المغرب: هيئات نقابية تدعو إلى الانخراط في المسيرة الوطنية التي يخوضها المتصرفون بالرباط    حركة البناء الوطني تنظم ندوة لشرح خطتها الإعلامية الرقمية تحسبا للانتخابات الرئاسية    توالي ردود الفعل المستنكرة لعدم إقرار العضوية الكاملة لفلسطين بالأمم المتحدة    السيد بلمهدي يدعو إلى تعزيز التواصل مع خريجي الزوايا سيما من دول الجوار    قطاع المجاهدين "حريص على استكمال تحيين مختلف نصوصه القانونية والتنظيمية"    انخفاض عبور سفن الحاويات في البحر الأحمر بأكثر من 50 بالمئة خلال الثلاثي الأول من 2024    إيران: سماع دوي انفجارات في محافظة أصفهان    إندونيسيا: إعلان حالة التأهب تحسبا لمزيد من الثورات البركانية    الفائض التجاري للسلع والخدمات في الصين يتجاوز 60 مليار دولار    ليفربول يرفض انتقال المصري محمد صلاح للبطولة السعودية    إيطاليا تضمن 5 مقاعد في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل    بلعريبي: "عدل 3 سينطلق قريباً وسيساهم في رفع عدد السكنات"    بجاية: مولوجي تشرف على إطلاق شهر التراث    وزارة الثقافة تقدم ملف الزليج لإدراجه في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لدى اليونسكو بإسم الجزائر    تفاصيل بطاقة الشفاء الافتراضية    رخروخ: زيادة حظيرة المركبات تفرض استعمال تقنية الخرسانة الاسمنتية في إنجاز الطرق    عميد جامع الجزائر يستقبل المصمم الألماني لهذا الصرح الديني    بلعريبي يتفقد مشروع إنجاز المقر الجديد لوزارة السكن    الإذاعة الجزائرية تشارك في أشغال الدورة ال30 للجمعية العامة ل"الكوبيام" في نابولي    حوادث المرور: وفاة 62 شخصا وإصابة 323 آخرين في حوادث المرور خلال أسبوع    المهرجان الثقافي الوطني لأهليل: أكثر من 25 فرقة تشارك في الطبعة ال 16 بتيميمون    تصفيات مونديال أقل من 17 سنة/إناث: المنتخب الوطني ينهي تربصه التحضيري بفوز ثانٍ أمام كبريات الجزائر الوسطى    كرة اليد/بطولة إفريقيا للأندية: حفل إفتتاح بهيج، بألوان سطع بريقها بوهران    إستشهاد أربعة فلسطينيين جراء قصف صهيوني على غرب مدينة غزة    كرة اليد/كأس إفريقيا للأندية: إحتراف نادي الأبيار التحدي الجديد للإدارة    تجارة: زيتوني يترأس إجتماعا لتعزيز صادرات الأجهزة الكهرومنزلية    باتنة: إعطاء إشارة تصدير شحنة من الألياف الإصطناعية إنطلاقا من الولاية المنتدبة بريكة    عطاف يجري لقاءين ثنائيين مع نظيريه البرازيلي و الاردني بنيويورك    وزير الاتصال : منع دخول الصحفي فريد عليلات الى الجزائر لا يتعلق به كمواطن بل كمبعوث للوسيلة الاعلامية التي يشتغل فيها    "مشروع تحويل المياه من سدود الطارف سيحقق الأمن المائي لولايتي تبسة و سوق أهراس"    وزير الصحة يشرف على لقاء لتقييم المخطط الوطني للتكفل بمرضى انسداد عضلة القلب    مسار إستحداث الشركة الوطنية للطباعة جاري    كأس الجزائر: رباعي محترف يلهب الدور نصف النهائي    من خلال إتمام ما تبقى من مشاريع سكنية: إجراءات استباقية لطي ملف «عدل 2»    سطيف: ربط 660 مستثمرة فلاحية بالكهرباء    أرسلت مساعدات إلى ولايات الجنوب المتضررة من الفيضانات: جمعية البركة الجزائرية أدخلت 9 شاحنات محمّلة بالخيّم و التمور إلى غزة    أكاديميون وباحثون خلال ملتقى وطني بقسنطينة: الخطاب التعليمي لجمعية العلماء المسلمين كان تجديديا    سترة أحد المشتبه بهم أوصلت لباقي أفرادها: الإطاحة بشبكة سرقة الكوابل النحاسية بمعافة في باتنة    وزير الاتصال و مديرية الاعلام بالرئاسة يعزيان: الصحفي محمد مرزوقي في ذمة الله    مجمع سونلغاز: توقيع اتفاق مع جنرال إلكتريك    الجزائر ترافع لعضوية فلسطين بالأمم المتحدة    أطفال ونساء في مواجهة الجلاّدين الصهاينة    68 رحلة جوية داخلية هذا الصيف    عون يؤكد أهمية خلق شبكة للمناولة    الحكومة تدرس مشاريع قوانين وعروضا    تفكيك جماعة إجرامية تزور يقودها رجل سبعيني    هذا موعد عيد الأضحى    استحداث مخبر للاستعجالات البيولوجية وعلوم الفيروسات    توقعات بمستوى عال ومشاركة جزائرية مشرفة    ضرورة جاهزية المطارات لإنجاح موسم الحج 2024    شيء من الخيال في عالم واقعي خلاب    مكيديش يبرر التعثر أمام بارادو ويتحدث عن الإرهاق    معارض، محاضرات وورشات في شهر التراث    انطلاق أسبوع الوقاية من السمنة والسكري    أوامر وتنبيهات إلهية تدلك على النجاة    عشر بشارات لأهل المساجد بعد انتهاء رمضان    وصايا للاستمرار في الطّاعة والعبادة بعد شهر الصّيام    مع تجسيد ثمرة دروس رمضان في سلوكهم: المسلمون مطالبون بالمحافظة على أخلاقيات الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عز الدين الشلفي للشروق : بلخياطي أستاذي و شريكي في الغناء والسجون ونون النسوة
نشر في الشروق اليومي يوم 10 - 06 - 2011


تصوير: علاء بويموت
لست رسولا ولا إماما.. لكني سأقف ضد المفسدين
اسمه بن عودة عابد من مواليد 1975، وعرف عند الجماهير ومحبيه بعز الدين الشلفي.. عاش قصة حب مع فتاة كانت تدرس معه في المتوسط وأثمر حبهما بالزواج ووقتها لم يكن يتجاوز الثامنة عشرة من عمره.. رزقه الله ستة أطفال، رغم أنه كان يحلم ببنت وسط إخوتها، لكن المولى تعالى قدر له الذكور فقط.. توّج نفسه ملكا للأغنية الرايوية العروبية منذ صدور أوّل ألبوم له سنة 2000 وتربّع على عرشها ولم يقدر أي مغن أن يزعزعه.
*
مثير للجدل في حياته، في أغانيه وحتى في مزاجه.. يحقق أغلى المبيعات رغم ابتعاده عن الأضواء ووسائل الإعلام.. لا يحب المشاكل، لكن المشاكل تحبه.. لا يخاف السجن، لأن رجليه تعودتا عليه بعدما تعدّدت قضاياه في العدالة، وهو الذي يعرفه الجزائريون بجرأته وكثرة مشاكله في الوسط الفني..
*
هكذا هي حياة عز الدين الشلفي ولأنه لا يحب الظهور في وسائل الإعلام، اخترنا أن نلتقيه ونكشف جوانب حياته بعد أيام من البحث عنه، انتهت باستضافته لنا في بيته بالشلف ليجيبنا على كل تساؤلاتنا وتساؤلات محبيه بكل صراحة وجرأة، فكان هذا الحوار معه:
*
= عز الدين، لماذا هذه اللحية، ألديك مشاكل؟
*
== لا، ليست لي مشاكل، ولكن تركت بشرتي تستريح فقط؛ وعلميا ترك اللحية يقلل الدم الفاسد في الوجه.
*
= في كل مرة تصلنا أخبار أن لعز الدين مشاكل ما، هل المشاكل تحب عز الدين أم هو الذي يحبها؟
*
== عن أي مشاكل تتحدث؟!
*
= تلك التي تحدث لك كل مرة؟
*
== أنا رجل صريح وجريء ولست رجل مشاكل.
*
= لكن صراحتك وجرأتك كثيرا ما جلبا لك المشاكل وجرتاك إلى السجن.
*
== إذا كانت الصراحة والجرأة وانتقاد المفسدين تجلب المشاكل والمتاعب فأهلا وسهلا بها.
*
= غنيت "شوف الحڤرة شوف"، فهل عانيت يوما ما من الحڤرة؟
*
== لا أحد يستطيع أن "يحڤر" عز الدين، ومن ظن ذلك فإنه إنسان واهم لا يعرفني جيدا.
*
= لكن "شوف الحڤرة" والتي هاجمت فيها والي ورئيس دائرة ومجلس قضاء الشلف، جلبت لك المشاكل والسجن.
*
== هذا فخر وشرف لي ولست نادما على ذلك.
*
= عز الدين كنت ناجحا في أغانيك وتحقق أعلى المبيعات في الجزائر وفرنسا؛ لماذا لم تكتف بأغاني "الأفراح والليالي الملاح" مثلما كنت، وتقي نفسك شر المشاكل ووجع الرأس مع العدالة والإدارة.
*
== يا أخي أنا سعيد بما أقدم لجمهوري وفخور بذلك.. أما وجع الرأس هذا فلم أعانيه إطلاقا وأنا الذي سأسبب لهؤلاء الذين ذكرتهم صداعا في رؤوسهم حتى يتوقفوا عن "حڤرة" البسطاء والتعسّف ضدهم، ولن أستسلم أبدا.
*
= ألا تخاف السجن؟
*
== لا أخاف السجن، ولا أخاف أحدا، خوفي من الله فقط، ومادام صوتي مسموعا لدى شريحة كبيرة من الجزائريين فلن أتراجع عما رسمته.
*
= وماذا رسمت؟
*
== سأحارب هؤلاء "الحڤارين" الذين يملكون السلطة والنفوذ لقهر الضعفاء وهضم حقوقهم.. وسأظل أحاربهم حتى يصل صوتي إلى مسؤوليهم ليضعوا حدّا لتعسفهم واستغلالهم السيئ للسلطة والمناصب التي أوكلوا من أجلها، وهي خدمة المواطن وليس التسلط عليه.. فهناك مسؤولون ورغم أنهم يتقاضون رواتبهم من الدولة إلا أنهم لا يقتنعون بها ويحاولون الثراء بسرعة من خلال الكسب غير المشروع.
*
= لم كتبت وغنيت "شوف الحڤرة شوف"، هل كنت تتوقغ مصيرك سيكون السجن؟
*
== نعم، كنت متأكدا من ذلك لما باشرت في كتابتها.
*
= أكنت تظن نفسك أنك ستحل مشاكل البلد بأغنية؟
*
== لست أنا من يحل مشاكل البلاد، ولكني أحاول أن أقول كلمة حق أمام المسؤولين على وطني الحبيب.
*
= وماذا حدث بالضبط بعد نزول الألبوم ورواجه الكبير؟
*
== بعد نزول الألبوم، جاء الأمن وفتشوا بيتي واقتادوني إلى السجن.
*
= وكم حكم عليك بعدها؟
*
== حكم عليّ بثمانية أشهر سجنا نافذا، وبعدها طعنت في الحكم ظنا مني أني سأتحصل على البراءة أو تخفيف الحكم، فإذا بهم يضيفون لي أربعة أشهر أخرى لتصبح عاما سجنا نافذا.
*
= وهل قضيت المدّة كاملة؟
*
== لا، لم أقض المدة كاملة، لأني استفدت من العفو الشامل الذي أصدره رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
*
= من الجهة التي اشتكت منك؟
*
== الوالي ورئيس مجلس قضاء الشلف، هما اللذان تأسسا طرفا في القضية.. (يتوقف قليلا ثم يقول) دعني أصارحك..
*
= تفضل
*
== قبل هذه الأغنية كنت أظن أن هؤلاء المسؤولين الذين قاضوني وسجنوني هم أناس أذكياء.. ومن بعد محاكمتي اكتشفت غباءهم.
*
= كيف؟
*
== لأن القاضي والوالي في هذه القضية بالذات، فكرا في مصلحتهماالشخصية بعد أن عرتهم الأغنية وفضحتهم أمام الرأي العام الشلفاوي والجزائري ككل، وأمام المسؤولين الكبار، لذلك طالبوا بإيقافي وسجني دون استجوابي.
*
= وماذا كان عليهم أن يفعلوا حتى يصبحوا أذكياء في نظرك؟
*
== كان عليهم أن يتجاهلوني حتى يظهروا للكل بأن هناك ديمقراطية وحرية في الرأي ويحاولوا إصلاح ما أفسدوه في الشلف.
*
= وماهي التهمة التي وجهت إليك؟
*
== التهمة هي إهانة هيئة نظامية والتحريض على العصيان، وهذه التهم في الأصل تعرض على الجنايات.
*
= أنت هاجمت الوالي وجهاز العدالة في الشلف ووقفت أمامهم كمتهم، فكيف كانت ظروف المحاكمة؟ وهل اعتذرت لهم؟
*
== لا، لن أعتذر لهم، وكان من المفروض أن أحاكم في ولاية أخرى، فمن غير المعقول أن أقف أمام قاض أنا اتهمته باللاعدل؛ إنها كارثة حقيقية.. المتهم هو الحكم، لو كانت ديمقراطية حقيقية لحوكمت محاكمة عادلة في ولاية أخرى ليست طرفا في القضية، ومنها كل طرف يدافع عن وجهة نظره، لكن العكس هو الذي حدث وزجّ بي في السجن دون الاستماع إلى أقوالي.
*
= ومحاميك، هل طلب أن تحاكم في ولاية أخرى؟
*
== المحامي وقف في صف العدالة وكاد يورطني في أشياء كثيرة، لأن مصلحته الشخصية مع الوالي والقاضي وليس عز الدين.
*
= أنت طعنت في الحكم بعدما حكم عليك بثمانية أشهر سجنا نافذا ووقفت مجدّدا أمام رئيس المحكمة.. هل تغيرت نظرته لك؟
*
== لا، لم يكلمني على الإطلاق، فمباشرة لما شاهدني حكم عليّ بعام سجنا دون أن يكلمني وحتى أنه لمن ينظر إلي.. فضحكت وعدت إلى زنزانتي.
*
= ضحكت..؟ لماذا؟
*
== لأني تأكدت بأني محق وأن الحڤرة موجودة بكثرة في الشلف.. وضحكت لأني قلت في أغنيتي "شوف الحڤرة شوف" ولم أقل "ماكاش ربي وماكاش الرسول".
*
= عز الدين، الصلاح يبدأ من الذات، فهل أنت مواطن صالح لدرجة أنك تحارب ظاهرة كبيرة حتى الدولة عجزت عن محاربتها؟
*
== أنا لست رسولا ولا إماما ولا مسؤولا.. لكني رجل أعرف ديني وأحب وطني، أنا فنان أعالج مشاكل الشباب.. وأحارب بفني وغنائي الأمراض التي نخرت إدارتنا وعدالتنا.. وبما أني أملك جمهورا كبيرا، أحاول أن أوصل صوتي إلى السلطات العليا بأن هناك تعفنا في إدارتنا ويجب إيقاف هؤلاء المفسدين حتى نجنّب بلدنا مشاكل نحن في غنى عنها.
*
= قضيت ستة أشهر في السجن ثم استفدت من العفو الرئاسي وخرجت، فهل قلت "اللهم توبة ولن أعيد التجربة مرة أخرى"؟
*
== من فضلك، أنا لست خوّافا.. أنا رجل مبادئ ولا أخاف إلا الله سبحانه وتعالى.
*
= إذا ستعيد التجربة؟
*
== نعم، سأعيدها وأنا بصدد كتابة أغنية ستكون كلماتها وعمق معانيها أكبر من سابقتها.
*
= هل هو تحدٍّ منك للمسؤولين؟
*
== لا ليس تحدّيا.. ولكن لأن "الميكروب" لايزال ينخر إدارتنا ومادام الميكروب لايزال، فعز الدين سيبقى يغني ولن يثني عزيمتي ولن يوقفني أحد سوى الموت.
*
= وماهي كلماتها؟
*
== لازلت "أعجن" فيها ولما "تخمر" سأطلقها في الأسواق لأعري بها واقع هذه الإدارة العرجاء التي حاولت أن تجبرنا على الانبطاح لها.
*
= هل ستوجهها إلى الرئيس بوتفليقة مثل سابقتها؟
*
== نعم، فهو المسؤول الأول عن البلاد لذلك سأوجهها إليه.
*
= حكم عليك بسبب أغنية "شوف الحڤرة" بعام سجنا نافذا.. ألا تخاف أن يحكم عليك بعشر سنوات بعد صدور هذه الأغنية؟
*
== أرجوك لا تقل لي تخاف، فأنا رجل شجاع ومقتنع بما أقدمه وإذا نزلت هذه الأغنية إلى الأسواق وحكم عليّ بالإعدام فهذا فخر لي.
*
= نخرج من مشاكلك مع العدالة بسبب هذه الأغنية "شوف الحڤرة" ونعود إلى بداياتك وأول ألبوم أطلقته سنة 2000، وحقق نجاحا خرافيا وهو ألبوم "واش جابك ليّا خيرة".. هذه الأغنية سببت لك مشاكل مع بلخياطي؟
*
== بلخياطي آنذاك حدث له ما يحدث للأسد عندما يكبر وتسقط أسنانه فيصبح عاجزا عن اصطياد فريسته، فلا يبقى له سوى "الزهير" هذا ما حدث لبلخياطي رغم أني أحترمه وأعتبره شيخي وأستاذي.
*
= نريد توضيحات أكبر؟
*
== ما حدث له مجرّد غيرة فنية فقط.. ولا تسألني عن شيخي بلخياطي أكثر من هذا لأني أكن له كل الاحترام.
*
= هل هي غيرة من نجاحاتك؟
*
== بلخياطي كان الكل في الكل في الشلف والمنطقة ولما ظهرت أنا وحققت نجاحا كبيرا وأصبحت على كل لسان، أقلقه الأمر في بادئ الأمر واليوم هو من أعز أصدقائي.
*
= بلخياطي كان الأكثر نجاحا وشهرة في المنطقة، وبعدها بسنوات جئت أنت يا عز الدين وأخذت منه الشهرة والنجومية؟
*
== لا يهمني هذا الأمر.
*
= لكنهم يقولون إن عزالدين نسخة من بلخياطي وأخذ منه الشهرة والنسوة، لذلك ثار بلخياطي وهاجمك؟
*
== هو ثار لما نزل أوّل ألبوم لي "واش جابك ليّا خيرة".. انتفض لأن الجزائر كلها كانت تردّد أغنيتي، في الحفلات والأعراس والمقاهي والسيارات وحتى الأطفال الصغار كانوا يردّدونها وأصبحت على كل لسان وهو ما أقلقه وجعله يتأكد فعلا من أن الراي العروبي توج على عرشه ملكا جديدا اسمه عز الدين بعدما كان هو ملكا لعدة أجيال.
*
= بعدها جمعكما السجن والتقيتما في الزنزانة؟
*
== نعم، كان أوّل لقاء بيننا بعد تلك الحادثة في السجن وتصالحنا هناك ومن يومها ونحن أصدقاء.
*
= من اعتذر إلى الآخر؟
*
== المخطئ هو من اعتذر.
*
= ومن المخطئ؟
*
== بلخياطي.
*
= هل اعترف بخطئه؟
*
== نعم، اعترف بخطئه وقال لي: عز الدين لا تأخذ بكلامي لأني كبرت وهرمت.
*
= هل اعترف لك بنجاحاتك وأنك أخذت منه تاج الشهرة الذي كان يرتديه لسنوات؟
*
== لا لم يقل لي بأني أنجح أو أشهر منه.. بل قال بأنه يرى شبابه فيّ.
*
= عز الدين، أنت وبلخياطي تشتركان في أشياء كثيرة، الشهرة السجن والنساء.
*
== يقاطعني.. لا، أنا متزوج بامرأة واحدة وهو متزوج بأكثر من ثلاثة عشر امرأة من كل الولايات وحتى في فرنسا وله معهن عدّة أولاد أما أنا فمتزوج بواحدة فقط ولن أعيد الزواج وهذا عهد قطعته على نفسي. لكنه هو شيخي وشريكي في الغناء والسجون وأيضا نون النسوة
*
= إذا الفرق بينكما أن بلخياطي رجل مزواج وعز الدين "عشاق ملال"؟
*
== أرجو أن تغلق هذا الباب لأني لن أجيبك؟
*
= حسنا سنغلق هذا الباب ونفتح بابا آخر.
*
== تفضل..
*
= أنت دخلت السجن بسبب فتاة قاصر؟
*
== (نظر إلينا باستغراب وسكت قليلا ثم نطق قائلا): أنت لو شاهدت تلك الفتاة لأعذرتني ودخلت السجن مكاني بسببها.
*
= والقاضي الذي وقفت أمامه، هل أعذرك لما شاهدها؟
*
== القاضي أعذرني في قرارة نفسه، لكنه طبّق عليّ القانون.
*
= جميلة الجميلات هذه التي دخلت السجن من أجلها، كيف تعرّفت عليها؟
*
== هي فتاة من حجوط، سنها لا يتجاوز 17 سنة، دعتني لأحيي لها حفلة عيد ميلادها فأعجبت بها وتعارفنا وحدث الذي حدث.
*
= هل ضُبطت معها أم ماذا؟
*
== لا، لقد قدمت شكوى ضدي بعدما حدث ما حدث
*
= وهل اغتصبتها؟
*
== لا، كان كل شيء برضاها.. لكن فيما بعد طلبت مني الزواج منها ولأني رفضت ذلك تقدمت بشكوى ضدي.
*
= وأثناء المحاكمة، ماذا حدث؟
*
== حضرت الفتاة وطلب مني رئيس الجلسة أن أتزوجها أو أسجن، فاخترت السجن على الزواج منها، فحكم عليّ بسنة سجنا نافذا واستأنفت الحكم وبعد أربعة أشهر أفرج عني.
*
= عز الدين، أنت دخلت السجن حوالي أربع مرات، أليس كذلك؟
*
== (ردّ علينا مازحا): من كثرة دخولي وخروجي لا أعرف كم مرة دخلت.. دخلت أربع مرات، مرتان في قضية إصدار صك دون رصيد بمبلغي 250 مليون سنتيم والثاني ب70 مليون سنتيم وخرجت براءة منها بعدما تأكدوا بأن هذه الصكوك كانت قد ضاعت مني سابقا.
*
والثالثة في قضية الفتاة القاصر والرابعة بسبب أغنية "شوف الحڤرة".
*
= هناك قضية أخرى اتهمت فيها بأنك شاركت في جريمة قتل صديق لك؟
*
== هذه الجريمة لم أكن طرفا فيها على الإطلاق، لأني لم أكن أصلا في الجزائر والصحافة فقط هي من أدرجت اسمي في القضية.. والحقيقة أن القاتل والمقتول هما من أعز أصدقائي، كما أني رفعت دعوى ضد هذه الصحيفة التي كتبت الخبر ولازالت محكمة الحراش لم تفصل فيها بعد.
*
= إذا دخلت أربع مرات للسجن فقط؟
*
== يقاطعني.. ومازال الخير للڤدام.
*
= كل الفنانين متعاقدون مع متعهدي حفلات، إلا عز الدين فهو متعاقد مع العدالة.
*
== أنا إنسان صريح جدا وهناك من يبحثون عن رأسي لكنهم لا يستطيعون فعل شيء لي، وسأقف في وجههم.
*
= أجبنا بصراحة، كم من استدعاء من مصالح الأمن وصلك مؤخرا؟
*
== نعم، أجيبكم بصراحة هناك عدّة استدعاءات، لكني لن أذهب إليهم.
*
= لماذا؟
*
== أقسمت ألا أذهب إليهم فأنا لست "فارغ شغل" ولما يصدر أمر بالقبض في حقي وقتها سأذهب إليهم وأسلم نفسي.. وهذا قسم مني.
*
= هل لنا أن نعرف فحوى هذه الاستدعاءات؟ أو بالأحرى القضايا التي استدعوك لأجلها؟
*
== هل تهمكم؟
*
= نعم
*
== في قضية شاهد وفي أخرى متهم بالضرب العمدي وثالثتها إهانة هيئة نظامية.. هذه هي القضايا التي استدعيت لأجلها.
*
= هل حقيقة أنك قمت بهذه الحوادث أم هي مجرّد اتهامات؟
*
== أنت تريد توريطي!؟
*
= نريد معرفة الحقيقة لأنك ستحقق أمام العدالة وتقولها.. فقلها لجمهورك ومحبيك قبل المحاكمة؟
*
== هناك قضايا حقيقية، وأخرى مجرّد اتهامات فقط.
*
= ماهي القضية التي أنت حقا متورّط فيها؟
*
== سأجيبك بكل صراحة.. قضية اعتدائي على شاب بعصا هذه حقا فعلتها، أما الباقي فهي مجرّد اتهامات ولا تهمني إطلاقا.
*
= لماذا ضربت هذا الشاب؟
*
== أيهمك؟
*
= نعم، يهمني..
*
== ضربته بسبب صديقة لي، وهذا الشاب وشى بها إلى أهلها وتسبّب لها في مشاكل كثيرة، فشتمته وضربته.
*
= وهل سبّبت له عاهة ما؟
*
== لم أسبّب له أي عاهة، ولكني ضربته ضربا مبرحا على ظهره.
*
= وكم حكم هذه القضية في العدالة بما أنك أصبحت خبيرا في الشؤون القانونية بحكم تعودت رجلاك على المحكمة؟
*
== (يضحك) ثم يجيب: حكمها لا يفوق الستة أشهر، وإن شاء الله "تقيسني لاڤراس" أقضي شهرا واحدا ثم يقول مازحا لقد حضرت نفسي جيدا وحتى القفف جهزتها وحضرت كذلك ألبومي لأطلقه حتى أدخل السجن لأستريح قليلا.
*
= كيف كنت تقضي يومياتك في السجن؟
*
== كنت أقضي معظم وقتي في المطالعة وكتابة الرسائل وتحضير قصائد وأغان جديدة.. وكثيرا ما كنت أستمع إلى قضايا المساجين ومشاكلهم، وأهتم بسماع القصص والقضايا الغريبة التي كانت تشدني تفاصيلها، كما أني كنت أصلح بين المساجين عندما تحدث بينهم ملاسنات أو خلافات ما، فأحاول إصلاح ذات بينهم.
*
= وهل تغني لهم؟
*
== لا، أغني في السجن، فأنا إنسان أحترم نفسي وشخصيتي فوق كل اعتبار.. ومن أراد سماع عز الدين فألبوماتي موجودة في الأسواق.
*
= وماذا تعلمت من السجن؟
*
== تعلمت منه تربية أولادي على طاعة الله وحسن المعاملة وحثّهم على الدراسة والأخلاق الحميدة.. الحمد لله الذي وفقني في ذلك وهم الآن من أنجب التلاميذ.
*
= عز الدين، لك جمهور كبير جدا.. ولك مداخيل كبيرة من الألبومات والحفلات والأعراس، فهل أمّنت مستقبل أولادك؟
*
== أمرهم عند ربي.
*
= كم ادخرت من مليون في رصيدك البنكي؟
*
== أموال كَفَني فقط.
*
= هل لك استثمارات خارج الفن؟
*
== بإذن الله ستكون.
*
= وما هي السيارة التي تملكها؟
*
== صدقوني ليست لدي رخصة سياقة وفي حياتي لم أقد سيارة وحتى لما أشتري سيارة فسأعطيها لأصدقائي كي يقودوها.. أنا لست من هواة السيارات على الإطلاق.. أضيف شيئا إن سمحتم: مرة اشتريت سيارة فاخرة تركتها عند صديق لي فاكتشفت بالصدفة أنه حولها إلى "كلونديستان" وينقل بها الأشخاص، هذا هو حال عز الدين.
*
= حققت النجاح والشهرة والمال.. فماهو الشيء الذي تحلم بتحقيقه؟
*
== بصراحة، شيء واحد، أدعو الله أن يحققه لي وهو أداء فريضة الحج والتوقف عن بعض الأشياء المشينة التي ابتلاني بها الله.. كل هذا ما أتمناه وأرجو من المولى العلي القدير أن يوفقني في ذلك.
*
= عز الدين هل يصلي؟
*
== رغم أني أعرف ديني جيدا ومطلع عليه، إلا أني لا أصلي، فادع لي أن يهديني الله لذلك.
*
= متى يقلع عزالدين عن الخمر ويطلقه طلاقا لا رجعة فيه؟
*
== رغم أني لا أريد الخوض في هذا الابتلاء، احتراما لجمهوري ولقرائكم، إلا أنه أحد الأهداف الرئيسية في حياتي.. فحكايتي مع الخمر عفاكم الله منه هو مثل حكاية ذلك المحارب الذي يتربص بعدوه ويحاول أن يقتنص أية فرصة تتاح له ليضربه ضربة قاضية، لا يستطيع النهوض بعدها.. وأنا أخطط باستمرار لهذا الابتلاء حتى تأتي الفرصة إن شاء الله.
*
لذلك، قلت لكم من قبل أني لا أصلي ولم أحج، ومباشرة بعد إقلاعي عن الخمر سأبدأ صلاتي وأحج بإذن الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.