تعرض المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم داخل القاعة إلى إقصاء مرّ، جاء في اللحظات الأخيرة من اللقاء الذي انهزم فيه على يد نظيره الليبي بنتيجة (1-2، الشوط الأول 1-0)، سهرة السبت بالقاعة البيضاوية للمركب الأولمبي محمد بوضياف (الجزائر العاصمة)، في إطار إياب التصفيات المؤهلة إلى كأس أفريقيا للأمم-2024. البداية جاءت موفّقة ومثلما كان يريدها الطاقم الفني، حيث لم تمر سوى دقيقة واحدة ليفتتح "الخضر" باب التهديف عن طريق المدافع عز الدين تاكجراد، بعدها واصل الفريق الوطني في تسيير المجريات لصالحه محافظا على التقدم في النتيجة خلال المرحلة الأولى التي كانت متكافئة بين الطرفين، مع تضييعهما لبعض الفرص السانحة. في المرحلة الثانية دخلها المنتخب الليبي بأكثر إصرار ورغبة في قلب الموازين، وكان أكثر اندفاعا إلى الهجوم، وهو ما سمح له في الدقيقة 28 من تعديل النتيجة عن طريق المدافع صهيب الغول، الأمر الذي أعاد الثقة ل "فرسان المتوسط "وأدخل الشك، في نفس الوقت، لدى النخبة الوطنية التي ضيعت العديد من الفرص. اللحظات الأخيرة من المواجهة كانت "دراماتيكية"، فبعد طرد المدافع الليبي سليمان الدرويش (د 36)، اعتقد الجميع أنّ الأمور قد "حسمت" لصالح الجزائر، عندما واصل الليبيون المقابلة منقوصين من لاعب ممّا أربك دكّة البدلاء لديهم، واعتقدوا أن التأهل ضاع منهم، إلا أن المهاجم البديل أحمد اليمني كان له رأي آخر، حيث باغت الدفاع الجزائري وأحرز الهدف الثاني لمنتخب بلاده قبل 56 ثانية عن نهاية المواجهة، الأمر الذي قلب المجريات رأسا على عقب. ورغم رمي المنتخب الجزائري بثقله في الهجوم، بدخول اللاعب محمد أمين بن شريف، الذي تقمّص دوري مهاجم وحارس مرمى في نفس الوقت، من أجل إضافة التفوق العددي، إلا أن التأهل كان من نصيب الفريق الليبي بصعوبة (2-1)، وانتهت المواجهة وسط فرحة "هستيرية" لزملاء اللاعب عبد الحليم السركسية. كان الخماسي الجزائري قد فرض التعادل على ليبيا بنتيجة (4-4) في مقابلة الذهاب، السبت المنصرم، بقاعة الألعاب الرياضية بمدينة مصراتة. عقب هذا الاقصاء، صرّح الناخب الوطني، نور الدين بن عمروش، لوسائل الإعلام "نعتذر من كل الجزائريين إزاء هذا الإقصاء المر، لقد كنا على بعد دقيقة واحدة من المنافسة الأفريقية، إلا أن ذلك لم يحدث وهذا قدر الله. سنواصل العمل لنكتسب الخبرة، لقد كونّا هذا الفريق قبل سنتين فقط، على عكس المنتخب الليبي الذي تكوّن منذ سنوات طويلة". وأضاف "سنعمل مستقبلا من أجل انتزاع التأهل إلى كأس أفريقيا للأمم، صحيح أنّ عناصرنا قدموا من فرنسا وبلجيكا، غير أن مستوى المنتخبات أقوى من مستوى البطولات. تنقصنا الكثير من اللقاءات التحضيرية لنتحسن أكثر، ما زلنا بعيدين مقارنة مع ليبيا والدليل على ذلك هو ترتيبنا على الصعيد الدولي (المركز 95)". أمّا لاعب "الخضر" علي دحماني، فقد صرّح عقب المقابلة "تلقّينا هدفا قاتلا في اللحظات الأخيرة، ومؤسف جدا أن نقصى بهذا السيناريو. حاولنا تقديم كل ما لدينا لكن للأسف لا يمكنني تفسير ما حصل اليوم. نعتذر للجمهور الذي حضر لتشجيعنا ولكل الشعب الجزائري، لو حققنا التأهل الأول في تاريخ الجزائر إلى كأس أفريقيا ستكون بداية جيدة لما هو قادم". من جهته، أوضح مدرب ليبيا، الإسباني ريكاردو إينييغيز ل "وأج"، "أنا جد سعيد بهذا الفوز والتأهل الرائعين للغاية، التعادل في الذهاب صعّب علينا المهمة في الإياب، إلاّ أنّنا آمنّا بقدرات عناصرنا حتى آخر نفس من المقابلة. وهذا ما أكّدته للاعبين، بأن كل شيء ممكن ما دام المواجهة لم تنته، وبأنهم قادرين على قلب الموازين لفائدتهم". أورد أيضا "أظن أنّ الفريق الجزائري يمتلك تشكيلة جيدة بلاعبين ممتازين، وإقصاؤه غير مستحق ونحن نتأسف لذلك. المنتخب الجزائري قادر على التأهل إلى كأس أفريقيا المقبلة بالنظر للمستوى الذي يتمتع به". صرّح لاعب المنتخب الليبي، محمد خميس، قائلا "الحمد لله تمكنا من انتزاع تأهل صعب جدا، خصوصا وأنّنا تعادلنا على أرضنا في لقاء الذهاب، وهو ما صعّب علينا المهمة. الفريق الجزائري كان قويا جدا، لكن بفضل تعليمات المدرب وطاقمه الفني تمكنا من تحقيق الفوز، ونشكر الجمهور الجزائري على روحه الرياضية العالية، والقادم سيكون أفضل للجزائر". معلوم أنّ الفريق الليبي، الذي توّج باللقب القاري في نسخة 2008، كان قد احتل المركز الرابع في النسخة الأخيرة التي جرت عام 2020. يشارك 13 منتخبا في تصفيات كان 2024، حيث كان من المقرر أن تجرى المرحلة النهائية في الموزمبيق الذي اعتذر عن تنظيمها فيما بعد. تلعب 10 منتخبات افريقية الدور التصفوي الأخير (ذهابا وإيابا) بخروج المنهزم لتحديد المنتخبات الخمسة المتأهلة في المرحلة النهائية التي ستعرف مشاركة ثمانية منتخبات. وعلى غرار مباراة ليبيا - الجزائر، يشهد هذا الدور التصفوي مواجهات: موزمبيق - زامبيا، ناميبيا - تنزانيا، غانا - كوت ديفوار، والكاميرون ضد موريتانيا.