لم يغادر قاعة مؤتمر دافوس كما فعلها الوزير الاول التركي اردوغان لكي يفضح ممارسات العدو الصهيوني .. هكذا برر الامين العام للجامعة العربية موقفه بالبقاء الى جانب الرئيس الصهيوني بعد ان فاجأه المسؤول التركي بالانسحاب من المنصة احتجاجا على انحياز منشط ومدير النقاش حول العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة. ماذا يريد ان يكشف عمر موسى والعالم كله اكتشف مرة اخرى ارهاب وهمجية وعنصرية كيان غرس في خاصرة الوطن العربي ولأكثر من مرة صفع الجامعة العربية برفضه لمبادرة التنازلات الحاملة لعناوين السلام العريضة والمبالغ فيها إلى درجة فقدت معناها والدليل الهجمة الحاقدة للجيش الصهيوني مستهدفا الأطفال خلف الأجيال والمرأة رمز الصمود وحاملة جينات الرفض للاستسلام. مرة أخرى تصطدم الجامعة العربية هذه المنظمة الثقيلة والتي لم تعد تصنع الحدث إن عربيا أو إقليميا بواقعها الذي لم يعد يخفى مما يدعو إلى الإلحاح مجددا على ضرورة الذهاب إلى إدخال إصلاحات في عمق فلسفة وهياكل الجامعة كما عرفته منظمات إقليمية أخرى كالاتحاد الإفريقي مثلا وإلا كيف المطالبة بإصلاح مجلس الأمن الدولي وفي نفس الوقت رفض إصلاح ما يفترض انه بيت الدول العربية في ضوء ما لم يتوقف الشارع العربي عن المطالبة به باتجاه رد الاعتبار للموقف العربي في الحد الأدنى على الأقل وعدم تحويل الجامعة إلى نادي ضيق يكاد أن يكون مجرد ملحقة لوزارة خارجية ... من قبل كان الرئيس الفنزويلي ايغو شافيز الذي انتفض نيابة عن منظومة عربية رسمية لم يعد تعرف مرجعيتها ولا مقاصدها وبعده الطيب اردوغان الذي وضع جانبا كل ما لبلاده من علاقات طويلة الأمد مع الكيان الصهيوني ليتمسك بمبادئ العدل والصراحة ونصرة الحق الإنساني.لقد ضيع موسى كعادته لحظة تاريخية لحفظ ماء الوجه فبدل الانسحاب بعد أن فقد اللقاء بدافوس موضوعه ظهر بعين المشاهد العربي كمن اختلطت عليه الأمور المتسارعة والتي يتطلب التعاطي معها التمتع بسرعة البديهة والقدرة على تصحيح خيارات خاطئة في الأول ويفرض واقع الساحة تصحيحها خاصة وان تفويض الجامعة العربية ليس صكا ابيضا يستعمل للإتجار الدبلوماسي غير واضح المعالم.