بنو صهيون يُفخّخون الطعام لقتل المُجوّعين مُعلّبات الموت تتربّص بأبناء غزّة مع ساعات الفجر الأولى من يوم الثلاثاء الماضي غادر الشاب سميح العارور في أوائل العشرينات من عمره خيمته في مخيم البراق بمواصي خان يونس متجهًا نحو محور موراج شمالي مدينة رفح على أمل الحصول على كيس طحين أو بعض الطعام يسد به رمق عائلته. قطع سميح مسافة تزيد على عشرة كيلومترات سيرًا على الأقدام حتى أنهكه التعب فجلس يستظل تحت سقف منزل مدمر منتظرًا شاحنات المساعدات التي تفرغ حمولتها عادة بإشراف جيش الاحتلال. وفجأة لمح أمامه معلبات طعام مكتوبًا عليها باللغة العبرية ظن أنها تحتوي على لحم بقري. غمرته الفرحة لكنه ما إن حاول فتح إحداها حتى دوى انفجار عنيف أطاح به وأدخله في غيبوبة بعد إصابته بعشرات الشظايا. هرع أصدقاؤه لنقله على عربة تجرها دابة إلى المستشفى الميداني الكويتي قرب جامعة الأقصى في مواصي خان يونس. وأظهرت الفحوص الطبية إصابته بشظايا في وجهه ويده إحداها اخترقت شبكية العين بينما استقرت أخرى في صدره ورئتيه وتسببت في بتر ثلاثة أصابع من يده اليمنى وأحد أصابع يده اليسرى كما أصيب بإعاقة جسدية نتيجة وصول بعض الشظايا إلى الجهاز العصبي في ساعده. يقول والده: يرقد ابني في المستشفى في وضع صحي خطير فبعض الشظايا ما تزال مستقرة في الرئتين وهو بحاجة لتدخل جراحي عاجل لإزالتها ولكن للأسف هذه العمليات الدقيقة لا تتوفر في مستشفيات القطاع في الوقت الراهن. كما تسبب الانفجار ببتر 3 من أصابع يده اليمنى وأصبع من يده اليسرى وأدى ذلك إلى إعاقة جسدية بسبب وصول بعض الشظايا إلى منطقة الجهاز العصبي في ساعد اليد . حصيلة دامية وبحسب وزارة الصحة في غزة فقد تسببت ما يعرف ب معلبات الموت وهي عبوات طعام مفخخة يتركها جيش الاحتلال في مناطق عملياته باستشهاد أكثر من 300 فلسطيني بينهم نحو 90 طفلًا فيما أصيب آلاف آخرون بجروح وإعاقات دائمة نتيجة قوة الانفجار التي تعادل انفجار قنبلة يدوية. وتكررت هذه الحوادث في مناطق مختلفة من رفح وخان يونس جنوبًا إلى جباليا وبيت لاهيا شمالًا وغالبًا ما تحدث عقب انسحاب قوات الاحتلال حيث يتعمد أفراد الجيش بحسب مصادر محلية ترك عبوات طعام مفخخة لإيقاع الأذى بالمدنيين الذين يأتون لتفقد منازلهم. تحذيرات حقوقية وقد حذرت منظمات حقوقية محلية ودولية بينها منظمة العفو الدولية و هيومن رايتس ووتش و الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني من الآثار المدمرة لهذه المخلفات حيث يعاني الناجون من إعاقات وتشوهات دائمة وصدمات نفسية عميقة. وطالبت هذه الجهات بضرورة الإسراع في إزالة المخلفات وتمكين فرق الدفاع المدني والهندسة الميدانية من الوصول الآمن إلى المناطق الملوثة بهذه المخلفات الحربية. وفي سياق متصل نشر الدفاع المدني في غزة رسائل توعية للمواطنين تحذرهم فيها من الاقتراب من أي معلبات أو أغراض مشبوهة. ويقول محمد المغير مسؤول الإمدادات في الدفاع المدني: رصدنا كثيرًا من مخلفات الجيش على شكل علب صغيرة متفجرة وهي شديدة الخطورة وتنفجر بمجرد فتحها وقد تسببت في بتر أطراف أطفال . وتواصل قوات الاحتلال وبدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023 ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 211 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء وما يزيد على 9 آلاف مفقود إلى جانب مئات آلاف النازحين.