تهدف العطلة الصيفية إلى الاسترخاء والابتعاد عن الضغط الروتيني للمدرسة وتحقيق الراحة الذهنية والجسدية والنفسية للطالب، إلا أن العديد من الأمهات يشعرن أن لدى أبنائهن قصورا بإحدى المواد الدراسية، ويخطّطن لاستثمار العطلة في معالجة الأمر. تشير دراسات إلى أن الإنسان يفقد كثيرا مما تعلمه في خلال يومين أو 3، لكن الأمهات يتطلعن إلى أن تكون العطلة الصيفية فرصة لإبقاء أبنائهن على اتصال بالمواد الدراسية لتقوية القدرة على التحصيل المعرفي، واكتساب المهارات والمعرفة المناسبة للطالب. يقدم المختصون تعريفا للتأخر الدراسي ب "يعتبر التأخر الدراسي مشكلة تربوية ونفسية واجتماعية، حيث تعاني فئة لا بأس بها من الطلاب من هذه المشكلة، وفي كثير من الأحيان تتحوّل هذه الفئة إلى مصدر شغب، مما قد يؤثر سلبيا على العملية التربوية أو إلى إهدار تربوي، قد لا يستفيد المجتمع من طاقتهم". هنا لا بد من تعريف التأخر الدراسي على أنه تدني مستوى التحصيل الدراسي للطالب في مادة دراسية أو أكثر عن زملائه ذوي المستوى العادي من حيث القدرات العقلية ودرجات التحصيل الدراسي، أما أسباب هذا التأخر، فتتعلّق بالطالب نفسه من عوامل عقلية كضعف الذكاء أو القصور في القدرات العقلية الخاصة، كالقدرة على التركيز، بالإضافة إلى الأسباب الجسمية المؤثرة في التأخر الدراسي، كتأخر النمو وضعف البنية وضعف الحواس مثل السمع والبصر، والضعف الصحي العام. الاتزان المزاجي وعن أهمية الحالة النفسية يجب ألا نغفل عن أهمية الحالة النفسية للتلميذ التي تلعب دورا هاما في تحديد مستوى نشاطه واجتهاده، وقد بينت العديد من الدراسات أن الاتزان المزاجي وحالات القلق كلها عوامل تؤثر كثيرا في أعمال الطلاب التي تتطلب الدقة وتركيز الانتباه. وقد يكون المكان الذي يجلس فيه التلاميذ في المدارس يساعد على انصراف الذهن وتشتت الانتباه رغما عنهم، إضافة إلى سوء استخدام الوسائل التعليمية، وعدم توفر الظروف الملائمة لعملية التعلم من إضاءة وتهوية، أو اكتظاظ في عدد التلاميذ في القسم. وتضيف أن هناك علاقة طردية بين كفاءة المعلم وقدرته اللفظية والأكاديمية والرضا عن المهنة، وزيادة التحصيل الدراسي لدى الطلاب. ويشير المختصون إلى أهمية الاستقرار الأسري في سياق ذلك، لان عدم الاستقرار العائلي، ويقصد به عدم الاتفاق بين الوالدين وكثرة المشاحنات واضطرابات الحالة المنزلية والانفصال والطلاق وقسوة الوالدين أو تدليلهم وتذبذب المعاملة، مثل هذه الأجواء الذي لا يتوفر فيها الأمن للطفل تسبب اختلالا في التوازن الانفعالي، مما يؤثر على حالة الطفل الدراسية، كما يلعب المستوى التعليمي للوالدين دورا هاما في تقدم الأبناء وتفوقهم الدراسي. علاج التأخّر الدراسي نذكر لكم اليوم مجموعة من الأساليب التربوية لمعالجة التأخر الدراسي خلال العطلة الصيفية، وهي: أن تستثمر الأسرة العطلة الصيفية إيجابيا، ولا ترتبط بوقت الفراغ الحر، بل بالتخطيط وعمل جدول متنوع من الدراسة والترفيه والاسترخاء، وهذا لا يكون إلا بمشاركة الأبناء في التخطيط، والاتفاق على الأهداف الرئيسية وكيفية تحقيقها بمتعة وشغف. قبل نهاية السنة الدراسية، يطلب عقد لقاءات بين أولياء الطلاب المتأخرين دراسيا والمعلمين، لمناقشة أسباب التأخر الدراسي، وأساليب علاجه خلال العطلة الصيفية. التعاون بين كل من الأسرة والمدرسة والمرشد النفسي، بمساعدة التلميذ في وضع خطة في العطلة الصيفية تساعده في تقويم تحصيله الدراسي، بإرشاده وتبصيره بطرق استذكار المواد الدراسية عمليا، وذلك بوضع جدول عملي لتنظيم وقته واستغلاله في الاستذكار. إعادة تعليم المادة من البداية للتلميذ المتأخر دراسيا والتدرج معه في توفر عامل القبول ومشاعر الارتياح وتقديم الإشادة المناسبة لكل تقدم ملموس، وذلك إذا كان سبب التأخر عدم تقبله لهذه المادة، وتعريف التلميذ بالفرص التعليمية المناسبة له، والكشف عن ميوله واستعداداته، توجيهه الوجهة المتناسبة مع قدراته وميوله، حتى تنمو وتزدهر مواهبه واستعداداته. ونشير هنا الى أهمية دور المرشد النفسي في تغيير الاتجاهات السلبية للتلميذ نحو التعليم والمدرسة، وتغيير المفهوم السلبي للذات وتكوين مفهوم جديد أكثر إيجابية، ونؤكد على أهمية دور الأهل في تغيير البيئة أو تعديلها على الأقل ببيئة أكثر أمانا، بمساعدته على تكوين اتجاهات إيجابية نحو المدرسة، وأهمية العلم والتعلم، لتنشأ لديه قناعة داخلية بأهمية العلم، والتقليل من ذكر أهمية النجاح المدرسي باستمرار أمام التلميذ باعتباره النجاح الوحيد في الحياة. وننصح الآباء بدعم أبنائهم وتقبلهم، والتركيز على نقاط القوة لديهم، والصبر على الصعوبات واعتبارها مرحلة مؤقتة في حياتهم وتشجعيهم، ومكافأتهم في حال النجاح، وعدم مقارنتهم بالآخرين، واحترام قدراتهم ومهاراتهم.