استبشر العاصميون، الأسبوع الماضي، قبل زيارة الوزير الأول عبد المجيد تبون إلى عاصمة البلاد خيرا، بسبب الحملة التي أطلقها رؤساء البلديات ال57 وكذا أعوان النظافة، حيث قاموا بتنظيف كافة الأحياء، بالإضافة إلى إزالة المزابل العشوائية المنتشرة، فضلا عن توفير حاويات جديدة، ولكن بعد أسبوع من الزيارة، عادت الأوضاع إلى ما كانت عليه من قبل. "الشروق'' تجولت عبر بعض بلديات العاصمة، على غرار جسر قسنطينة والقبة وحسين داي وبراقي، حيث إن الانتشار الفادح للنفايات على مستوى المحيط البيئي لبعض الأحياء، أثار استياء وانزعاج المواطنين نتيجة الوضعية البيئية السيئة التي آلت إليها أحياؤهم، خصوصا بعدما أصبحت النفايات تشكل ديكورا مقززا. وحسب سكان بلدية جسر قسنطينة، الذين التقتهم "الشروق"، الجمعة، فإنه قبل زيارة الوزير الأول عبد المجيد تبون إلى العاصمة السبت الماضي، عملت المصالح على تهيئة الأحياء على أكمل وجه وقامت بتوفير حاويات جديدة وكذا توفير عمال النظافة لحمل النفايات بمعدل 4 أيام في اليوم، ولكن بعد الزيارة "عادت حليمة إلى عادتها القديمة''، حسب السكان، وازدادت الأوضاع تأزما.. أما ببلدية حسن داي، فأكد السكان أنه ليلة السبت الماضي قامت نفس السلطات بتنظيف الشوارع وحتى غسل الأرصفة بالماء مع توفير حاويات جديدة أمام الأسواق وفي الأحياء التي تفتقر إلى ذلك. وفي سياق متصل، عبر سكان لابروفال بالقبة عن امتعاضهم من سياسة السلطات، خصوصا بعدما أضحت النفايات ديكورا يلازم حياتهم الخاصة. وقال أحد المواطنين إنهم باتوا منزعجين من التصرف العشوائي للسلطات المحلية وكذا لبعض المواطنين الذين يقومون برمي القمامات على مستوى التجمعات السكنية وغير بعيد عن الطريق الرئيسي، حيث تسبب ذلك في انبعاث الروائح وكذا الحشرات الضارة، فضلا عن التلوث البيئي الذي بات يطبع المكان وتجمع الحيوانات الضالة على غرار الكلاب والقطط وحتى الأحياء الجديدة ببراقي وكذا حي الشعيبة لم تسلم من انتشار النفايات. وبالرغم من التسهيلات التي استفادت منها العديد من البلديات لتحقيق محيط نظيف منها اقتناء التجهيزات الخاصة بالنظافة عن طريق التراضي عوضا عن الاعتماد على مختلف الإجراءات الخاصة والمعقدة الخاصة بالصفقات التي باستطاعتها أن تعطل المشاريع، حيث خصصت الولاية لهذه العملية مبلغ أكثر من 600 مليار سنتيم، ولكن رؤساء البلديات لا يزالون يعتمدون على الوسائل القديمة، فضلا عن التصرف العشوائي في حمل النفايات، الأمر الذي أدى إلى تلوث محيط الأحياء ويهدد سلامة المواطنين، زيادة على تشويه الصورة الجمالية لمحيط الحي جراء رمى أكياس النفايات بطريقة عشوائية. وطالب المواطنون في حديث جمعهم ب''الشروق'' بتدخل والي العاصمة عبد القادر زوخ عاجلا، لانتشال أحيائهم من التلوث البيئي، مردفين في ذات السياق أن الوالي بإمكانه إعطاء تعليمة للأميار للعمل في نفس النهج الذي اتخذوه قبل زيارة الوزير الأول.