أحصى مختصون بقطاع التضامن الوطني بعنابة، أكثر من 200 متسول يجوبون الشوارع والمساجد والساحات العمومية في بلدية عنابة، على غرار ساحة الثورة وشوارع زنين العربي وابن خلدون وجبهة التحرير الوطني التي تعج يوميا بالعشرات منهم، قدموا من مختلف الولايات المجاورة. وحذّرت على إثرها الكثير من العائلات من تحول الشارع المجاور لمسجد الرحمن إلى مأوى لهذه الفئة، وذلك من أجل استعطاف المارة الذي يكتظ بهم المكان كتلك المتسولة التي تفترش الأرض رفقة أطفالها لمدة فاقت ثلاث سنوات، دون أن تتدخل مديرية النشاط الاجتماعي لإنهاء هذه المعاناة. كما أنّ تخلي هيئة النشاط الاجتماعي عن التكفل بهذه الظاهرة أنتج فئة جديدة من المتسولين لم تكن موجودة في السابق، حيث تحوّلت فتيات في مقتبل العمر رفقة أطفال رضع إلى احتراف التسول تحت تأثير عصابات مختصة في استئجار الأطفال. وأرجع بعض المواطنين سبب استفحال هذه الظاهرة إلى غياب العناية الحقيقية من طرف المؤسسات العمومية المختصة بالفئات الهشة والمهمشة، ناهيك عن غياب دور الجمعيات في المطالبة بإيجاد أمكنة لإيواء المتسولين الحقيقيين وإعادة تأهيلهم والعمل على إعادة الأطفال إلى المدارس وتوفير مناصب عمل وإعانات لأوليائهم من أجل التخفيف من حدة هذه الظاهرة. معاناة العنابيين لم تتوقف عند ظاهرة التسول بل تعدت إلى الانتشار المخيف لفئة المجانين، خاصة على مستوى ساحة الثورة، أين يجد المترددون على هذا المكان العمومي صعوبات في التجول داخل محيط الساحة والجلوس بحرية داخل أحد المقاهي دون الخوف من التعرض لاستفزازات واعتداء المجانين الحاملين لزجاجات الخمر، لاسيما وأنّ مديرية النشاط الاجتماعي أحصت خلال حصيلتها السنوية أكثر من 5800 معاق ذهنيا و38 ألف عائلة معوزة، وحوالي 29 ألف طفل معوز على مستوى تراب الولاية.