الشاب البسكري الذي أدخل رونا الى الاسلام بخطى متثاقلة دخلت الشابة رونا رحاب مسجد أبي ذر الغفاري مرتدية حجابا أخضر فاتح اللون وخمارا أبيض وخطت ببطءٍ نحو الباب أين كان الإمام آفرن بلقاسم واقفا وبيده ميكروفونا وراح يكسر الهدوء الذي خيّم على الجميع بالبسملة ثم الشهادتين ومثله فعلت رونا التي أطلق عليها إسم أسماء تبرّكا باسم أسماء ذات النطاقين إبنة أبي بكر الصديق. * وفي اليوم الموالي، عادت إلى فرنسا بزيّها الإسلامي رفقة عمة الشاب محمد سامي معنان الذي تربطه علاقة حب مع رونا وقرر الزواج بها. وأقنعها باعتناق الإسلام كشرط أساسي للاقتران شرعا. ولم تتأخر رونا عن قبول الشرط لتودع الإلحاد، فهي كما قال الشاب محمد سامي ملحدة. أما عن علاقته بها فتعود إلى 8 سنوات خلت بمدينة سانت ايتيان الفرنسية أين ولد وترعرع محدثنا الذي يعمل كحرفي في الترصيص الصحي، حيث يقول: »تعرفت على رونا أثناء لقاء جمعني وصديقي الذي هو إبن عمها وشيئا فشيئا تطورت العلاقة وصرنا نحب بعضنا البعض«. * وكانت خلال السنوات الخمس الأولى دائمة الاتصال بعائلتي المتكونة من الأب والأم والإخوة السبعة، تستفهم عن عاداتنا وتقاليدنا في المناسبات الدينية، وقد حاولت ذات رمضان أن تصوم غير أنها عجزت عن ذلك. * سألت محمد سامي عن اختيار مسقط رأس والديه ببسكرة لإعلان خطيبته إسلامها، فأرجع خلفية ذلك إلى دفعها نحو مشاهدتها بأم عينها كيف يعيش المسلمون في بلاد الإسلام حياتهم اليومية خلال رمضان، فضلا عن تعريفها ببسكرة وبأهله، وواصل حديثه معنا مشيدا بأخلاق رونا الملحدة التي كانت أقرب إلى الأخلاق التي جاء بها ديننا، ففي شهر رمضان كما قال كانت تحترمه ولا تأكل أمامه وكانت تحضر له وجبات الإفطار والسحور. * أما عن إقناعه إيّاها باعتناق الدين الإسلامي فأكد أنه لم يجد صعوبة في ذلك، حيث قال: »أنا محظوظ جدا لأنني تعرفت على فتاة مثلها، لقد تمت الأمور بسهولة رغم كونها ملحدة إلا أنها متخلقة وتحترم من يخالفها الاعتقاد«. إلى ذلك أوضح لنا الشاب معنان محمد أن خطيبته أسماء أو رونا، لم تصم اليوم الموالي لإعلانها الإسلام لأنها مقبلة على السفر وغير قادرة على تحمل حرارة بسكرة حسب تبريره، مؤكدا أنه سيحضّها على صوم اليوم الأخير من رمضان الجاري. * للإشارة، فإن محمد سامي معنان يبلغ من العمر 26 سنة ينحدر والداه من قرية دروع بولاية بسكرة.