مصابيح من نوع «لاد» استرجعت 65 ٪ من استعمال الإنارة العمومية دعا المتدخّلون في فعاليات الأيام التقنية حول تخفيض فاتورة الطاقة المنعقدة بالمدرسة التقنية التابعة لمجمّع سونلغاز بالبليدة، إلى ضرورة ترشيد استعمال مختلف أوجه الطّاقة التي تشمل عادة الكهرباء والغاز والوقود، مع العمل الجدي على تجنب التبذير والسعي الحثيث نحو استعمال الطاقات المتجددة مستقبلا. وفي ذات السياق، أكّد مدير المشاريع على مستوى الوكالة الوطنية لاستخدام الطاقة وترشيدها دالي كمال، إلى أنّ القانون رقم 09 99 الصادر في 28 جويلية 1999 المتعلق بالطاقة تمّ تعزيزه بجملة من المراسيم التنفيذية التي أسّست لميلاد البرنامج الوطني لتفعيل الطاقة والصندوق الوطني للتحكم في الطاقة واللجنة متعدد القطاعات للتحكم في الطاقة مع إنشاء الوكالة الوطنية لاستخدام الطاقة وترشيدها، وهي الوكالة التي تبنّت عدّة برامج طاقوية هامة تتعلق باقتصاد الطاقة على مستوى العمارة والصناعة والانارة مع أخذ نظافة المحيط والهواء في الحسبان، الأمر الذي يسهم في تجنّب تسرّب أكثر من 193 مليون متر مكعب من غاز ثاني أكسيد الكربون الى الهواء في آفاق 2030، كما أشار المتحدث إلى أنّه من بين أهم مهام الوكالة الحفاظ على الطاقة من خلال اقتصادها و تخفيض درجة التأثير على البيئة والمساهمة الفعالة في التنمية المستدامة، وأشار أيضا إلى أنّ البرنامج الوطني لتفعيل الطاقة إلى حدود سنة 2030 يعتمد في أهم بنوده على التخفيض المتدرّج لنسبة التزايد الملحوظ للطلب على الطاقة، وتوضيح الرؤيا أمام المستثمرين فيما يتعلق بتجسيد معالم التنمية المستدامة. وفيما يتعلق بالتطور الحاصل ببلادنا في مجال استهلاك الكهرباء، فقد أشار مسؤول مصلحة الدراسات بمديرية التوزيع للبليدة حميدة محمد، إلى وجود عدّة فئات من المستهلكين يتمّ تزويدهم بالطاقة الكهربائية وفقا لاحتياجاتهم المعبّر عنها، إلا أّن نظام الفوترة لا يزال يميّز ما بين هذه الفئات بالنظر الى تباين مجال استهلاك الطاقة كما أنّ فئة المستهلكين البسطاء على مستوى البيوت أو المحلات التجارية لا يزالون يستفيدون من 4 مجالات للفوترة على حسب كمية استهلاكهم للكهرباء، بحيث يستفيد المستهلكون وفق المجالين الاول والثاني لكمية تقل عن 250 كيلواط ساعي في الثلاثي من عدّة مزايا من بينها كون الرسم على القيمة المضافة يقدّر ب 9 بالمائة هذه السنة و7 بالمائة طيلة السنوات الفارطة، في حين يطبّق على المستهلكين الذين يتجاوزون حدود 250 كيلواط ساعي للثلاثي رسما على القيمة المضافة يبلغ 19 بالمائة هذه السنة بعدما كان محددا في حدود 17 بالمائة خلال السنوات الفارطة، بحيث يتّضح من خلال هذه التفاصيل التي تعتمدها المصلحة التجارية لمديريات التوزيع بأنّ النظام المنتج والمسيّر للطاقة ببلادنا يحثّ على ترشيد استهلاك هذه المادة بطريقة غير مباشرة، ومن ثمّ فقد دعت المسؤولة المالية بالمركز الجهوي للكهرباء والغاز بالبليدة الأنسة ايمان تومي، إلى ضرورة العمل الجدي من أجل تخفيض قيمة فاتورة الكهرباء من خلال اختيار المواقيت المناسبة لاستخدام الأجهزة التي تتطلب استهلاك طاقة أكبر وتجنّب المواقيت التي تحدد عادة ما بين الخامسة مساء والعاشرة ليلا خلال فترة الشتاء والسادسة مساء ومنتصف الليل خلال الفترة الصيفية. من جهتها قدّمت رئيسة فريق البحث في الطاقة الشمسية بالمركز الوطني للبحث في الطاقات المتجددة السيّدة عمروش بادية 50 نصيحة تتعلق باقتصاد الطاقة في الحباة اليومية للمواطن سواء تعلق الأمر باستعمال الكهرباء للانارة أو الوقود لتشغيل محركات السيارات أو الغاز للطهي أو التسخين، الأمر الذي يمكّن حسبها من تخفيض فاتورة الطاقة لاسيما في شقها المتعلق بالكهرباء. وعلى المنوال ذاته أكّد رئيس جمعية الدفاع عن المستهلكين لولاية تيزي وزو أموقران بن ناجي على وجود عدّة أجهزة كهرومنزلية تسوق حاليا بطريقة مغشوشة وتستهلك كميات أكبر من الطاقة، كما أنّها تشكّل خطرا على مستعمليها مطالبا الجهات المعنية بتطبيق صرامة أكبر في مسألة التعامل مع هذه المنتجات. كما كشف المهندس بمؤسسة إيتركيب بلهادي ياسين عن اعتماد مدينة بوفاريك بولاية البليدة نموذجية في مجال اقتصاد الطاقة في الانارة العمومية، بحيث تمّ استبدال المصابيح التقليدية بمصابيح أخرى من نوعية «لاد» ممّا سمح باقتصاد ما معدله 65 بالمائة من الطاقة على مدار السنة، مع بروز عدّة عوامل ايجابية أخرى كطول فترة العيش التي انتقلت من 4 سنوات إلى 20 سنة وامكانية التحكم عن بعد، والتحكم الأمثل في درجة الانارة من خلال تخفيضها خلال النصف الثاني من الليل حين تقلّ الحركة بالطرقات، الأمر الذي سمح باقتصاد 263400 دج لمدة 20 سنة للمصباح الواحد، مع الاشارة الى أنّ ذات المصباح يكلف ما يقارب 22 ألف دينار سنوبا في الحالة التقليدية وأقل من 8 آلاف دج وفقا للحل المقترح من طرف مؤسسة ايتركيب، ومن ثمّ فقد دعا المحاضر الى تعميم هذه التجربة على بلديات أخرى عبر تراب ولاية البليدة أو غيرها من الولايات. تجدر الاشارة إلى أنّ الأيام التقنية حول تخفيض فاتورة الطاقة التي تواصلت على مدار يومين بالمدرسة التقنية لمجمّع سونلغاز بالبليدة، قدّمت بها 20 محاضرة متخصصة في مجالات الطاقة بمختلف فروعها، وتصبّ في مجملها في مسألة ترشيد استهلاك الطاقة لخفض التكاليف المالية على المستهلك والمنتج على حد سواء مع التفكير مليا في تخزين قدر كبير من الطاقة للأجيال القادمة.
