نظّم المتحف الوطني للمجاهد أمس، الأول بمقره بالعاصمة، بالتعاون مع الأمانة الولائية للمجاهدين بولاية الجزائر، ندوة تاريخية إحياء للذكرى ال 63 لاستشهاد البطل الرمز ديدوش، شارك فيها كل من الدكاترة عامر رخيلة، كريم مناصر، الأمين الولائي للمجاهدين لولاية الجزائر مني مولود ومحمد ديدوش ابن أخي الشهيد والمجاهد شريف بوعلام. وخلال الندوة تطرق المحاضرون إلى قصة استشهاد ديدوش مراد فروي أنه كان رفقة 17 مجاهدا يحاولون الانتقال من بني ولبان إلى دوار الصوادق بمنطقة السمندو، حيث توقفوا بوادي بوكركر على إثر وشاية أحد العملاء، فحاصرتهم القوات الاستعمارية بقيادة العقيد "دوكورنو"، واصطدم الطرفان في معركة غير متكافئة دامت من الساعة الثامنة صباحا يوم 18 جانفي 1955 إلى غاية الخامسة والربع، وانتهت باستشهاد البطل ديدوش مراد رفقة ستة مجاهدين. وقال المحاضرون إنّ العقيد ديدوش مراد، كان أول قائد ناحية يسقط في ميدان الشرف والثورة في بدايتها وهو ما تؤكده كتب التاريخ. وفي الندوة التي شهدت عرض شريط وثائقي حول مسار الشهيد من انجاز مصلحة إنتاج البرامج والنشاط السمعي البصري بالمتحف الوطني للمجاهد تطرق المشاركون إلى المسار النضالي والجهادي للشهيد البطل الرمز، خاصة ما تعلق بانخراطه في الحركة الكشفية، حيث أسس فوج الأمل بقيادة الشهيد ذبيح الشريف، عرف عن ديدوش مراد حبه للرياضة وممارستها منذ سن الثامنة، حيث كون فريق سريع مسلمي الجزائر المعروف ب"راما". وبخصوص نشاطه السياسي انخرط الشهيد ديدوش في صفوف حزب الشعب سنة 1943 ، كما كان واحدا من المؤطرين لأحداث 8 ماي 1945 بالجزائر العاصمة وواحدا من الذين لعبوا دورا بارزا في إنشاء المنظمة الخاصة ومن قادتها البارزين، وعند اكتشافها من طرف العدو، أصبحت السلطات الإستعمارية تبحث عنه وحكم عليه غيابيا ب10 سنوات سجنا. وخلال صيف 1954 شارك في اجتماع ال 22 التاريخي، وأصبح بعدها عضوا في لجنة الستة، حيث كلف بمهمة الاتصال والتنسيق مع منطقة القبائل كما كان الشهيد من محرري بيان أول نوفمبر، وعند اندلاع الثورة اسندت إليه القيادة في الشمال القسنطيني. وكرم في الندوة بعض المجاهدين المتوفين والشهداء من الولاية الرابعة التاريخية، وسط حضور جمهور معتبر مثله مجاهدون، أكاديميون، إعلاميون وطلبة وشخصيات ثورية. كما تم توزيع نداء متعلق بالمساهمة في إثراء الذاكرة الوطنية.