يتواصل برواق مؤسسة "أحمد ورابح عسلة" بالعاصمة معرض الفنان التشكيلي طاهر بلال الذي يقدّم للجمهور مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية بلغة ومواد تجمع بين رؤية الحداثية والاستلهام من الموروث الثقافي والفني للجزائر. ويسعى الفنان في هذا المعرض، الذي يضمّ أزيد من 40 لوحة بمختلف الأحجام والتأطير، لإبراز عناصر الذاكرة والأجواء النفسية للمبدع بعناية فائقة التفاصيل وبرمزية غائرة، وذلك اعتمادا على توظيف بقايا الجلود ليصوغ منجزه الفني البصري ويبني أعماله وفق رؤية ناضجة لينسج عوالم مشبعة بالدلالات والرموز. وقد عمد الفنان في صياغة مشروعه على أسلوب وتقنية خاصة تتكئ على رؤية فلسفية ووجودية وتفاعل مع مختلف ما ينتجه المجتمع من ظواهر ليقتنصها ويحوّلها لمواضيع وتيمات تجريدية. وقد قام بصياغة أعماله على خلفيات سوداء مغدقا عليها بألوان نابضة بالحياة والحركة على غرار الأحمر والأزرق والأصفر والأخضر. كما قام ببناء عمله من خلال مجموعة المنحوتات والتراكيب الفنية الحديثة معتمدا على مواد مختلفة على غرار الخشب والحديد وبقايا المواد المسترجعة مع التركيز على تقنية اللصق واستخدام بقايا الجلود. ومن بين عناوين اللوحات المعروضة نجد "والدتي المتوسطية"، "قصة عبور"، "الفراغ الوجودي"، "أجنحة الزمن"، "ألوان أولية"، "باتجاه الشمال" وغيرها. وفي هذا الإطار أشار الفنان إلى أن "الهدف من نزعته الفنية باستخدام بقايا الجلود في أعماله هو سعيه لنقل مادة الجلد من نطاق استخداماتها الحرفية باتجاه أفق الفن التعبيري المعاصر كمفهوم بصري حداثي". وأوضح أنه رغم أن اختيار الخلفية السوداء في أغلب لوحاته، التي أنجزها في الفترة ما بين 2019 و2023، غير أنها تحمل رسائل مضيئة بالأمل والتفاؤل باعتبار الثقافة والفن عامل مشترك ولغة عالمية للتسامح بين البشر لا تحتاج إلى تفسير وينعكس ذلك من خلال خيارات لونية متماوجة على سطح العمل الفني تعكس أجواء نفسية ورحلة نغوص فيها لعوالمنا الداخلية والهموم اليومية التي تسكننا". ويتواصل هذا المعرض إلى غاية 5 أوت المقبل.