب3 أشهر فقط، رغم صُعوبة تضاريس المنطقة، حيث تمّ انجازه على مسافة 10 كلم وسط فرحة عارمة للمُستفيدين القاطنين بهذه المنطقة المعزولة والنائية، مشيدين بجهود الدولة في توصيل الغاز الطبيعي لهم. مشكلة هذه العائلات تتفاقم خلال فصل الشتاء الذي يتميز ببرودته القاسية، مثمنين جهود الوالي بن مالك الذي تعهد بتحقيق حلم هذه العائلات، خاصة عندما اكتشف أنّ سبب غياب الغاز الطبيعي عن منازلهم غير مُبرر ويحتاج فقط لإرادة من المسؤولين، كونه متواجد ببلدية قريبة للقرية، كما كشف إحصاء مناطق الظل بالولاية عن ضرورة التكفل بهذا الانشغال، حيث تمّ تخصيص غلاف مالي يقدر ب700 مليون دج، 8 مليون سنتيم منها للتوصيلة الواحدة 25 في المائة على تحملتها شركة سونلغاز والباقي على عاتق الدولة. وتندرج هذه العملية التنموية الهامة، في إطار التكفل الأمثل بالمواطن وانشغالاته، كونه محور كل اهتمامات السلطات، من خلال حرصها الدائم على إنجاز المشاريع ذات الطابع الاجتماعي قصد الاستجابة لتطلعاتهم. والجدير بالذكر، أنّ51 منطقة ظل بالولاية استفادت من خدمة الربط بشبكة الغاز الطبيعي، لتبلغ النسبة التي تمّ إحصاؤها في مجال التغطية بالغاز 90 بالمائة بشبكة تقدر ب 8776.2 كلم تربط 286 ألفا و761 مُشتركا، انطلاقا من 109 محطات لخفض الغاز، منها 15 لتزويد الزبائن الصناعيين، وهي أرقام تعكس حجم الدعم الذي تُقدمه الدولة للولاية لتفعيل التنمية المحلية بها والتجاوب مع انشغالات السكان.