❊ حميدوش: المعرض منصّة لإعادة التوجه نحو العمق الإفريقي ❊ بوحرب: رفع حجم المبادلات التجارية.. وولوج أسواق جديدة أكد مختصون في الاقتصاد، أن معرض التجارة الإفريقية البينية الذي ستحتضنه الجزائر في سبتمبر المقبل، سيعزّز السيادة الاقتصادية للجزائر من خلال دعم قدراتها الاقتصادية، وتنويع مصادر دخلها خارج المحروقات بفضل نسج شراكات جديدة تمكنها من أن تصبح منصّة لتفعيل منطقة التبادل التجاري الحر. أكد الخبير الاقتصادي أمحمد حميدوش، في تصريح ل«المساء" أن معرض التجارة البينية الإفريقية الذي ستحتضنه الجزائر من 4 إلى 10 سبتمبر المقبل، منصّة استراتيجية للجزائر لإعادة توجيه سياساتها الاقتصادية نحو القارة السمراء، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية العالمية مثل تراجع انفتاح الأسواق الأوروبية والآسيوية، وصعود قوى جديدة تتنافس على النفوذ في إفريقيا، مشيرا إلى أن المعرض سيعزز تموقع الجزائر كلاعب محوري في التبادلات الإفريقية، ويدفع نحو تقليص الاعتماد على الصادرات الأحادية من المحروقات. وأضاف حميدوش، أنه في ظرف يتسم بتقلبات أسعار الطاقة والأزمات الدولية، يمكن لهذا الحدث أن يشكل رافعة لتحويل الاقتصاد الوطني نحو نموذج أكثر تنوعا، خاصة إذا تم استثمار فرص الشراكة في مجالات الزراعة، الصناعة والصناعات التحويلية. وذكر حميدوش، بأن الجزائر ستستفيد من المعرض لتعزيز اندماجها الاقتصادي في منطقة التجارة الحرّة الإفريقية، التي تمثل سوقا بأكثر من 1.4 مليار مستهلك عبر المشاركة الناشطة في هذه التظاهرة، حيث يمكن للشركات الجزائرية أن تروج لمنتجاتها الصناعية والغذائية والدوائية، وتنسج علاقات مباشرة مع شركاء من مختلف دول القارة. من جهته أوضح البروفيسور في الاقتصاد حكيم بوحرب، أن معرض التجارة البينية الإفريقية تظاهرة هامة لتعزيز السيادة الاقتصادية للجزائر بعد سلسلة من الاصلاحات والتدابير المتخذة في مجال تنويع وتطوير الاقتصاد، حيث يسمح بنسج علاقات شراكة وتعاون جديدة لولوج أسواق القارة وجلب استثمارات تمكن الجزائر من دعم قدراتها الاقتصادية مما سيعزز من دورها في اتخاذ القرارات الاقتصادية التي تهم القارة. وأضاف بوحرب، أن المعرض يندرج ضمن متطلبات تمكين الجزائر من دعم تواجدها الاقتصادي والتجاري في القارة، ويجسد رؤيتها للتموقع الاقتصادي والجيواستراتيجي في إفريقيا في خضم التحوّلات الاقليمية والعالمية ذات الأبعاد الاقتصادية والجيوسياسية في خضم سعيها لتحقيق التنويع الاقتصادي وترقية الصادرات خارج المحروقات. وأشار بوحرب، إلى أن هذه الطبعة لها أهمية خاصة كونها تدعم مشهد مراجعة الجزائر لعلاقتها الدولية ولعرض مقوماتها الاقتصادية والصناعية في مختلف المجالات من صناعات وفلاحة وخدمات، مؤكدا أن المعرض سيفتح جسورا تجارية وأسواقا مباشرة مع عشرات الدول الإفريقية، كما سيفسح المجال أمام مختلف مجالات التعاون الاقتصادي مع هذه الدول التي تعد أسواقا واعدة لمختلف المنتوجات الجزائرية. وقال بوحرب، إن تنظيم هذا المعرض يرسل إشارات واضحة لوجود إرادة في أن تصبح الجزائر منصّة استراتيجية لتفعيل منطقة التجارة الحرّة الإفريقية، وربطها مع عمقها الإفريقي بأبعاد تنموية وأهداف استراتيجية، مذكّرا بأن الجزائر ترغب في لعب دور جديد يتجاوز دورها الكلاسيكي من خلال موقعها الجغرافي. ويرى محدثنا، أن تنظيم تظاهرة بهذا الحجم يعد أداة ناعمة للدبلوماسية الاقتصادية، حيث سيدعم قدرة الجزائر على بسط خارطة نفوذ اقتصادية وسيفتح أفاقا تسويقية وأسواقا جديدة للمتعاملين الاقتصاديين.