قالت حميدة آيت الحاج أنها اختارت إدخال تغييرات على مسرحية الطاهر وطار “الشهداء يعودون هذا الأسبوع”، حيث قامت بحذف الشخصية الرئيسة في النص “عابد” والاحتفاظ بثلاث شخصيات فقط وإضافة 5 شخصيات نسائية، لأنها أرادت إضفاء لمسة آنية على النص الذي كتبه الطاهر وطار سنة 1967. وقالت المتحدثة أنها اختارت تقديم وطار كما فهمته هي، لأن لكل مخرج نظرته الخاصة لفهم النص، وهي اختارت إضافة فترة الإرهاب والمرور على عدد من المراحل التاريخية التي عرفتها الجزائر، لأن كل من ضحي بنفسه من اجل الوطن فهو شهيد، كما اختارت المخرجة أيضا التركيز على دور النساء وهو البعد الذي أغفله وطار في نصه الذي أعاد كتابته طارق عشبة. وأضافت آيت الحاج خلال ندوة صحفية عقدتها، الإثنين، بالمسرح الوطني الجزائري أن وطار يتمتع بالعبقرية التي جعلته يقدم واحدا من النصوص الجملية، خاصة وأنه جاء في زمن الراحل بومدين، حيث كان من الصعب جدا التفكير بصوت مرتفع، وأردفت حميدة آيت الحاج أن الموقف الذي اتخذه بعض المثقفين من تصريحات وطار إزاء موت الطاهر جاووت يعتبر خطأ كبيرا، لأن ثمة فرقا بين ما يقوله الإنسان في لحظة غضب وبين ما يكتبه، ووطار الحقيقي هو في ما تركه من نصوص تعبر عن مثقف من طراز كبير. وعادت آيت الحاج خلال الندوة الصحفية إلى الصعوبات التي واجهتها أثناء العمل على المسرحية، حيث عانت من التنقل بين أماكن عدة نتيجة الأشغال التي كانت جارية بالمسرح الوطني. ودعت آيت الحاج على هامش ندوتها الصحفية إلى ضرورة تدخل الدولة بدعم المسرح إنتاجا وتوزيعا، وانتقدت المتحدثة الطريقة التي يتم بها التعامل مع المسرح وقطاع الثقافة عموما والذي يبقى الضحية الوحيد من سياسة التقشف التي لا تمس حسبها باقي القطاعات. للإشارة، تقدم مسرحية “الشهداء يعودون هذا الأسبوع” في عرضها العام الأول بالعاصمة، هذا الأربعاء، حيث تعيد حميدة آيت الحاج قولبة نص الراحل الطاهر وطار اعتمادا على طاقم فني يتكون من كل من سليمان حابس في الكوليغرافيا ومحمد زامي في الموسيقى ومجموعة من الممثلين على غرار عازب يسرى، طارق عشبة، حكيم قمرود، كعوان بلقاسم، رضوان مرابط، بيلة إبراهيم، إكروان عبد ، وكل من عبو الهادي، تيطاوني مصطفى بن احمد، تيفاس انتصال، حاني ليديه، بلزرق أحسن، زايدي ليليى في الرقصات.