* 12 مليارا لتلويث أذواق الجزائريين وإزعاجهم داخل بيوتهم لجأت شركة "مغرب فيلم" وهي الجهة المنتجة لبرنامج ألحان وشباب للاستثمار في أستديو ضخم لتغطية عجز أصوات تلاميذ المدرسة، في ظل الانتقادات اللاذعة التي واجهها المنتج منذ الوهلة الأولى لبداية بث حصص الكاستينغ التي تمت في مختلف الولايات لغرض اختيار المترشحين العشرة .
* غير أن "سياسة الأستديو" الضخم والأضواء الجميلة والملونة لم تقاوم طويلا أمام ضعف المترشحين، صوتا وحضورا وبانت عيوب هذه الطبعة منذ البرايم الأول، لأنه لا يمكن تغطية الشمس بالغربال كما يقال، كما أن هذه المواهب لم تفلح في أداء أغاني عمالقة الغناء الجزائري، رغم محاولتهم بشهادة السيدة ليلي، التي وجهت انتقادات لاذعة للثنائي محمد وسهيلة، اللذين أديا أغنية "ألو ألو" لعميد الأغنية الشعبية المرحوم الهاشمي قروابي، مؤكدة على افتقار المترشحين إلى الصوت القوي، وكذا الحضور الفني إلى جانب نقص الإحساس بالكلمات، التي ينبغي أن يرافقها شعور بالألم ولوعة البعد عن الوطن والتي يشترط حضورها في صورة المغني. * وباختصار وحسب -السيدة ليلى- فإن الأغنية الوطنية تتطلب أداء خاصا، ولا يختلف حال هذا الثنائي عن بقية الأصوات التي أزعجت مشاهدي البرنامج طيلة أكثر من ساعة ونصف عمر البرنامج باستثناء محمد الذي أفلح في أداء أغنية "مطول ذ الليل" لعملاق الأغنية الوهرانية الراحل أحمد وهبي، حيث تلاءم أداءه مع فرقة الجوق بقيادة الموسيقار فريد عوامر، وأن دل ضعف الأصوات على شيء فإنما هو يؤكد إلى حد بعيد صدق ما قيل بخصوص دخول عوامل المحسوبية في اختيار طلبة المدرسة، وأن المترشحين الذين تم اختيارهم لم يكن بناء على كفاءتهم، خاصة أن العديد منهم نجحوا في دخول قائمة تلاميذ المدرسة بعد تنقلهم إلى ولايات أخرى لإعادة "الكاستينغ". * وشكل دخول نجم البرايم الأول من برنامج "ألحان وأطفال"، التي كلفت خزينة مؤسسة التلفزيون الوطني 12 مليار سنتيم لا لشيء إلا لإزعاج المشاهدين داخل بيوتهم، حيث تحول "البلاطو" الذي صمم داخل القاعة البيضاويةإلى مكان "للشطيح والرديح" بعد أن أخذ الحضور وغالبيتهم من شباب مراهقين في إثارة الفوضى والرقص والصراخ بالإضافة إلى غياب التكافؤ في أداء المطرب تاكفاريناس مع الثنائي الذي اختير للغناء معه، وباختصار فإن "البرايم الأول" بات المؤشر الدال على الفشل المسبق للبرنامج. *