شهد قطاع النقل, اليوم الاثنين, دخول شركة الخطوط الجوية الداخلية حيز الخدمة, في خطوة ترمي بالدرجة الأولى إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة للمسافرين وبرمجة أكثر نجاعة للرحلات عبر ربوع الوطن. وفي هذا الإطار, أكد وزير النقل, سعيد سعيود, خلال إشرافه على مراسم إطلاق أول رحلة تجارية لهذه الشركة الجديدة, عبر الخط الرابط بين الجزائر العاصمة وتمنراست, أن هذه الانطلاقة تمثل "لبنة أساسية في مسار عصرنة القطاع, وفق رؤية شاملة تجعل من النقل الجوي الداخلي رافدا محوريا لخدمة المواطن وتعزيز التنمية الوطنية المتوازنة". من جهته, أوضح الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية (الشركة الأم), حمزة بن حمودة, أن الشركة الجديدة جاءت ضمن مخطط شامل يسمح بإعادة تنظيم برنامج الرحلات الجوية عبر مختلف المطارات الوطنية, مع الارتقاء بنوعية خدمات النقل الجوي على مستوى الخطوط الداخلية. وفضلا عن ذلك, فإن هذه الشركة التي جاءت كثمرة لاستحواذ الجوية الجزائرية على شركة طيران الطاسيلي (فرع سوناطراك سابقا), ستساهم في خدمة الاقتصاد الوطني ودعم التجارة والسياحة الداخليتين. ويندرج استحداث الشركة "في إطار إعادة هيكلة الجوية الجزائرية كمجمع وطني للنقل الجوي, من خلال إنشاء فروع متخصصة في النقل الداخلي والدولي, التموين والخدمات الأرضية, وكذا الصيانة, وذلك بهدف رفع مستوى الأداء", حسب السيد بن حمودة. وبعد ان أشار إلى أن عدد الرحلات الجوية بالولايات الجنوبية شهد ارتفاعا ملحوظا بين سنتي 2023 و2024, حيث تجاوز في مطار تمنراست 4000 رحلة, لفت الرئيس المدير العام إلى أن دخول شركة الخطوط الجوية الداخلية حيز الخدمة سيسمح بمضاعفة هذا العدد وإعادة ضبط النقل الجوي بين المناطق, لا سيما في جنوب البلاد. من جانبه, أكد كريم بحار, مستشار المدير العام للخطوط الجوية الداخلية, المكلف بالاتصال, أن مؤسسته تسعى عبر طائراتها ال15 إلى تقديم خدمات تتماشى مع متطلبات المسافرين, مشيرا إلى أن التذاكر ستكون متوفرة بأسعار معقولة, كما يمكن الحصول عليها بسهولة عبر الانترنت, مما يسهل إجراءات الحجز ويضمن مرونة أكبر في اختيار المواعيد والوجهات. وستعلن الشركة قريبا -يضيف السيد بحار- عن برنامج نقل يسمح بربط مجمل ولايات البلاد, خاصة الجنوبية منها, بشكل أكثر فعالية. وعرفت الرحلة التجارية الأولى للشركة, تنقل حوالي 210 راكبا, وصلوا إلى مطار أقنار حاج باي أخاموك خلال ساعتين و20 دقيقة, وسط تطلعات إلى خدمات نوعية تلبي احتياجاتهم. وحسب المسافرين الذين تحدثت إليهم /وأج, فإن التغير لم يكن مقتصرا على الهوية البصرية للطائرات, بل تعداه ليشمل مختلف مؤشرات جودة الخدمة, مما بعث بجو من التفاؤل والارتياح خلال الرحلة. وفي هذا الصدد, عبر سليمان الذي يستقل الطائرة عائدا مع عائلته من عطلة في العاصمة, عن إعجابه من حسن الاستقبال والنظافة, مبديا أمله في أن تقوم الشركة الجديدة بقفزة نوعية فيما يتعلق بالانضباط في مواعيد الإقلاع. وأضاف أن من يتنقل كثيرا -مثله- إلى العاصمة, يجد صعوبة في إيجاد رحلات جوية في المواعيد المطلوبة, مؤكدا أن وجود شركة متخصصة في النقل الجوي الداخلي قد يحد من هذا المشكل مستقبلا. أما الطالبة وصال, والتي تتنقل بمفردها عائدة من العاصمة, فأكدت أنها لمست تحسنا في مستوى الخدمة حيث اشادت بالمعاملة التي تلقتها خلال تجربتها الجديدة من جميع العمال على الخط, مشيرة أيضا إلى ان تخصيص طائرات من الحجم الكبير -على غرار رحلة اليوم- من شأنه توفير راحة أكبر. من جانبها, أشارت لميس التي تعود من زيارة عائلية بالجزائر العاصمة, إلى وجود فرق ملحوظ في الخدمات مقارنة بما كان عليه الأمر في السابق, داعية إلى المواصلة على هذا المنوال بشكل دائم. ويكمن الفرق في توفر شروط الراحة, ونوعية الوجبات المقدمة, إضافة إلى حجم الطائرة الذي يمنح راحة أكبر ويمنح فرصة لأكبر قدر من الركاب للسفر عبر هذا الخط. وبين طموحات السلطات العمومية في تطوير شبكة النقل الجوي الداخلي, وآمال المواطنين في خدمات نوعية وأسعار في المتناول, تشكل الخطوط الجوية الداخلية محطة جديدة في مسار عصرنة القطاع, مع وعود بمواصلة الجهود لمضاعفة عدد الرحلات بما يستجيب لتطلعات المسافرين.