خمسة وعشرون يوما تمر على اختفاء الصيادين ال5 بعرض بحر ولاية تيبازة، ولا حديث بموانئ المنطقة إلا عن هؤلاء الشبان الذين خرجوا كالعادة في مهمة صيد ليلة الخميس إلى الجمعة نهاية أكتوبر المنصرم ولم يعودوا منها إلى غاية الساعة، تاركين وراءهم استفسارات وعلامات استفهام حيرت عائلاتهم وحتى أصحاب المهنة، الذين يؤكدون أن غموضا يحوم حول القضية لما فيها من شبهات عديدة، أولها أنه وفي حال غرق السفينة يفترض أن تطفو أشياء كثيرة خاصة خشب السفينة أو أحذيتهم.. لا تزال عائلات الصيادين المفقودين بعرض بحر تيبازة، تتحسس لأي أخبار جديدة على أمل عودتهم أحياء، ولم تفقد أمهاتهم الأمل لا سيما وأنه وإلى غاية الساعة لم تظهر أي إشارات أو آثار خاصة بهم تؤكد غرقهم، خاصة وأن المعلوم عند العامة -حسب المثل الشعبي "البحر لا يأكل الجيفة" ليلفظ كل من لقي حتفه نحو الشاطئ، وتؤكد "فتيحة" إحدى قريبات الصيادين أن عائلة ابن عمتها المفقود تعيش على أمل عودة ابنها حيا، مؤكدة أن أصحاب المهنة بالمنطقة من زملاء وأصدقاء أولئك في بحث دائم عنهم، ولا زالوا مصدومين بعدما طلّق أغلبهم البحر منذ الحادثة، في حين تبقى علامات الاستفهام تحوم حول الموضوع الذي حير الصغير قبل الكبير، كما تؤكد المتحدثة أن فرضيات عديدة تدور في رؤوسهم منها فرضية "الحرڤة" إلى ما وراء البحار بعد استنجادهم بأكبر البواخر التي لم تكن بعيدة عن طريقهم. من جهته، أكد حسين بلوط رئيس لجنة الصيد البحري في حديث ل"الشروق" أن القضية تكتسي العديد من الغموض نظرا للشبهات التي تحوم بها، مؤكدا أن فرضية الغرق تتقبل لو تم العثور على آثار السفينة كخشبها وملابسهم، مستدلا بحالات غرق الطائرات في عمق كبير والتي سرعان ما تطفو بعد فترة بقاياها وهو ما لم يظهر في هذه الحالة، أما الفرضية الأخرى -حسبه قد تذهب في اتجاه "الحرڤة"، لا سيما وأن فترة اختفائهم كانت تتسم بأجواء مستقرة تتمكن سفينتهم من إيصالهم إلى ما وراء البحار على فترات من الإبحار، في حين تبقى الفرضية الثالثة ضئيلة وهي تيهانهم في عرض البحر، وطالب المتحدث من الجهات المختصة والسلطات المعنية بضرورة الاتصال مع حراس السواحل بدول بحر الأبيض المتوسط والاستنجاد بهم للبحث عنهم في السواحل الممتدة لكل من فرنسا، إسبانبا، المغرب، وتونس.