وصل الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى جدة أمس الأربعاء في زيارة للمملكة العربية السعودية، سيقوم خلالها بأداء مناسك العمرة في مكةالمكرمة، وذلك في خامس زيارة له للخارج منذ أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمرا باعتقاله الشهر الماضي بزعم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور. ولم يؤكد مصدر مطلع هل سيلتقي البشير أيًّا من المسؤولين السعوديين، خاصة أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز موجود في الدوحة حاليا، وسيغادرها إلى المملكة المتحدة ليرأس وفد بلاده إلى قمة العشرين. وأوضح المصدر لوكالة يو بي آي، أنه كان في استقبال البشير بمطار الملك عبد العزيز الدولي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة ومدير المطار المهندس مازن خاشقجي والمدير العام لمكتب المراسم الملكية بجدة والسفير السوداني لدى المملكة حافظ إبراهيم وعدد من المسؤولين . وكانت السعودية قد أعلنت في بيان صادر عن مجلس وزرائها عن وقوفها إلى جانب السودان، وانزعاجها من قرار توقيف البشير، وأكدت السعودية أن هذا القرار لن يؤدي إلى حل المشاكل في السودان بل إلى تفاقمها. مبدية قلقها وانزعاجها من صدور قرار الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني. وهذه خامس زيارة خارجية للبشير منذ صدور حكم المحكمة في الرابع من مارس الماضي بزعم تدبيره جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور. حيث زار كلا من إريتريا ومصر وليبيا وقطر وكانت رحلته إلى العاصمة القطرية الدوحة يوم الأحد الماضي لحضور القمة العربية أطول رحلة له في الخارج وأكثرها خطورة، غير أن زيارته للسعودية توفر له رحلة عودة أقصر عبر البحر الأحمر. وكان البشير قد جدد من العاصمة القطرية الدوحة الثلاثاء تحديه لقرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه، ووصف القرار بأنه معيب وحلقة من حلقات التآمر على السودان، وقال في لقاء مع الجالية السودانية بقطر إن حكومته رفضت التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية لأن السودان ليس عضوا فيها. مضيفا: أن قرار الإحالة من مجلس الأمن إلى المحكمة غير جدير بالاحترام، لأنه ينص في بنده الثاني على استثناء المواطنين والعسكريين الأميركيين من المثول أمام المحكمة. وقال البشير: إذا كانت هناك عدالة دولية فكان الأولى أن يقاد إليها بوش (الرئيس الأميركي) لقتله مئات الآلاف في العراق وأفغانستان ودعمه لإسرائيل لقتل الأبرياء في فلسطين، وأضاف: أن الذي يرتكب الانتهاكات في غوانتانامو وأبو غريب ليس مؤهلا للحديث عن حقوق الإنسان. وجدد تحديه لقرار المحكمة الجنائية الدولية قائلا: إنه بعد زياراته لإريتريا ومصر وليبيا ردد البعض أنه لن يستطيع السفر بعيدا، في إشارة لزيارته لقطر ومشاركته في القمة العربية ال21 التي اختتمت أعمالها الاثنين وسخر البشير من الاتهامات بارتكاب إبادة جماعية وتطهير عرقي في دارفور، ووصفها بأنها مصطلحات جديدة على الشعب السوداني وتتنافى مع قيمه وأخلاقه قائلا: إن النازحين كانوا يلجؤون إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة. فهل الحكومة التي تقوم بتطهير عرقي يلجأ الناس إليها..؟ وأكد الرئيس السوداني أن الدول الغربية جاءت بفرية المحكمة الجنائية الدولية بعدما فشل الحصار السياسي ثم الاقتصادي والتآمر العسكري على السودان . وكانت القمة العربية قد اختتمت أعمالها الاثنين بالعاصمة القطرية بإعلان تضامن الرؤساء والملوك العرب مع الرئيس السوداني ورفض مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية بحقه. وكان البشير قد طالب القمة في كلمته بالجلسة الافتتاحية باتخاذ موقف واضح من مذكرة الجنائية. وشدد على ضرورة إصلاح مجلس الأمن.