؟ خصصت الصحف الوطنية أمس حيزا هاما من أعمدتها للفوز التاريخي والنجاح الباهر والاستثنائي، الذي حققه بوتفليقة خلال انتخابات 9 أفريل، مؤكدة ان هذه الوثبة الوطنية ستكون منطلقا قويا من أجل الشروع في مسعى تنموي شامل، وفي نفس الوقت، استكمال المشاريع المسطرة في رزنامة البرامج الوطنية خاصة في القطاعات الحيوية كالسكن والحماية الاجتماعية والمياه والنقل والتعليم، هذه القطاعات ستكون محل اهتمام خاص من بوتفليقة الذي تعهد بضخ 150 مليار دولار في الآفاق القادمة. عبرت جريدة »المساء« عن موقفها إزاء هذه السلوكات المنتهجة من طرف المنهزمين واعتمادهم على سياسة كيل الاتهامات للإدارة على أنها تنم عن غياب النضج السياسي لدى بعض محترفي السياسة ممن أرادوا حكم الشعب، ويوم رفضتهم الاغلبية الساحقة، برروا فشلهم بما اعتبروه تزويرا وتحايلا وغيرها من المصطلحات التي يوظفها عادة الخائبون. ودعت (اليوم) اليومية، أحزاب المعارضة الى إعادة النظر في تشكيلاتها وتعدادها واستراتجياتها، وأيضا، خطابها السياسي، بدل حالة البؤس التي هم عليها. أما جريدة »الشعب« فقد عبرت عن موقفها في تعليق تحت عنوان »قرار الصندوق« دعت من خلاله المترشحين إلى تجاوز الصدمة النفسية التي هم فيها والانتقال الى إعادة النظر في استراتجياتهم المتبقية في المحطات الانتخابية لمعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف. وأنه لا مكان أبدا للاحتجاج والتشكيك في الاختيار الشعبي لبوتفليقة. من جهتها، رأت جريدة »صوت الاحرار« ان الحديث عن التزوير هو خاتمة مألوفة لكل انتخابات في الجزائر، وانه يعتبر كالعادة تبريرا للفشل لا غير ولا يمكنه أبدا أن يفضي الى شيء. جريدة »الحياة« أثنت على المجهودات التي قامت بها الادارة من أجل إنجاح عملية الانتخاب خاصة في مستوى التنظيم ورأت من خلال المقال المعنون ب »السر في ارتفاع المشاركة الشعبية« ان هذا النجاح يعود الى الجهود التي بذلت على مستوى الادارات المحلية عبر كافة ولايات الوطن. وكذا توظيف آلاف الاطارات الجامعية في عملية تحضير الانتخابات وما رافقته من حملات تحسيسية اعلامية مدعمة بمعطيات احصائية سهلت على ممثلي الاعلام متابعة هذه التحضيرات. واستفتت جريدة »أنفوسوار« الى الخطوة التي قام بها رؤساء الاحزاب، لويزة حنون وجهيد يونسي، وعلي رباعين، عندما وجهوا اتهاماتهم للادارة والمجلس الدستوري، وحتى ضد الملاحظين الدوليين من الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والاتحاد الافريقي الذين مالوا، حسبهم، لرغبة السلطات. كما أرفقت هذا، بالتصريح الذي أدلت به لويزة حنون حيث شككت من خلاله في نسبة المشاركة المعلن عنها والمعتبرة 45,74٪، وقالت أنه من المفروض أن لا يتجاوز 52٪ مصحوبا بتفنيد رئيس اللجنة السياسية لمراقبة الانتخابات السيد محمد تقية لحدوث عمليات التزوير. وفي هذا الصدد، ذكرت يومية »لوسوار دالجيري« ان مدراء حملة كل من فوزي رباعين وجهيد يونسي ومحند سعيد يحضرون مذكرة حول التجاوزات التي حدثت يوم الاقتراع. وقالت ان هؤلاء المترشحين »لا يتوانون في اتهام تقية بالتكتم عن محاولات التزوير في الانتخابات« أما يومية »أوريزون« فقد أشارت الى الذين لم يسعفهم الحظ ولم يتقبلوا هزيمتهم في الانتخابات الرئاسية بقولها »هؤلاء الذين كانوا يجدون كل المحاسن والمزايا في العملية الانتخابية تراهم اليوم ينقلبون على أعقابهم وينتقدون نفس العملية (وهذا ما دفعها للتساؤل). وهذا ما دفع جريدة »لانوفال ريبيبليك« إلى التساؤل عن مستقبل زعماء الأحزاب.