عمدت بعض البلديات عبر الوطن لتبني سياسات جديدة للتخلص من النفايات بطرق عصرية تحافظ على جمالية الحي ونظافتها من خلال وضع مكبات تصنيف مخصصة لمواد مختلفة كالكارتون والأوراق، مواد بلاستيكية، مواد رطبة ونفايات منزلية، حتى يسهل لعمال النظافة حملها ونقلها مباشرة للمراكز المختصة لإعادة رسكلتها، إلا أن غالبية المواطنين لم يتقيدوا بالتصنيفات واستمروا في التخلص من نفاياتهم بشكل عشوائي. وللتقصي أكثر عن هذه المشاهد التي باتت تكرر كل مرة في مختلف الأحياء، ألقينا نظرة داخل أحد المكبات المخصصة لجمع "الخبز اليابس" لتكون صدمتنا كبيرة، فوسط الخبز ألقى بعض المواطنين نفاياتهم المنزلية والقارورات البلاستيكية مع أن مكبها مجاور له. سألنا إحدى العجائز المسنات والتي كانت بصدد التخلص من قمامتها عن أسباب عدم احترامها للتصنيف ووضعها الكيس في الصندوق المخصص لرمي المواد الرطبة، فردت أنها مسنة وترى في وضع كل غرض من قارورة أو علبة في كيس خاص فيه إجهاد وإرهاق لها مشيرة أنها تفضل رميها جميعا. فيما رحب عديد الشباب بالفكرة وأيدوها حرصا منهم على مساعدة عمال النظافة والحفاظ على نظافة أحيائهم. اقتربنا من "محمد" عامل نظافة في مؤسسة "نات كوم"، واستفسرناه حول أسباب عدم احترام المواطنين للتصنيف، ليرد علينا بأن المواطنين متعودون على هذا الأسلوب في التخلص من نفاياتهم والأمر يتطلب وقتا لكن من غير المعقول أن يرموا قمامتهم مع "الخبز"، هذا أمر غير مقبول وليس منطقيا. من جهته، ثمّن نائب رئيس جمعية حماية المستهلك سمير لقصوري، عملية تصنيف النفايات واعتبرها عملا حضاريا، فهي ليست وليدة اليوم بل سبق التحدث عنها منذ 5 سنوات ولكن عدم تأقلم الرؤساء المحليين وعدم اهتمامهم عطل العمل بها، وأضاف المتحدث أن المشكل يكمن في إقدام بعض البلديات على تبنيها دون إعلام أو تحسيس المواطنين بطرق استخدامها وأهميتها، مواصلا أن عمال النظافة أنفسهم ليسوا مكوّنين في مثل هذه التصنيفات فيقومون بخلط الأكياس بعد تجميعها ولذا يجدر على البلديات تنظيم دورة تكوينية لعمال النظافة وتحسيس المواطنين فلا تكفي حملات التوعية في الساحات العمومية بل يجب أن ترافقها حملات أخرى على مستوى الأحياء.