رغم الهوى نتورعُ

رد إلى استاذي ومعلمي وصديقي جمال عادل بوبرطخ
نَبئَتْكَ عَينُك أمْ أرَاكَ تَقَنّعُ
ولقد حسبتك صًاحِبًا لا يُخدَعُ
قَدْ ضَلّ من أنبَاك عَنّي سَفَاهةً
فِيكَ العزاءُ وطَرفُ عيْنيِ يدمَعُ
أنا لستُ أسلُكُ في التقَلّبِ مَذَهبًا
كلاّ ولستُ مُراوغاً يتصنعُ
أنا لستُ أنكر أنني متودِّدُ
رَجُلٌ حنونٌ يُسْتمَالُ فَيخْشَعُ
ويُذِيبني بالقَهر عِطرُ مَليحةٍ
وكذا الرّياض وعِطرهنَّ يُضوَّعُ
وتَهُزني هزّ الجنون صبيةٌ
قدْ جَمَّعت في الصَّدر ما لا يُجمعُ
ولقَد أموتُ إذا تلوى غُصْنُها
كغزالةٍ مَذعورة تتمنّعُ
هي فطرة الرحمن في قلب الذي
لا يُنكر الحقّ الصُرَاحَ ويَرجِعُ
أوَما سَمعتَ بخير من وطِئ الحصَى
في حُب أم المؤمنين يَصَدّعُ
قل للذي أنباك دون تورعٍ
أنّا وإن رغم الهوى نتورُّع
فإذا دعاك الصحب يوم كريهةٍ
لا نشتكِ قِصر الخُطى أو نجزعُ
والسابِقون لبطن كل كريهةِ
وكذا الأواخِرُ والغنائم تُجمعُ
هذا وإن الله يشهدُ وحدهُ
فيك المحبة بل مقامك أرفعُ
الجمعة 03 فبراير 2016